معا تكشف - المصالحة بين فتح وحماس تقف الان على الوديعة فما هي الوديعة؟
نشر بتاريخ: 18/06/2010 ( آخر تحديث: 18/06/2010 الساعة: 23:22 )
بيت لحم - حصريا معا - يبدو ان وساطة رجل الاعمال الفلسطيني منيب المصري اصبحت تأخذ حيزا جديا اكثر مما كان يقدّر لها المحللون، ولا يخفي الكثير من القادة انهم لم يتوقعوا ابدا ان تقود مبادرة منيب المصري الى مثل هذا المستوى من النقاش الجاد.
وكالة معا تابعت "القصة" من بدايتها لتكتشف ان مقربين من منيب المصري نصحوه ألا يذهب بعيدا في محاولة المصالحة دون ان يأخذ ضمانة شخصية من الرئيس، وهو ما تمخّض لاحقا عن مرسوم رئاسي رسمي يقضي بتشكيل لجنة حوار وطني مكونة من 15 شخصية قيادية بينهم 5 اعضاء لجنة مركزية لفتح، و3 من اعضاء اللجنة التنفيذية بينهم عزام الاحمد الى جانب ناصر الدين الشاعر والبطريارك ميشيل صباح وانيس القاسم وهاني المصري ومصطفى البرغوثي.
وبالفعل اتكأ منيب المصري على هذا المرسوم وبدأ مشواره نحو المصالحة، وبين الاحباط العام وسخرية بعض القادة وتعليقاتهم الاستهزائية شق منيب المصري طريقه دون تردد بين القاهرة ودمشق وغزة ورام الله وصولا الى ما نحن عليه الان.
ومما تكشفه "معا" اليوم ان ورقة المصالحة باتت اقرب من اي وقت مضى على طاولة الاتفاق، وان كان ولا بد من مصارحة الجمهور - رغم محاولة معظم اعضاء اللجنة التهرب من الاعلام وعدم البوح بأي من "اسرار" المهمة، فإننا نكتشف ما يلي:
اولا: معظم الملاحظات التي تضعها الفصائل المتخاصمة على الورقة المصرية مجرد ملاحظات فنية لا ترقى الى مستوى الخلاف اصلا، وهي مجرد مناكفات شكلية يتشدق بها هذا المسؤول او ذاك ولا تستحق ان يرتهن مصير شعب عليها.
ثانيا: الخلاف الحقيقي بين حماس وفتح على موضوع الامن في غزة وهو خلاف يمكن حلّه بأكثر من شكل اذا ما قرر خالد مشعل والرئيس ابو مازن حل الاشكال فعلا.
ثالثا: اصرّت اللجنة صاحبة المرسوم على ألا يجري فتح الورقة المصرية او العبث بها، مقابل ان يجري اخذ ملاحظات حماس وفتح في ملحق تابع للورقة المصرية وان يجري وضع الضمانات لتنفيذها مقابل ان توافق الفصائل على الورقة المصرية كمخرج للازمة.
رابعا: يجري وضع الورقة المصرية والملاحظات عليها كوديعة عند جامعة الدول العربية حتى لا يستطيع اي طرف لاحقا التنصل من التزاماته او الادعاء لاي سبب كان انه يتهرب منها، وان زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبل نحو اسبوع الى غزة جاءت في هذا الاطار، وان موسى سيعلن للجمهور من هي الجهة التي تخرق الوديعة في حال تنصل احد المتخاصمين منها او حاول التلاعب فيها.
خامسا: يتضح ان الملاحظات والاشكاليات التي اعتقد المراقبون انها مشكلة حقيقية ليست كذلك اصلا، وانها نقاط اختلاف يمكن حلها بسهولة مثل فتح معبر رفح او تشكيل لجنة انتخابات متفق عليها، لكن الرؤوس الحامية عند بعض القادة وتجاهلهم مصلحة المواطن هي التي كانت تعرقل هذا الاتفاق.
سادسا: يلتقي الرئيس الليلة بلجنة المصالحة وغدا يجتمع مع اللجنة التنفيذية ويتضح الموقف النهائي من كل هذه الصفقة، وفي حال جرت الامور على خير... يتوجه الوفد او جزء منه الى دمشق للقاء خالد مشعل ورمي الكرة في ملعبه، وفي حال وافق مشعل ووافقت حماس فان الاعلان عن الاتفاق سيكون مسألة وقت لا غير.
سابعا: واضح تماما ان هناك تيار في فتح لم يعد يفضّل د.سلام فياض رئيسا للوزراء وبالتالي فان دعمهم لمنيب المصري يأتي في اطار رسالة مبطنة لفياض مفادها: لست وحدك رجل اعمال ناجح وهناك بدائل عنك يمكن ان يصلحوا لمنصب رئيس الوزراء مثل منيب المصري.