الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خنساء غزة ... أم وجدة وعمة لثلاثة شهداء.. جراحها العميقة تهز النفس وتدق جدران البيت

نشر بتاريخ: 15/06/2006 ( آخر تحديث: 15/06/2006 الساعة: 21:24 )
غزة- معا- أنا من يافا هكذا تلفظت الجدة بصعوبة:" أنا فعلاً من هناك تشردت مع والدي وهنا في غزة تفقدت جثة ابني وحفيدي وابن أخي.. ثلاثة من أحبائي سقطوا امام ناظري".

الأم والجدة والعمة في آن واحد, حكمت محمد المغربي "50 عاما" قبل يومين فقط كان ابنها الأوسط بجانبها وبعد دقائق من عودته إلى المنزل لأخذ غرض ما عاجلت منزله الكائن في شارع صلاح الدين صاروخ إسرائيلي، اسقط فوق رأسه بوابة المنزل التي سارع لإغلاقها فور سماع الصاروخ الأول والذي استهدف سيارة مدنية بالقرب من المنزل.

اليوم الدامي في غزة تقول عنه الأم :" الثالث عشر من يونيو يوم أسود في حياتي فقدت فيه أبني اشرف وحفيدي حبيبي وابن أخي الطفل ولكن ما ذنبي انا أفقد أمّ عيوني هؤلاء جميعاً ومرة واحدة".

وأضافت بشكل هستيري:" هل تصدقون لقد سقط الثلاثة فوق بعضهم البعض سارعت إلى الأول رفعته كان يناهز الروح ويتحرك بصعوبة، رفعت الثاني وجدته وقد اوشك على أن يسلم روحه، نظرت إلى ابني اشرف وجدته أسلم الروح ودماء الثلاث اختلطت بعضها ببعض بدأت بالصراخ والعويل انادي أشرف ابني، ماهر يا جدتي فعاجلت إلى الصراخ على هشام وصرخت بأعلى صوتي هشام عمتي ولكن لم يجبني أحدهم وبدأت جموع الجيران تتوافد إلى بيتي وأخذوا أولادي من امامي وأنا لا أصدق ما تراه عيوني".

الشهيد اشرف المغربي " 29" عاماً أب لأربعة أطفال، أخذت زوجته مريم" 25" عاماً تقلب شاهقة بين الصور علها تجد يد اشرف تهدئ قليلاً من روعها ولكن أشرف بقي بجانبها بالصور ولم يعد يلامس أغراضه بين الزوايا كما عهدته، وما أن شاهدت صورته بجانبها في حفلة العرس حتى شهقت دامعة ولم تعد تتمالك ما تبقى من صوتها ودموعها.

ماهر الطفل سارع لإنقاذ والده الممدد أسفل بوابة المنزل فعاجلته قذيفة ثانية وفارق الحياة بعد 8 سنوات فقط، فسارع إليه خاله الأصغر هشام " 14" عاماً ولكن القذائف لم تنته بعد فعاجلته أخرى وسقط فوق الشهيدين، وسارع الابن الثاني للشهيد اشرف لإنقاذ الثلاثة فغض في جراح عميقة نقل لتلقي العلاج على إثرها إلى مستشفى العودة شمالي قطاع غزة.

ثلاث شهداء ولكن القصة لم تنته بعد فالطائرات الحربية عادت للقصف مرة أخرى وأصابت سيدة من المنزل لا تزال حتى اليوم في مستشفى الشفاء بغزة تتلقى العلاج والسيدة زوجة شقيق الشهيد أشرف وأصيب ابنها الآخر بجراح حرجة نقل على إثرها إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس لتلقي العلاج نظراً لعدم مقدرة أطباء وادوية غزة على علاجه.

يوم آخر من الدماء فالاحتلال غدا مستهدفاً عائلات بأكملها في غزة دون خجل، لا يبالي بحالات اليتم التي يتركها ولا باحتجاج دولي صامت على مجزرة شاطئ المدينة قبل جريمة الثالث عشر من حزيران.

عائلات فلسطينية تسجل اسمها شاهدة على جرائم الاحتلال، فعائلة غبن في بيت لاهيا شمالي غزة فقدت قرابة أربعة أطفال من بيت واحد، وعائلة غالية شهد العالم على فحش الجريمة الإسرائيلية على شاطئ غزة، وعائلة المغربي في بيتها المتهالك ايضاً ذاقت وبال التوحش الإسرائيلي، والطائرات لم تزل تحلق في اجواء قطاع غزة باحثة عن المزيد !!