الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
إيران تقصف إسرائيل
4 قتلى وعدد كبير من الجرحى بعملية إطلاق النار في "تل أبيب

جمعيات التوفير والتسليف.. فكرة رجل تحولت لأهم مشروع اجتماعي واقتصادي

نشر بتاريخ: 15/06/2010 ( آخر تحديث: 15/06/2010 الساعة: 17:35 )
رام الله- معا- احساسا بالواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه المرأة الفلسطينية بشكل عام، والمرأة الريفية بشكل خاص، انطلقت فكرة جمعيات التوفير والتسليف، قبل أحد عشر عاما من قبل وزير الزراعة د. اسماعيل دعيق، والذي كان يشغل في ذلك الوقت مدير جمعية الاغاثة الزراعية، والذي عمل على توفير كافة الامكانيات والظروف لتلك الفكرة من اجل ان تتقدم وتنمو لتصبو الى اهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى، والتي تهدف الى تطوير المرأة الريفية وزيادة فرص تمكينها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي،لتحسين المردود المالي لهن، تساعدهن على لعب دور بناء في بيوتهن ومجتمعهن لبناء الدولة، لتثبت هذه الفكرة مع الايام اهميتها بالنسبة للمرأة الريفية الفلسطينية.

انطلقت فكرة دعيق في العام 1999 في محافظة جنين حيث بذل كل جهدة ووفر لها الرعاية والدعم المالي، والمعنوي، وجيش امكانيات جمعية التنمية الزراعية (الاغاثة الزراعية) لرعايتها وايجاد برنامج وطني منظم، قادر على تقديم الدعم المالي والاداري والفني والمعلوماتي، والتنظيمي لجمعيات التوفير والتسليف ، للارتقاء بالبدورالمنوط بها، كرافعه للنساء الريفيات في المجتمع الفلسطيني، والسير بها الى الامام حتى باتت عبارة عن تجمعات نسوية تعاونية مرخصة قانونيا، ذات استقلالية مالية وإدارية، تمول وتدار من قبل النساء انفسهن، وتمارس نشاطاتها الاجتماعية والاقتصادية، وتقدم خدماتها لصالح عضواتها، مشكلة بذلك اكبر تجمع نسوي في الحركة التعاونيه الفلسطينية.

وعن نشأة جمعيات التوفير والتسليف والفكرة الام التي ساهمت في بلورة هذا المشروع اوضحت الناشطة التنموية سهام العباسي رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية للتوفير والتسليف "لقد تبلورت جمعيات التوفير والتسليف من فكرة الاب الراعي لنا في الجمعيات الدكتور اسماعيل دعيق قبل احدى عشر عاما، الذي اوعز لجميع الدوائر العاملة في الاغاثة بضرورة تقديم كافة الدعم المطلوب لها من اجل الارتقاء بها، وتطويرها كي تصبح بنك الفقراء، القادرعلى سد الاحتياجات المالية للنساء الريفيات الفلسطينيات، ويحقق لهن استقلال اقتصادي، في ظل مجتمع تسوده النزعة الذكورية والمسيطرة على الموارد المالية".

واضافت "اليوم وعند تقييم تجربة احد عشر عاما من رحلة جمعيات التوفير والتسليف، نرى ان هذا المشروع قطع شوطا كبيرا نحو تحقيق اهدافه الاستراتيجية، ونستطيع ان نشير الى انه لولا رعاية الاغاثة الزراعية، والاهتمام الشخصي للدكتور دعيق لما وصلت الى ما هي عليه، لانه هناك الكثير من الافكار الشبابية والنسوية الرائدة التي تموت،قبل ان ترى النور بسبب عدم وجود حاضنة لتطويرها تنميتها".

وقد توج العمل في جمعيات التوفير والتسليف بولادة اتحاد الجمعيات التعاونية للتوفير والتسليف،كمؤسسة وطنية تضم في عضويتها اثنتي عشرة جمعية تعاونية في مختلف محافظات الوطن، ليكون المظلة الوطنية الحامية والرافعة للجمعيات ومثيلها في الحياة العامة.

سهام العباسي افصحت عن واقع اتحاد جمعيات التوفير والتسليف بالقول "لقد قام الاتحاد بدعم الجهود الذاتية ومبادرات الجمعيات في تطوير اوضاعها وتعزيز دورها متحديه كل الصعاب والظروف غير الاعتيادية التي يمر بها مجتمعنا الفلسطيني، لقد استطاعت الجمعيات ان تثبت بكل جدارة اهمية عملها وفاعليته والذي نستطيع أن نلمسه من خلال الارقام والانجازات والنتائج على ارض الواقع ومن النساء انفسهن، وتنفيذ الجمعيات للعديد من المشاريع التنفيذية".

وحول اهمية هذه الجمعيات على الصعيد الاقتصادي ودورها المجتمعي الذي تلعبه، اكد دكتور الاقتصاد نصر عبد الكريم، ان هذه الجمعيات مبادرة ريادية للمرأة الفلسطينية تقوم على مبدأ العقد الاجتماعي والاخلاقي ما بين العضوة والجمعية، حيث انها تعمل على تعزيز الاعتماد على الذات بحيث تمكن اعضائها اقتصاديا، مما يساعد على خروجه من دائرة العوز والفقر والحاجة، وهي مساهمة في حقيقية في مكافحة الفقر وتوفير مصادر مالية للنساء.

يذكر ان جمعيات التوفير والتسليف يبلغ عددها 12 جمعية، وعدد منتسباتها مع نهاية العام الماضي (2009) 7800 عضوة، في 195 قرية فلسطينية، ووصلت القيمة إلاجمالية لمدخراتهم التراكمية إلى (3,070,000$)، وتم منح (7848) قرض مالي، بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 14,075,754$ مما يشير بجلاء الى مدى التطور الحاصل في عمل هذه الجمعيات.

اذا هي فكرة ولدت قبل احد عشر عاما.. فكرة رجل وفر لها الدعم والتحفيز، ورويت بعناية واهتمام، لتصبح اليوم اكبر تجمع تعاوني تنموي مرتبط بالمرأة الريفية الفلسطينية.