الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يبقى مكان للمتعة اذا ما تحولت ملاعب كأس العالم للمناكفات السياسية؟

نشر بتاريخ: 25/06/2010 ( آخر تحديث: 25/06/2010 الساعة: 17:05 )
بيت لحم - معا - تقرير عمر الجعفري - ارسل لنا احد المتابعين لصفحة وكالة معا رسالة قال فيها "لفت نظري وجود العلم الاسرائيلي بين جمهور اليونان اثناء مباراة منتخبهم مع المنتخب النيجيري، لا أعلم هل هو موجه ضد تركيا نظرا للعلاقة التركية المضطربة مع اليونان، ام هو رد على رفع الجمهور الجزائري للعلم الفلسطيني ؟؟ ام الأمرين معا؟

وتابع رسالته قائلا: ان موضوع التنافس لرفع اعلام الدول المتناحرة في التظاهرات العالمبة مثل كأس العالم ممكن ان يكون موضوعا بسيطا على صفحة وكالة معا الأولى فلسطينيا وعربيا... .... انتهت الرسالة .

قلت في نفسي انه موضوع جدير بالاهتمام والمناقشة...

في البداية دعونا نطرح مجموعة من الاسئلة الهامة في هذا الموضوع:
* ماذا لو تحولت ملاعب كأس العالم الى مكان للمنافسات السياسية فكيف ستكون الصورة فيها ؟
*ماذا لو تحولت هذه الملاعب الى مكان لعرض انواع الاسلحة المستخدمة في قتل الناس؟
*ماذا لو تحولت هذه الملاعب الى مكان للخطب الرنانة لاستقطاب الجماهير؟
*ماذا لو حضر زعماء المجموعات او الدول المتناحرة ومعهم مرافقيهم المدججين بأنواع الاسلحة ؟
*هل من مكان افضل من البطولات العالمية لنشر فكر ما او الترويج لقضية معينة في ظل تواجد معظم وسائل الاعلام العالمية في هذه الاماكن ؟

يقول البعض ان جمال ومتعة البطولات العالمية كالالعاب الاولمبية ابو بطولة كأس العالم والبطولات القارية كونها تنحي الجانب السياسي بعيدا وتتعامل مع المتسابقين وفق اعتبارات فنية بعيدا عن جنسهم ولونهم وانتمائهم السياسي في معظم الاوقات ، لهذا يكون باب التنافس مفتوحا على مصراعية لفوز الافضل والاكفأ ، ومن هنا نرى في العديد من الاوقات قد يكون الفائزون من دول فقيرة او نامية وبالتالي يحصلون على حقهم وسط هذا العالم الطافح بالتناقض السياسي والذي تطغى عليه المصالح .

اتصلت بالزميل محمود السقا رئيس تحرير الصفحة الرياضية في جريدة الايام الفلسطينية وسألته هل تؤيد ان تستغل التظاهرات الرياضية مثل بطولة كأس العالم أو غيرها لاهداف سياسية او استغلال الرياضة لاهداف سياسية ؟

فقال ابو اسلام : حسب الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" فانه لا يتدخل في السياسة ولا بالسياسيين، لكن هذا الشعار أطيح به اكثر من مرة في المحافل الكروية الدولية والعالمية وعلى وجه الخصوص كأس العالم، وكانت اسرائيل هي المبادرة في استغلال الرياضة لمصالح سياسية وقد كان التعبير عن ذلك خلال كأس العالم 2006 الذي جرى في المانيا عندما انتصر اللاعب الغاني "جون باستيل" الى اسرائيل من خلال احتفاله بتفوق بلاده على منتخب التشيك برفع العلم الاسرائيلي والدوران حول الملعب.

وقد اتضح بأن اللاعب الغاني أعد للقيام بهذا الدور ما يؤكد ان الرياضة تستغل بشكل واضح وحاسم لصالح السياسة والسياسيين.

ايضا هناك تصريح لوزير خارجية امريكيا الاسبق هنري كسنجر عندما قال لا يمكن ان تسيطر امريكيا على العالم بدون ان تتفوق في كرة القدم.

وتابع السقا قائلا :على الصعيد الفلسطيني عبر الفلسطينيون عن سرورهم وسعادتهم وهم يشاهدون العلم الفلسطيني يرافق مشجعي المنتخب الجزائري في المونديال الافريقي وهذا افضل وسيلة للفلسطينيين للتأكيد على هويتهم ورموزهم الوطنية.

فيما اعتبر موسى ابو زيد وكيل وزارة الشباب والرياضة ان رفع العلم الفلسطيني في اي محفل له اكثر من بعد فهو اعتزاز بما يمثله هذا العلم من رمزية سياسية للشعب الفلسطيني بالاضافة الى ان رفع العلم يؤكد ان رافعيه يقصدون تشجيعهم ودعمهم لفريق ما.

وقد يكون الدافع في بعض الاوقات ليس سياسيا بحتا، فكل المسائل مرتبطة ببعضها البعض، فالسياسة مرتبطة بالاقتصاد والثقافة والفكر وغيرها.

