الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعتذار الاغا للامن الوقائي بين الاستراتيجية والتكتيك

نشر بتاريخ: 04/07/2005 ( آخر تحديث: 04/07/2005 الساعة: 13:40 )
معا - هل جهاز الامن الوقائي جهاز قمع سياسي؟؟ ام ان المعارضة هي مجرد غوغاء كلامية تعجز عن استحضار البراهين العلمية والاسس القانونية لخطابها السياسي؟؟؟؟
ويلاحظ المجتمع الفلسطيني ان تجربة السنوات الخمس الماضية - برغم قساوتها - لم تكن كافية لتدفع الاطراف المختلفة لاستخلاص العبر والسير بثقة نحو بناء تجربة ديموقراطية تضمن احترام الامن وتقدير حاجيات الامان .
والحق يقال ان مصادرنا تؤكد ان جهاز الامن الوقائي في غزة ( اختطف ) الدكتور رياض الاغا ولم يستدعيه باحترام الى مقر التحقيق ، والكتور ليس شخصا جنائيا او هاربا من القانون وانما رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية،و بعد احتجازه لعدة ساعات، وسؤاله - التحقيق معه - بشأن تفوهات - تصريحات - ادلى بها للتلفزيون الفلسطيني قام بكتابة اعتذار للامن الوقائي وافرج عنه .
وكان الدكتور الأغا، اتهم خلال لقاء معه بث على الفضائية الفلسطينية، جهاز الأمن الوقائي بأنه "لا يأتمر بتعليمات وزارة الداخلية، ويتلقى التوجيهات مما أسماه من جهات عليا".
جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة اعتبر ان الأغا، ردد مواد تحريضية في أماكن أخرى فيها إساءة مقصودة للأمن الوقائي ولوزارة الداخلية، اعتذر عنها لاحقاً.
وأوضح جهاز الأمن الوقائي في بيان نشرته وكالات الانباء ، أنه بعد نقاش أجراه الجهاز مع د. رياض أصدر الدكتور بياناً صحفياً، اعتذر فيه عما بدر منه من إساءة لجهاز الأمن الوقائي ووزارة الداخلية ولقيادتها وعناصرها.
وأكد د. الأغا في بيانه، أن جهاز الأمن الوقائي تقوده شخصيات وطنية، يكن لها كل تقدير واحترام، لأنها تمتلك تاريخاً نضالياً معروفاً.
وبعد هذه المعلومات يأتي السؤال : كيف يقوم رئيس مركز دراسات استراتيجية باطلاق تفوهات واقاويل ثم يعتذر عنها بعد ساعات ؟؟؟؟؟ واذا كان خبراء الاستراتيجية بهذه الارتجالية فماذا نقول لدعاة التكتيك؟؟ واذا كان كذلك فهو اذن لا يصلح ليقود مركز دراسات استراتيجية ولا حتى تكتيكية .
اما اذا كان مارس نقدا علميا ضد اجهزة الامن بشكل موضوعي ومن بينها الوقائي ،وعلى شاشة تلفزيون السلطة وان الوقائي ارهبه واجبره على الاعتذار فهذا اسوأ مما نتوقع ،واخر ما نتمناه لان تجربة الانتفاضة علّمت شعبنا ان القمع الفكري والسياسي لا ينجح ويؤدي الى عواقب وخيمة تضر بالجهاز وبالشعب وبقادة الجهاز وبسمعة الشعب الفلسطيني ، والاجدر ان يتذكر كل جهاز امني ماذا فعل الاحتلال بقادته وعناصره ومقاره وخيرة ابنائه .
وفي النهاية لا نعرف الحقيقة ، ولا نملك اجابات ، لان الدكتور اعتذر ، واذا اعتذر صاحب الشأن فهو اعلم بالاستراتيجية وليس على الصحافيين الذين هم طرف في هذه القصة الا ان يقبلوا الاعتذار .