الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سعد يؤكد أن الحل بإنهاء معاناة عمال وشعب فلسطين يكمن بزوال الاحتلال

نشر بتاريخ: 11/06/2010 ( آخر تحديث: 11/06/2010 الساعة: 20:03 )
سلفيت-معا- من قصر المؤتمرات في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وفي كلمة فلسطين أمام الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين، أكد رئيس الفريق العمالي- الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، أن الخلاص من الاحتلال، وإنهائه من الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو الحل والمخرج الوحيد لإنهاء جميع معانيات وعذابات عمال وشعب فلسطين وإحلال السلام في المنطقة بأسرها.

وشدد سعد في المؤتمر الدولي الذي حضره وزراء العمل والحكومات وأصحاب العمل والاتحادات النقابية العمالية ومنظمات دولية من كل أنحاء العالم، إضافة للبنك الدولي ومنظمه التجارة العالمية والفاتكان ومنظمتي العمل العربية والدولية، على ضرورة حشد التأييد الدولي للقضية الفلسطينية ولعمال فلسطين، في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة والتصعيد الأخير الذي طال شعب فلسطين ودول العالم الحر، وضربت به إسرائيل عرض الحائط لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية حسب تعبيره.

وخاطب رئيس الفريق العمالي الفلسطيني المشاركين بالملتقى باسم عمال فلسطين، وهنأهم بانعقاد مؤتمر العمل الدولي الـ99 ، مشيرا انه جاء خلاصة عمل وجهد بناء من جميع الأصدقاء الدوليين، حيث انه استفاض بجداول عمل ومناقشات ومشاركات جوهرية وأساسية لجميع الفرق وممثلي أطراف الإنتاج الثلاثة من كافة دول العالم، وأضاف ان جميع الأطراف تتطلع إلى تطوير ذاتها بما يحترم مصالحها ومصالح الجميع.

وقال سعد" لا شك بأن التحديات التي تواجهها كل دولة تنعكس بشكل مباشر على الواقع الذي تعيشه أطراف الإنتاج الثلاثة"، في إشارة إلى الواقع الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية العربية المحتلة وما يواجهه عمالنا من ظروف اقتصادية ومعيشية واجتماعية صعبة وقاسية بفعل وجود واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وعنجهية آلته العسكرية ضد المدنيين والعمال العزل، موضحا ان عمالنا يواجهون شتى أنواع الانتهاكات والإجراءات التعسفية من الاحتلال وجيشه، والمتمثلة بالحواجز العسكرية البالغ تعدادها أكثر من 615 حاجزا على امتداد الأراضي الفلسطينية حيث تعيق حركة وتنقل العمال والمواطنين، والاقتصاد، والبضائع، وكل مناحي الحياة التي جعلت منها شبه مستحيلة.

وتطرق للحديث عن جدار الفصل العنصري وأثاره على حياة الفلسطينيين، مبينا انه اقتطع 20% من مساحة الأراضي الفلسطينية وفصل بين العائلات في قراهم شرقاً وغرباً ، وفصل الطلبة عن مدارسهم والمزارعين عن أراضيهم والمرضى حيث شكل عائقا أمامهم في إمكانية وصولهم للمستشفيات لتلقي العلاج، الأمر الذي تسبب في استشهاد عدد كبير منهم، مضيفا، ان الجدار زاد أيضا من نسبة البطالة حيث وصلت لأكثر من 15% وبنفس المعدل زادت نسبة الفقر في المجتمع الفلسطيني، وعمل كذلك على سرقة الأراضي وتوسع عمليات الاستيطان، وأكد سعد ان هذا السرطان الاستيطاني يقف حجر عثرة أمام أي تقدم في عملية السلام، وانه أصبح يشجع الجرائم التي يختلقها المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني بحماية ورعاية الجيش الإسرائيلي.

