الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عمرو موسى في غزة.. يجب أن يكسر الحصار ويرفع تطبيقا لقرارات الجامعة

نشر بتاريخ: 13/06/2010 ( آخر تحديث: 13/06/2010 الساعة: 18:28 )
غزة- معا- دعا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة ورفعه تطبيقا لقرارات الجامعة العربية.

وقال موسى في أول تصريح له للصحافيين فور وصوله إلى غزة: إن "الحصار يجب أن يكسر وأن يرفع وقرار الجامعة العربية واضح تماما"، مضيفا:" العالم كله يقف مع شعب فلسطين ضد حصار غزة وما يحدث على أرض فلسطين خاصة بالقدس".

ووصل عمرو موسى صباح اليوم الاحد إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، في زيارة هي الأولى له منذ فرض الحصار على غزة وتستمر لاثنتي عشرة ساعة.

واكد موسى ان ملف المصالحة الفلسطينية، هو ملف أساسي في زيارته قائلا: "ملف المصالحة مسألة رئيسية وأساسية والمصالحة ارادة وليست توقيع وهي سياسة وموقف يترجم باتفاق على مختلف الأمور والتاريخ لا يقف عند كلمة هنا أو تفصيل هناك بل يقف أمام الإرادة".

وعبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عن سعادته بزيارة قطاع غزة ولقاء أهله، وقال: إنه متشوق لأن يسير على أرض فلسطين وأن يلتقي بالمواطنين الفلسطينيين بكل اتجاهاتهم وما يمثلون بالقطاع بصفة خاصة من صمود أمام الحصار ومن وقفة موحدة يمثلها الكل الفلسطيني.

وتابع "أقف هنا لأحيي الشعب الفلسطيني ولأراه واقفا وقفة واحدة رافضا لأن يكون لعبة بيد أي طرف من الأطراف".

وقال: "انه امر يسعدني كما يسعد كل عربي أن نرى الجميع سويا بهدف واحد نراهم كإخوة ونحييهم كإخوة في مجموعهم".

وأشار موسى إلى ان زيارته ليست الأولى للقطاع بل زاره أثناء فترة الرئيس الراحل ياسر عرفات، مجددا التأكيد على سعادته برؤية مستقبليه من كافة التيارات الفلسطينية.

وكان في استقبال موسى الذي دخل قطاع غزة بسيارات مصرية وبرفقة الأمن المصري وزراء من الحكومة المقالة منهم وزير الصحة باسم نعيم ووكيل وزارة الخارجية احمد يوسف ونواب من بينهم النائب المستقل جمال الخضري وقادة من حركة حماس منهم د. عطا الله ابو السبح وزير الثقافة السابق وقادة من الفصائل بينهم د. زكريا الأغا وأبو الوليد الزق وعدد من الشخصيات المستقلة وممثلي المجتمع المدني.

ويبدأ موسى زيارته للقطاع بلقاء عائلتي السموني والداية، في حين يمنع الصحفيون من مرافقته في جولاته التي سيلتقي خلالها رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، ونواب المجلس التشريعي، بالإضافة إلى لقاء وفد يشكل كل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ويتخلل الزيارة مؤتمران صحفيان ومن ثم ينهي زيارته في الثامنة من مساء اليوم، في زيارة تأتي في اطار المساعي العربية لفك الحصار.

وكان الأمين العام المساعد في الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة السفير محمد صبيح أعلن أنّه كانت هناك نية لدى الأمين العام للجامعة عمرو موسى لزيارة غزة منذ فترة طويلة، وأن "هذه الرغبة وجدت توافق وقبول جميع وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع الوزاري الطارئ الأخير الذي ناقش تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية".

وأوضح صبيح أن "هدف الزيارة هو العمل على رفع الحصار عن غزة المحاصرة منذ ما يقرب الـ4 سنوات، وتوصيل رسالة واضحة للعالم تكشف مدى المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

الحكومة المقالة تتمنى ان تكون الزيارة نقطة تحول تاريخي

أعرب د. محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء التابع للحكومة المقالة أن تكون زيارة عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، نقطة تحول تاريخي على صعيد رفع الحصار وفتح معبر رفح وضخ الأموال التى أقرتها الدول العربية للشعب الفلسطيني لإعادة اعمار ما دمرته الحرب الأخيرة على غزة".

وقال د. عوض في بيان صحفي اليوم الأحد أن زيارة موسى وإن تأخرت كثيراً إلا أن الحكومة تنظر إليها باهتمام شديد، مشدداً على ضرورة وأهمية أن لا تكون الزيارة عابرة وبدون نتائج عملية لإنهاء الحصار ووقف معاناة المحاصرين في قطاع غزة.

