الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أردوغان يوجه دعوة لـ نصر الله بوساطة مشعل لزيارة تركيا

نشر بتاريخ: 10/06/2010 ( آخر تحديث: 10/06/2010 الساعة: 18:52 )
بيت لحم - معا - كشفت مصادر شديدة الخصوصية لـ "السياسة الكويتية"، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجه دعوة رسمية إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل أيام للقيام بزيارة لتركيا، وذلك بعد ضغط من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، شريطة أن تسمح أنقرة لـ "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني بتأمين الحماية لنصر الله خلال زيارته.

وذكرت المصادر أن مشعل "أقنع اردوغان بأن هذه الخطوة سوف ترفع من الشعبية الهائلة التي يحظى بها رئيس الوزراء التركي في الشارعين العربي والاسلامي، ناهيك عن انها سوف تحرج تل أبيب وتبقي الحالة العربية والاسلامية ووسائل الاعلام في ذروة العداء لاسرائيل، الذي تولد مع السيطرة على "اسطول الحرية"، خصوصا ان وسائل الاعلام العربية والعالمية سوف تدخل حالة من السبات بدءاً من يوم السبت المقبل مع افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا".

وأضافت أن نصر الله تلقى بغبطة وسرور الدعوة التركية الفريدة من نوعها، وانه يدرس جدياً امكانية القيام بهذه الزيارة، على الرغم من خشيته من قيام اسرائيل باستغلالها لاغتياله، مشيرة إلى انه لهذا الغرض تم التشاور مع قادة "الحرس الثوري" الايراني، حول كيفية تأمين حماية كافية لنصر الله خلال رحلته في الذهاب والإياب، وضرورة تلقي ضمانات شخصية من اردوغان بأن اسرائيل لن تمس زعيم حزب الله خلال أو اثناء عودته من الزيارة التي سوف تكون على ما يبدو عن طريق البر الى سورية ومنها الى لبنان.

واشارت إلى ان هناك توافقاً في الرأي بين الايرانيين وحزب الله بأن الزيارة لا يمكن ان تتم الا في حالة موافقة الاتراك على السماح لأفراد مسلحين من "قوة القدس" التابعة لـ "الحرس الثوري" بالعمل بشكل مستقل في تركيا لتأمين حماية نصر الله ومرافقيه، لافتة إلى أن رئيس المخابرات التركية الجديد حقان فيدان الذي تلقى الطلب الايراني وعد بدراسته رغم انه لم يخف خشيته من ان افتضاح الامر قد تكون له انعكاسات سلبية على الساحة الداخلية التركية.

ورأت المصادر ان الدعوة وضعت نصر الله في موقف حرج، حيث يرغب في تحقيق نقاط لصالح حزبه، خاصة مع تحضيراته لانطلاق سفينة ناجي العلي من لبنان بتمويل ايراني، لكنه لا يرغب في خطف الاضواء من طهران التي باتت تشعر ان أنقرة بدأت بسحب البساط من تحت قدميها في المنطقة، حيث ان الزيارة سوف تضع تركيا في موقف من اصبح يملك جميع الاوراق في المنطقة بدءا من سورية مروراً بحماس وانتهاء لحزب الله، لذلك فإن نصر الله يميل الى عدم الاستجابة للدعوة بطرق ديبلوماسية وبحجة ان الاجراءات الامنية التي فرضتها وحدة الحماية التابعة للحزب لا تتيح له القيام بذلك.

وفي المقابل، سيقوم نصر الله بدعوة رئيس الوزراء التركي لزيارة لبنان والاجتماع به خلال الزيارة والقاء خطاب مشترك يظهر فيه نصر الله امام جمهور الحزب إلى جانب اردوغان، حيث سيكون الأخير ورقة حماية الأول من أية عملية اسرائيلية تستهدفه خلال ظهوره العلني.