الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في لقاء الأربعاء لنادي الصحافة..معطيات صادمة ومقلقة حول قطاع الشباب

نشر بتاريخ: 10/06/2010 ( آخر تحديث: 10/06/2010 الساعة: 18:25 )
القدس-معا- كشف مازن الجعبري مدير دائرة تنمية الشباب في جمعية الدراسات العربية في القدس عن معطيات صادمة ومقلقة تتعلق بواقع الشباب المقدسي في القدس بعد 43 عاما من الاحتلال الإسرائيلي المتواصل. ووصف هذا الواقع بالمأساوي خلال استضافته في لقاء الأربعاء الذي ينظمه نادي الصحافة برعاية فندق ليقاسي في القدس ودعا إلى إستراتيجية وسياسات تخطيط منهجي للنهوض بهذا الواقع ووقف التدهور الحاصل ، مقرا بذات الوقت ان هذه العملية هي من مهام الدولة المستقلة ذات السيادة الامر الذي نفتقده كشعب فلسطيني حتى الان .

استعراض البرامج..!
واستعرض الجعبري مسيرة دائرة تنمية الشباب منذ تأسيسها عام 1999 كجزء من جمعية الدراسات وبيت الشرق بما كان يمثله من كيانية فلسطينية مصغرة تضم مجموعة من الدوائر وتقدم الخدمات على غرار دائرة المفاوضات والعلاقات العامة وحقوق الانسان وغيرها ..! وكان الهدف وما زال هو العمل مع قطاع الشباب والمؤسسات العاملة مع الشباب في اطار رؤيا بيت الشرق في الحفاظ على الكيانية الفلسطينية المتمثلة بالهوية الفلسطينية في القدس .

وقال ان من ابرز المحطات التي مرت بها دائرة تنمية الشباب عمل دراسة قطاعية عام 2001-2002 تعتبر من اهم الدراسات يركز جزء منها على الشباب ومؤسساته وتم على ضوئها بناء برامج عملنا من خلال استراتيجية لخمس سنوات ومن حينها صار الامر تقليدا بالنسبة لنا حيث نعمل ونسترشد بالمعلومات المتوافرة. واشار الى حالة التنقل وعدم الاستقرار التي عانت منها المؤسسة نتيجة لاغلاق بيت الشرق الا ان كل ذلك لم يحل دون اهتمامنا بالمعلومات في قطاع الشباب وتوفر الدراسات والسياسات الحديثة والخاصة بحيث اصبحنا مرجعية قائمة بذاتها.

واشار الى أن مؤسسته تعمل بشراكة مع المؤسسات الشبابية التي كانت عبارة عن مبادرات فردية ، ولكن من خلال التعاون والشراكة معنا اصبحت مؤسسات فاعلة ومتميزة. وتطرق الى برناج التبادل الشبابي مع الاوروبيين وهو برنامج الشباب الاورومتوسطي. وهو يعتمد على استقطاب متطوعين من الخارج خلال العشر سنوات الماضية لمدة ستة اشهر في فلسطين ويشمل تأمين متطوعين لمؤسسات أهلية وشبابية في القدس، الخليل، نابلس وبيت لحم بالتعاون مع رابطة الشباب الفلسطيني الدولية.

اهتمامات مقلقة..!
واستغرب الجعبري طبيعة اهتمامات 40% من الشباب في المجتمع الفلسطيني الذين يفكرون في الهجرة وفق احدث الدراسات التي نشرتها UNDP مرجعين السبب في ذلك الى افتقاد الامن وغياب فرص العمل. وتحدث عن برنامج التبادل الشبابي المتمثل بتنظيم مخيمات صيفية سنويا بمشاركة متطوعين اجانب بالتعاون مع مخيم شنلر وبرنامج المخيمات الدولي في منطقة الشرق الاوسط الذي انضم اليه الاردن منذ عامين ويشمل برامج ثقافية وترفيهية وتأمين فرص للشباب للمشاركة في مؤتمرات في دول مثل ايطاليا وتونس .

وتناول برنامج التوجيه المهني الذي يحاول التعامل مع مشكلة التسرب من المدارس نتيجة نقص الغرف الصفية بالمئات. ومحاول مساعدة العاطلين عن العمل فوق 15 سنة بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة وردم الفجوة بين التعليم وسوق العمل من خلال التنبه الى ايجاد فرص عمل قبل فترة التخرج وطبيعة فرص العمل المتوفرة سواء في القطاع العام او الخاص او التوظيف الذاتي والذي تشير الاحصائيات الى ان 27% يعملون في القطاع الحكومي و 22% في القطاع الخاص و 37% ضمن التوظيف الذاتي فيما لا تتجاوز النسبة ال 3% في المؤسسات الاهلية.

