حمى المونديال * بقلم :مصطفى الصواف
نشر بتاريخ: 14/06/2010 ( آخر تحديث: 14/06/2010 الساعة: 21:23 )
سلفيت - معا - الرياضة شيء ممتع ومسلي وصحي، وشأنها شأن كل الأمور ، فهي مباحة ومشروعة ولا غبار عليها، لذلك تجدها محببة إلى النفوس والقلوب، ولكن أن تتحول الرياضة إلى وسيلة من وسائل التعدي على الدين أو الأخلاق، عندها يجب أن نتوقف ونلفت الانتباه.
عندما تكون مشاهدة مباريات كأس العالم على حساب الدراسة، خاصة وأننا في أيام شد الأعصاب ، أيام التوجيهي ( الثانوية العامة)، فهذا غير جائز، أو تكون على حساب تحصيل قوت الأسرة، وأداء الصلوات والعبادة والتقرب إلى الله، عندها تكون الرياضة واحدة من أدوات الشيطان، وعندما تتحول المباريات إلى موائد للقمار بين المشاهدين والمتابعين من خلال الرهانات المالية بين المكسب والخسارة تصبح وبالا على المجتمع والأخلاق، عندما تتحول أماكن الترفيه والمشاهدة إلى مكرهة صحية من كثرة التدخين والنارجيلة، تكون الرياضة مضرة بالصحة، عندما تسب الذات الإلهية والتلفظ بألفاظ نابية، عندها تكون الرياضة أمرا مرفوضا في عرف المجتمعات التي تحترم دينها وشرعها وأخلاقها ونفسها.
وعندما تتحول الرياضة للكسب غير المشروع عبر الترويج للبنوك" الربوية "تحت مسمى الرعاية، فهذا أمر يحتاج إلى موقف شرعي من قبل العلماء للإجابة على سؤال وجيه ، هل تحصيل أموالا من بنوك ربوية حتى لو كان لرعاية مسابقات ثقافية أو رياضية أمرا مشروعا يقبله المشرع ، أو أنه تجاوز وتحايل على الدين، يجب أن يتوقف ويمنع حتى لو كان له تبعات مالية وغرامات، ويجب محاسبة المتجاوزين لشرع الله، أو أولئك التبريريين لاستخدام الأموال الربوية تحت حجج وذرائع غير مقبولة على الإطلاق.
قضية غاية في الأهمية يجب الانتباه إليها في غمرة الأحداث التي نعيش، نتحرى من خلالها شرع الله، ونتقي غضبه وعقابه، والرسول عليه الصلاة والسلام قال من ترك شيئا من أجل الله عوضه الله عنه، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
لا يوجد مبررا لمن يريد أن يتحرى شرع الله أن يتجاوز الحلال والحرام، وعليه أن يعود عن تجاوزاته، وإلا حل عليه غضب الله وسخطه، وسيدفع ثمن هذا التجاوز ربما أكثر مما سيكسب منه، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
ما أجمل الرياضة عندما تكون عاملا مساعدا على تقوى الله، فالرياضة أمر مأمور به، لآن فيها الصحة، وإعداد الأبدان وتهذيب الأخلاق، جاء في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) أليست هذه دعوة صريحة بممارسة الرياضة فعلا أو مشاهدة، أو غير ذلك ، مادامت هذه الممارسات الرياضية لا تؤدي إلى حرام أو تساعد على منكر، أو تكون أداة لضياع الوقت وخراب للبيوت.
نعم نشاهد مباريات كرة القدم، ونشجع ما نحب أن نشجعه، ولكن دون تجاوز للقيم والأخلاق، ودون أن نضيع حق الله وحق العباد، فحق الله أن لا تنسينا المشاهدة ذكر الله، وان لا تكون سببا في عدم الصلاة في جماعة، نشاهد المباريات؛ ولكن دون أن نؤذي الجيران بالصوت العالي للتلفاز خاصة أننا في أيام امتحانات الثانوية العامة وقد يكون حولنا مرضى، أو أطفال، أو من يريد أن ينام، أو يريح جسده، نشاهد المباريات؛ ولكن دون أن نجرح شعور الآخرين أو نخدش الحياء.
أتمنى للجميع مشاهدة طيبة وفوزا لمن يحب؛ ولكن على أن لا يكون ذلك على حساب أي من القيم التي تحدثنا بها سابقا، وكل مونديال وانتم بخير.