وطالب موسى بإتخاذ خطوات عملية ملموسة لرفع الحصار وتنفيذ قرارات سابقة اتخذتها جامعة الدول العربية بهذا الخصوص.

وقال د. عوض : "إن الوضع الإنساني في قطاع غزة لم يعد يحتمل الزيارات التفقدية والتضامنية هنا وهناك، بل إلى خطوات مساعدة لرفع المعاناة عن المواطنين".

وأضاف أن الظروف أصبحت مواتية لرفع المعاناة عن أكثر من مليون ونصف المليون مواطن يعشون تحت الحصار منذ ما يزيد عن أربع سنوات، بعد التأييد الدولي والشعبي لحق الشعب الفلسطيني للعيش بكرامة كبقية شعوب العالم، والهبة العالمية التي أعقبت مجزرة أسطول الحرية.

في ذات السياق دعا النائب جمال الخضري الخضري،رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إلى عقد جلسة خاصة لمجلس وزراء الخارجية العرب في قطاع غزة يتمخض عنها إعلان عربي بانتهاء الحصار الإسرائيلي ووضع الآليات لذلك.

وأشار الخضري، في تصريح صحفي، إلى أن الشعب الفلسطيني يرغب بأن تكون زيارة موسى بداية فعل حقيقي تجاه كسر جدي للحصار وفتح معابر غزة، خاصة أنه يتمتع بالحب والدعم في الشارع الفلسطيني نظراً لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.

وأكد على أن هذه الزيارة المهمة لها دور كبير في تعزيز صمود الشعب الفلسطينية، وخاصة والكل ينتظر تنفيذ قرارات الجامعة العربية في هذا الشأن ووضع الأموال العربية التي رصدت لاعمار غزة وتبلغ قيمتها مليار وخمسمائة وخمسين مليون دولار موضع التنفيذ، ودعا إلى تطبيق قرارات الجامعة العربية بكسر الحصار عن غزة.

تسلم كتابا من مبعدي كنيسة المهد

قال فهمي كنعان الناطق باسم مبعدي بيت لحم، اليوم، بغزة، إن مبعدي كنيسة المهد سلموا كتاباً لعمرو موسى طالبوه فيه بتحرك عربي لإنهاء معاناة إبعادهم عن ذويهم.

وأشار كنعان في اتصال لـ"معا" أن الكتاب تم تسليمه لموسى خلال استقباله لوفد من لجنة الأسرى للقوى الوطنية وأهالي الأسرى وعدداً من المبعدين.

وأضاف "ناشدنا موسى وزعماء العرب بالتدخل العاجل من أجل عودة مبعدي كنيسة المهد، والتوسط لدى الجهات الأوروبية والأمريكية لحل قضيتنا خاصة أنهم هم من أشرفوا على صفقة إبعادنا".

وبين كنعان أن الخطاب لموسى شمل توضيح لمعاناة المبعدين الذين دخلوا عامهم التاسع للإبعاد دون أن يتمكنوا من رؤية أهلهم وذويهم، وأن العديد من المبعدين فقدوا أقاربهم خلال فترة الإبعاد.

وسلم المبعد ياسين الهريمي الخطاب لموسى، والذي يقوم بدوره بزيارة قصيرة للقطاع تستمر عدة ساعات للاطلاع على الأوضاع الإنسانية ومناقشة قضية المصالحة الوطنية وكسر الحصار.

الديمقراطية: الزيارة تؤسس لتحرك عربي ودولي واسع لكسر الحصار

بدورها رأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن هذه الزيارة تؤسس لتحرك عربي ودولي واسع لإنهاء الحصار والضغط على حكومة نتنياهو لوقف نشاطاتها الاستيطانية والتوسعية، وفضح وإدانة الممارسات الإسرائيلية والتستر الأمريكي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، كما جرى مؤخراً في مجلس الأمن الدولي.

وطالبت الجبهة بإصدار قرار واضح من جامعة الدول العربية بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وتشكيل لجنة تحقيق في المجزرة الإسرائيلية ضد المتضامنين في أسطول الحرية، والتوجه لمجلس الأمن والأمم المتحدة لإصدار قرارات بفرض عقوبات على إسرائيل وإلزامها بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية.

واعتبرت شبكة المنظمات الاهلية ان زيارة موسى تحمل الكثير من المضامين الهامه للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها تعزيز البعد العربي في دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية وبخاصة الحصار.

واعربت الشبكة عن املها في ان تكون زيارة السيد موسى محركا لملف المصالحة الوطنية وانهاء الجمود الذي يكتنفها بما ينهي حالة الانقسام وتكريس الوحدة الوطنية مشيرة الى أن الزيارة تعكس إصرارا عربياً على ضرورة إنهاء الحصار بصورة شاملة وعن كافة معابر القطاع بوصفه يشكل حقاً من حقوق الشعب الفلسطيني.