هذا واستعرض الأمين العام أمام المؤتمرين نتائج سياسة الحصار والإغلاق المفروض منذ سنوات على قطاع غزة، لافتا أنها تأتي في إطار مخطط مدروس تنتهجه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، تهدف من خلاله لفرض سياسة الأمر والواقع وترسيخ التبعية للاحتلال عن طريق الضغط على شعبنا وعمالنا في قطاع غزة، مشيرا ان إسرائيل بحصارها للقطاع وضعت أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في سجن مغلق منذ أكثر من عشر سنوات، وقد تلاها حرب دمرت البنية التحتية والمستشفيات والمدارس ودور العبادة، مؤكدا ان كل هذه الممارسات قادت العالم أجمع لأن يخرج بمظاهرات واحتجاجات على جرائم الاحتلال ضد الأهالي في غزة، والتي كان آخرها أسطول الحرية الذي شكل واقعاً وجسد معنا للتضامن الدولي من أجل فك الحصار عن أهلنا وشعبنا في القطاع.

كما قدم سعد التعازي باسم عمال وشعب فلسطين للشعب التركي وشعوب العالم بشهداء أسطول الحرية ووجه التحية لكل المتضامنين الدوليين من منظمات شعبية ونقابات عمالية ونواب لإيمانهم بقضية شعبنا العادلة.

وأكد على ضرورة تفعيل قرار لجنة حقوق الإنسان الدولية بشأن تشكيل لجنة تحقيق دولية وإجبار الحكومة الإسرائيلية للامتثال لهذه الجنة، لكشف الحقائق بعيدا عن التزوير والادعاءات التي من شأنها تبرئة الاحتلال من جرائمه .

وفيما يتعلق بالقدس المحتلة شدد الأمين العام سعد أمام الحضور على أنها مدينة السلام ومدينة الأديان والعاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة، والتي بفعل الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ ما يزيد عن 10 سنوات أصبحت تمثل فقط اللون الواحد وهو لون الاحتلال من خلال سياسات التهجير ألقسري والتهويد والاستيطان الممنهجة، مؤكدا ان ذلك يستوجب تحركا دوليا ومزيدا من الضغط العالمي على دولة الاحتلال .

وتطرق سعد لتقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية، مشيرا انه تحدث عن أوضاع عمالنا وممارسات الاحتلال بإمعان، وذلك من حصار وتهجير قسري لأهلنا وشعبنا في القدس العربية المحتلة، موضحا إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين لا يجلب سوى الكوارث، ويعمل على تدمير اقتصادنا الوطني، وأشاد سعد بجهود المنظمة والبعثة الدولية لتقصى الحقائق على الجهد والمصداقية التي اعتمداها في إعداد هذا التقرير، مشيرا انه يتطور عاما بعد آخر باتجاه إبراز الواقع العمالي في فلسطين رغم المخاطر والصعوبات التي تكبدوها خلال زيارتهم للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في سوريا ولبنان.

وفي نهاية كلمته أكد شاهر سعد انه وعلى الرغم من كل هذه التحديات فإن شعب فلسطين وعماله وقيادته مصرون على استمرارهم في النضال الوطني بكافة أشكاله المشروعة، حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

وقال" إننا نتقدم لمؤتمركم الموقر باستمرار تقديم الدعم لقضيتنا الوطنية، وتوفير الحماية لشعبنا، ونتمنى على مؤتمركم إقرار تفعيل صندوق التشغيل والحماية الاجتماعية للعمال الفلسطينيين"، وشدد على استمرار منظمة العمل الدولية بتقديم الدعم المادي والتقني لعمال فلسطين والشركاء الاجتماعيين للخروج من الواقع الصعب الذي أوجده الاحتلال.



علما انه شارك في أعمال الملتقى الدولي للتضامن، وفد نقابات عمال فلسطين الذي ضم كل من راسم البياري نائب الأمين العام، وأعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية للاتحاد في الضفة وغزة ناصر يونس، وآمنة الريماوي، وزكي خليل، وخالد موسى، ومحمد عدوان.