الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطاالله حنا: قضية الشعب الفلسطيني هي قضية الأنسانية بأسرها

نشر بتاريخ: 14/06/2010 ( آخر تحديث: 14/06/2010 الساعة: 22:04 )
القدس -أثينا – معا- أجرت الأذاعة الدينية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في أثينا ظهر اليوم مقابلة مع المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذي تحدث مع الأذاعة من القدس. وقد تمحورت المقابلة عن أوضاع المسيحيين في الأراضي المقدسة والموقف المسيحي من الأحداث الراهنة لا سيما في القدس وفي غزة.

المطران قال في المقابلة : بأن المسيحيين في بلادنا ليسوا طائفة متقوقعة وكيانا مستقلا عن المحيط الذي نعيش فيه. فالمسيحية بزغت من بلادنا وهي مهد المسيحية والمسيحيون عندنا هم جزء أساسي من مكونات أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني. ونحن نتمنى من المسيحيين في كل العالم بأن يدركوا أن أنتماء مسيحي فلسطين هو أنتماء لدينهم وأيمانهم ولهويتهم العربية الفلسطينية.

واضاف"أن الكنيسة الأرثوذكسية في العالم مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تكون صوتا مدافعا عن العدالة والسلم ونبذ العنصرية والظلم بحق الشعوب المستضعفة في هذا العالم. فلذلك فأنني أتمنى من قادة الكنيسة الأرثوذكسية في كل مكان بأن يكون لهم موقف واضح وصريح تجاه ما يحدث في القدس من تزوير للتاريخ وطمس للمعالم العربية المسيحية والأسلامية. فالكنيسة الأرثوذكسية كمؤسسها ومعلمها يجب أن تكون نصيرة للمظلومين ومدافعة عن حقوق المتألمين والمعذبين في هذا العالم وما أكثرهم".

وقال "نتمنى من الأرثوذكسية العالمية بأن تلتفت الى الأرض المقدسة ليس فقط كتاريخ وكمقدسات وأنما أيضا كأنسان ، فكما أن التاريخ والمقدسات مهمة هكذا هو الأنسان أيضا الذي يجب أن نحافظ عليه وأن نكون الى جانبه بلسما وتعزية وقوة في الشدائد والأحزان.

واكد بأن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية الأنسانية بأسرها وهي قضية مسيحية كما أنها قضية أسلامية ولذلك فأن الصوت المسيحي مطلوب من أجل دعم ومؤازرة هذا الشعب المظلوم لكي ينال ما يصبو اليه من حرية وكرامة في أرض الأباء والأجداد.

واشار الى ان الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني محرومون من حق العودة الى بلدهم مسلمين ومسيحيين" ونحن عندما نسافر الى أي مكان في العالم نسمع الفلسطينين الذين يقولون لنا بأننا قادرون أن نسافر الى كل مكان إلا الى بلدنا فلسطين".

وقال "لا يجوز الخوف ولا يجوز التلعثم أو التردد في الدفاع عن قضية فلسطين ، فهذا واجب على كل أنسان مؤمن بالقيم التي ينادي بها الأنجيل المقدس ونادى بها السيد المسيح".

وأضاف سيادته في المقابلة التي أستغرقت نصف ساعة" أن دعمكم ومؤازرتكم لشعب فلسطين هو دعم للحضور المسيحي أيضا ولذلك فأننا نتمنى من القيادات الروحية في كنيستنا في اليونان وفي كل الكنائس الأرثوذكسية في العالم بأن يلتفتوا الى شعبنا والى آلامه وجراحه".

واشار الى" ان القدس تتغير ملامحها يوما بعد يوم ونسمع خطابات كثيرة عن السلام المنتظر والمفاوضات المباشرة والغير مباشرة. أما على الأرض فهنالك عملية متواصلة تستهدف طمس معالم القدس".

ونبه الى ان المسيحيين في بلادنا أصبحوا قلة في عددهم والهجرة مستمرة حتى اليوم ونحن نسمع يوميا أن أسرا مسيحية تغادر من بيت لحم ومنطقتها والقدس وغيرها من المناطق. فالأوضاع السياسية والأقتصادية تجعل الكثيرين يفكرون بالهجرة لأن الأحتلال يعامل الفلسطيني وكأنه غريب ودخيل في حين أنه في بلده وفي وطنه أصيل.

وقال" ان كنيسة القدس ليست كنيسة حجارة صماء وأنما هي كنيسة حية فأننا نريد موقفا أرثوذكسيا عالميا مما يحدث في القدس وما يحدث لشعبنا الفلسطيني.

واعتبر ما حدث مؤخرا مع أسطول الحرية يدل على أن أسرائيل تريد بالقوة بسط سياستها وسيطرتها غير آبهة بالقيم والأخلاق التي تنادي بأحترام كرامة الأنسان وحقه في الحياة. فبأي حق يقتلون ويعتدون على الأبرياء الذين كانوا على متن قافلة الحرية التي كانت متجهة الى غزة وعلى متنها أناس من قوميات وشعوب وأديان متعددة ومنهم أخوة أعزاء من اليونان وهنا أريد أن أنتهز هذه المناسبة لأحيي هؤلاء الأبطال وكل المتضامنين ومعزيا بالشهداء ومتمنيا الشفاء للجرحى.

أما في غزة حيث كنيسة القديس بورفيريوس التاريخية فهنالك مليون ونصف المليون خليقة يعيشون في سجن كبير ويبدوا أنه أكبر سجن في العالم. يعيشون في حصار ظالم ويعاملون بقسوة وقد ظهرت هذه القسوة بوجهها القبيح عندما كانت الحرب الهمجية على غزة التي دمرت وقتلت وزرعت الرعب والخوف في القلوب وتركت أثارا مأساوية ما زال يعاني شعبنا منها هناك.

وقال سيادته في المقابلة الأذاعية: أعملوا على رفع الحصار على قطاع غزة فهذا الحصار يجب أن يزول ولا يعقل أن يبقى شعب بأكمله هناك يعيش في هذه الأوضاع المأساوية