واوضح انه رغم التوجهات حيال قطاع الشباب فان نسبة الشباب الذين يتلقون خدمات من المؤسسات الشبابية القائمة لا تتجاوز ال 11% ..! ووصف التمويل الخارجي بانه "الداء والدواء" لارتباطه بسياسات واجندات قلما تخدم القطاعات والاحتياجات الداخلية عندنا في وقت تصل فيه نسبة الشباب في المجتمع من ذوي الاعمار ما بين 15-24 حوالي 18%.

وانتقد غياب الرقابة على هذا القطاع الهام والافتقار الى الخبرة والتأهيل وضرورة ان تتم هذه العملية عبر منهجية وسياسات مدروسة موضوعة خصيصا للشباب والابتعاد عن العفوية والارتجالية . وطرح تساؤلات في الصميم حول العملية التعليمية والتربوية وما يشغل ذهن الشباب في الوقت الحاضر وهروبهم نحو الافكار المسطحة واللامبالاة وهل هناك برامج لدعم وتأهيل المعلمين حتى نتمكن من تنمية الاهداف الخاصة بشبابنا عماد المستقبل وبناته . وحذر من ظاهرة الاسرلة على الشباب في ظل الفراغ القاتل المحيط بهم وغياب البدائل التي تعمق الانتماء للوطن والهوية.

وعزا حالة الاغتراب في صفوف الشباب في القدس نتيجة عزلها منذ عام 1992 وما تعانية العائلات المقدسية التي يقبع ثلثها تحت خط الفقر .. ففي حين يمكن لعائلة ضفاوية ان تعيش على الكفاف ب 2500 شيكل فان العائلة المقدسية لا يمكن لها العيش باقل من ثلاثة أضعاف هذا المبلع جراء الغلاء والضرائب وتكاليف المعيشة المرتفعة في القدس. ولفت إلى أن 58% من العمال المقدسيين يتم استيعابهم في محافظة القدس بينما أقل من 8% يعملوا في محافظات فلسطينية أخرى.

يوم التوظيف..!
وقال ان دائرة تنمية الشباب تحاول عمل حراك لمكافحة البطالة العالية في فلسطين وخاصة في صفوف الشباب بين الاعمار 15-24 والعمل على زيادة الوعي بين الخريجين الذين ينتظرون 20 شهرا للحصول على فرصة عمل وقد تكون في غير مجال تخصصهم وذلك من خلال اطلاق يوم التوظيف الاول من نوعه في مدينة القدس ..! في حين ان القطاع الاقتصادي المقدسي ضعيف وهو يقوم بالأساس على الخدمات حيث يدخل الى سوق العمل في فلسطن كل عام 35 الف شخص معظمهم من الشباب وخريجي الجامعات .

واشار الى اهمية اكتساب مهارة كتابة السيرة الذاتية لدى البحث عن فرصة عمل والتحلي بالمهارات المنقولة مثل اجادة الاتصال والحديث واستخدام الانترنت والتأقلم والتكيف والتفكير وغيرها . وحث الشركات الخاصة على المساهمة في هذا اليوم من خلال اتاحة عدد من فرص العمل للشباب المقدسي..! وقال انه يجري العمل على تأسيس مجلس التشغيل وانشاء صندوق التشغيل واشاد بالمهندس مازن سنقرط الذي يولي اهتماما بهذه القضايا الهامة.

وتساءل الكاتب نبيل الجولاني عن آليات او ادوات لضبط هذا الفلتان والتسيب في الاوضاع القائمة وكيف السبيل للخروج منها فيما طالبت المحامية نيفين ابو مغلي بالتركيز على اختيار التخصصات اللازمة والمطلوبة في الجامعات والتوجيه الاساسي منذ البدايات .واشارت الكاتبة ريم المصري الى الصدمة الثقافية التي يعاني منها الشباب المقدسي وضرورة الاهتمام بايجاد الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة . ولفت الصحفي عيسى الشرباتي عضو مجلس ادارة نادي الصحفيين المقدسي الى اجندات الممولين الذين غالبا ما يركزون على التطبيع في مثل هذه البرامج والمشاريع الشبابية .

ولخص الجعبري المشكلة بأنها سياسية عامة ونتيحة لغياب استراتيجية الجزء الاكبر منها هو سياسي الى جانب ان العمل الاهلي بحاجة الى رقابة ومتابعة وضرورة ان تكون لنا ارادة سياسية فاعلة. واعلن ان مؤسسته اعلنت منذ البداية رفضها التعاطي مع موضوعه التطبيع .

وادار الحوار محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة في القدس ونسق له الكاتب عيسى قواسمي.