الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اهود باراك وجون بايدن توأمان في حصار

نشر بتاريخ: 17/06/2010 ( آخر تحديث: 20/06/2010 الساعة: 09:42 )
بيت لحم- معا- كتب الصحفي الاسرائيلي اري شيفت مقالة تحليلية تناول فيها طبيعة العلاقات الامريكية الاسرائيلية ومحاولة الصديقين وزير الجيش الاسرائيلي اهود باراك ونائب الرئيس الامريكي جون بايدن اعادت التحالف الاسرائيلي الامريكي الى ما كان عليه وترميم العلاقة .

وجاء في نص المقالة المنشورة اليوم " الخميس" في صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية " مرتان اوثلاث اسبوعيا يتصل نائب الرئيس الامريكية جون بايدن من مكتبه بالبيت الابيض بمكتب وزير الحيش الاسرائيلي اهود باراك الكائن بوزارة الجيش وغالبا ما تكون المحادثات الهاتفية ودية وحميمية وتنجح في حل الكثير من المشاكل الصعبة بشكل ودي .

ان جو " نائب الرئيس الامريكي" يمثل في هذه الحالة امريكا السابقة او امريكا التي كانت كما يمثل باراك اسرائيل التي كانت ذات مرة إن المكالمات الهاتفية المتقاربة بينهما تمثل اليوم الهواء الذي يتنفسه هذا الحلف فعندما لا يستطيع الرئيس في واشنطن ورئيس الحكومة في القدس أن يحتمل بعضهما بعضا يعمل نائب الرئيس ووزير الجيش على أنهما المسؤولان الناضجان هذه هي الاستراتيجية بين دولتين كسى البرود على العلاقات القوية بينهما.

ان العلاقة الوثيقة بين باراك وبايدن بخاصة والولايات المتحدة بعامة هي أحد الاسباب الرئيسة لكون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ينظر باجلال الى وزير جيشه يضاف اليها بعض الاسباب الاخرى ، يعلم نتنياهو بأن حكومته بغير باراك ستكون حكومة يمين بغيضة لن تنجح بالبقاء طويلا ويعلم نتنياهو ان اسرائيل بغير باراك ستكون دولة معزولة منفيه من اسرة الشعوب ويعلم نتنياهو أنه بغير باراك لن يجد من يقف الى جانبه عندما يتخذ قرارا في شأن ايران.

إن السياسة الداخلية والخارجية والاستراتيجية تجعلان باراك العمود الذي يستند اليه سلطان نتنياهو فبغير باراك لا مستقبل لنتنياهو والعكس صحيح ايضا ، فبغير نتنياهو لا مستقبل لباراك الذي يعلم أنه بغير المكانة الخاصة التي تمنحها اياه شراكته مع نتنياهو سيلتهمه حزبه وهو حي كما ويعلم أن وضعه السياسي بعيدا عن نتنياهو بالغ الخطر أنه لا يمكن بغير نتنياهو دفع المسيرة السياسة قدما قريبا وهو يدرك أنه من الصعب بغير نتنياهو اتخاذ قرارمسؤول حكيم في شأن الايراني فالسياسة الداخلية والخارجية والاستراتيجية تجعلان نتنياهو حيويا عند باراك و نتيجة ذلك أن يعيش اتجاه رئيس الحكومة شعورا من المهابة كان من الصعب عليه ان يعيشه في اكثر الاوقات .

تحدثوا سنين طوالا عن نتنياهو وباراك بوصفهما توأمان لكن الحقيقة أن التعلق المتبادل بين الاثنين فقط جعلهما في السنة الأخيرة زوجين توأمين لم يوجد مثلهما في القيادة الاسرائيلية قط ، كانت توجد علاقات معقدة بين دافيد بن غوريون وموشيه شريت ، وسادت علاقات معقدة بين ليفي اشكول وموشيه ديان، وبين غولدا مئير وديان وكان الحال سيئا بين اسحاق رابين وشمعون بيرس وكان فظيعا بين مناحيم بيغن واريئيل شارون ولم يكن في الحقيقة شريكا لاسحاق شامير ونتنياهو الاول وباراك وشارون وايهود اولمرت ما يجعل ما يحدث الان بين رئيس الحكومة ووزير الجيش أمرا لم يسبق له مثيل.

يمضي هذان التوأمان ثلاث أو أربع أو خمس ساعات كل يوم مع بعضهما البعض لا توجد بينهما دسائس أو حيل او تسريب معلومات ولا يوجد بينهما مزاج سيء وسياسة مسقة فهما حتى عندما يخفقان معا كما في قضية الأسطول البحري ينهضان معا إن حلف التوأمين هو القطب الذي تدور حوله اليوم السياسة والاستراتيجية الاسرائيلية.


لكن التوأمين السياميين ليسا متماثلين فبرغم انهما مقترنان معا، يوجد لكل واحد منهما عوامل وراثية مختلفة فدائرة نتنياهو الداخلية تعتقد أن كل تنازل هو انتحار أما دائرة باراك فتعتقد أن الوضع الراهن خاسر ، وعلى ذلك ، عندما يجلس التوأمان معا وحدهما في الغرفة حيث يوجد تصوران متناقضان ولكي يبقى حلف التوأمين سيضطر واحد من الاثنين الى التغيير سيضطر أحدهما الى الثورة على المورثات الجينية العقائدية والهوية التي نشأ عليها.

لقد كشفت أزمة الاسطول البحري وأزمة ميثاق منع انتشار السلاح الذري حقيقة الوضع، فقد أخذت اسرائيل تفقد حرية عملها ووقفت على شفا هاوية لهذا لم يبق للتوأمين وقت كثير واذا نجحا فقط بالقيام بعمل حقيقي فسينقذان أنفسهما ودولتهما واذا لم يفعلا ذلك قريبا فلن يهاتف حتى بايدن وسيجد هذان الاثنان المتعلق بعضهما بعض أنفسهما معلقين جنبا الى جنب في ميدان العار من الناحية السياسية.