في ذكرى الانقسام: دعوات الوحدة تراوح مكانها والمصالحة حلم بعيد المنال
نشر بتاريخ: 14/06/2010 ( آخر تحديث: 15/06/2010 الساعة: 01:02 )
غزة- تقرير معا- في مثل هذا اليوم من العام 2007 كان قطاع غزة على موعد مع أحداث مؤسفة سالت فيها دماء الإخوة بين قتلى وجرحى، جراء تبادل إطلاق النار بين أكبر التنظيمات شعبية في غزة، حركتا فتح وحماس والتي دمرت وفككت أوصال الشعب الفلسطيني.
ثلاث سنوات مرت وحالة الانقسام ما زلت قائمة والمصالحة تراوح مكانها والتراشق الإعلامي بين الحركتين وتبادل الاتهامات في فشل المصالحة لا يزال قائما, ناهيك عن جولات الحوار في القاهرة والمبادرات التي صدرت عن الكثير من المنظمات إلا أنها لا زالت في مجمدة.
اليوم ننهي العام الثالث وندخل العام الرابع على الأحداث وحالة الانقسام، وربما سنظل نعد السنوات دون أن يتحرك أحد ويعلن عن انتهاء هذه المرحلة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني .
"معا" استطلعت آراء بعض المواطنين الذي أكدوا على ضرورة إنهاء هذا الانقسام المدمر والذي يعود بالضرر على الشعب الفلسطيني وقضيته.
والد الأسير شادي البابا دعا حركتي فتح وحماس إلى الوحدة لكي يستطيعوا مواجهة الاحتلال الإسرائيلي قائلا:" كفاكم انقساما, وبدنا إياكم يدا واحده وموحدين".
أما المواطن سامح قال: "نعم للوحدة لا للانقسام", مناشدا حركتي فتح وحماس بضرورة إنهاء الانقسام وأن يتنازل كل للآخر.
كما تحدثت "معا" في هذه الذكرى الأليمة مع القياديين في حركة فتح وحماس الدكتور فيصل أبو شهلا والدكتور إسماعيل رضوان, اللذان شددا على ضرورة إنهاء هذا الانقسام.
الدكتور فيصل أبو شهلا النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية وعضو المجلس الثوري قال "إن ذكرى 14 يونيو يوم أسود في تاريخ الشعب الفلسطيني حيث حدثت فيه النكبة الأكبر للانقسام وشرذمة الشعب الفلسطيني والخروج عن القانون وبداية ملف الاعتقال السياسي بعد أن أغلق".
وأضاف أبو شهلا في حديث لمراسل معا في غزة أن الانقسام أصاب المشروع الوطني الفلسطيني الهادف إلى إنهاء الاحتلال وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بأيدي فلسطينة وليس العدو.
ورأى النائب في التشريعي أن إنهاء الانقسام واجب على كل فلسطيني, مؤكدا أن حركة فتح تدفع باتجاه إنهاء المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام وعودة لترسيخ مفاهيم الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة.
وطالب أبو شهلا حركة حماس الخروج عن الارتباطات أو المصالح الفصائلية الضيقة إلى فضاء الوطن حتى إنجاز المصالحة داعيا إلى إنهاء الحصار عن قطاع غزة, ومطالبا المجتمع الدولي وكافة الموقعين على اتفاقية المعابر 2005 أن يعاد الاعتبار لفتح المعابر جميعها وعودة المراقبين الدوليين إليها.
من جهته قال القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان "إن ما حصل من حسم اضطررنا إليه في ظل عدم الاعتراف بشرعية الانتخابات وبحق الشعب الفلسطيني في أن يختار ممثليه، وفي ظل الفلتان الأمني والانقلاب على إرادة الشعب".
وتابع رضوان "لسنا نحن ممن تسبب في ذلك و السبب الحقيقي هو أن هناك تيار يعمل ضد مصلحة الوطن ارتكب الجرائم والمخالفات القانونية وانقلب على إرادة الشعب, وهذا أمر اضطررنا للتعامل على أساسها ".
وأكد رضوان في حديث لمراسل "معا" في غزة أنه ليس هناك جديد على صعيد المصالحة الفلسطينية, وأن حركته قدمت المرونة الكاملة في هذا الموضوع, مشيرا إلى أن الفيتو الأمريكي واشتراط الرباعية ما زلت تعطل هذه المصالحة.
وأكد القيادي في حماس أنه لا يمكن لحماس أن تفرض بالثوابت, وأن أي مصالحة يجب أن تكون على أساس الثوابت الفلسطينية.