واذا كان بمقدور العالم ان يوظف مثل هذه التظاهرات الرياضية التي تكون فوق كل الصراعات والخلافات بين الدول ويستغل ذلك لاهداف سامية، ولحل الخلافات بين الدول فهذا شيء جميل، والمونديال رسالة مهمة للعالم تقول انه بإمكان العالم ان يتوافق على ما يجمع الناس على اهداف سامية نبيلة مما يساعد على تحقيق الامن والاستقرار، وتوظيف هذه المناسبة لتحقيق مكاسب سياسية بالاتجاه الايجابي هو شيء جيد، يجب على العالم ان يدعمه فعندما يلتقي فريقان عندهما خلاف هذا شيء مفيد ويخدم مصلحة البشرية جمعاء.

بينما قال جهاد طمليه عضو المجلس التشريعي ورئيس الهيئة الادارية لمركز شباب الامعري: في كل دولة يفترض ان تكون الرياضة بعيدة عن السياسة لكن نحن كشعب فلسطيني وللظروف الاستثنائية التي نعيشها نتيجة الاحتلال نفضل ان تكون التظاهرات الرياضية تحمل في مضمونها رسالة سياسية حتى نوصل صوتنا كفلسطينيين الى كافة دول العالم نؤكد فيها على حقنا في اللعب كبقية دول العالم وحقنا في اللعب على ارضنا بحرية بعيدا عن الاحتلال وبطشه فالسياسة بالنسبة لنا تدخل في كل مجال من مجالات حياتنا.

رئيس تحرير جريدة "الصباح" الفلسطينية الصحفي سري عامر قال في مقالة بعنوان "الكرة الجزائرية بعيون فلسطينية" نشرت في صفحة وكالة معا:
إنني اعترف ان عشقي للكرة الدائرية أصبح له شكله المتميز وأنا أتابع وأشاهد محاربي الصحراء وهم يتحدون بإرادة فولاذية لا تقهر الفريق الانجليزي الذي ترك لي انطباع عن مدى الهمجية التي يتمتع بها هؤلاء عبر تاريخهم وصفحتهم السوداء والتي كتبها آرثر بلفور في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917 لنعود بالذاكرة الي تاريخ لن ينساه شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية جيلا بعد جيل , وهنا نجد من الضروري والمهم ان نورد نص وعد بلفور ......................... الخ.

واعاد بنا الصحفي سري عامر الذاكرة الى وعد بلفور وما فعلته انجلترا بالشعب الفلسطيني باصدارها هذا الكتاب المشؤوم.

وقبل ايام عين رئيس الوزراء سلام فياض جيروم شامبين مستشار رئيس الوزراء لتطوير الرياضة وكرة القدم واثناء زيارته لمركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت، التقى شامبين الدارسين في برنامج دبلوم الإدارة الرياضية التي يشرف عليها مركز التعليم المستمر بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم ومركز cies الذراع الأكاديمي للفيفا.

وعن أهمية كرة القدم في فلسطين شرح شامبين العلاقات الوثيقة بين السياسة وكرة القدم على مستوى الدول، ودلل على ذلك بقيام القيادات السياسية في العديد من الدول باستثمار كرة القدم لإيصال رسائل سياسية غير مباشرة أو تحسين العلاقات بين الدول أو إيصال رسالة وطنية في بعض الحالات من قبل الشعوب الخاضعة للاحتلال، وتحدث عن انطباق هذا المثال على الحالة الفلسطينية بكل تفاصيلها.

يذكر أن جيروم شامبين يعد من الدبلوماسيين الفرنسيين الذين عملوا ضمن اللجنة الفرنسية الخاصة باستضافة كأس العالم 1998 ومن ثم انتقل للعمل في الفيفا بعدة مواقع كان آخرها مدير العلاقات الدولية في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ونحن كفلسطينيين ونتيجة للاوضاع التي نعيشها هل نعتبر السياسة هي هواؤنا وخبزنا وزادونا ولا نستطيع ان نفصل بين السياسة والرياضة، ونعتبر ان الرياضة يجب ان تخدم السياسة، وهذا ما اكد عليه العديد من الرياضيين وقادة العمل الرياضي الفلسطيني، وما رفض اقامة اي نوع من العلاقات الرياضية بيننا وبين الاسرائيليين الا تأكيدا على ذلك، بالرغم من كل محاولات الاغراء التي تقدم للجانب الفلسطيني.

كما ان وقوفنا الى جانب المنتخب الجزائري ضد المنتخبين الامريكي والانجليزي الا تأكيدا على ذلك، والبعض اعتبر فوز المنتخب الجزائري يشفى غليل الشارع الفلسطيني ولو رياضيا !!!

وقد قال عبد المجيد حجة امين عام اتحاد كرة القدم: نحن كفلسطينيين بالمنطق الرياضي وبمنطق الشعور الوطني والقومي نأمل ان تفوز الجزائر على امريكا حتى لو لم تتأهل، كما أتمنى الفوز لها لان ذلك يعني لنا الكثير وخاصة ان الجزائر هي الممثل العربي الوحيد في هذه البطولة والمراهن عليها عربيا وحتى افريقيا.

لكن يبقى السؤال الهام: الفسطينيون حييوا اللاعب المصري الخلوق محمد ابو تريكة عندما رفع شعار "تضامنا مع غزة " في بطولة افريقيا، ولكن ماذا لو ان احد اللاعبين المتعاطفين مع اسرائيل رفع شعار "التضامن مع اسرائيل" في احدى البطولات العالمية، ماذا سيكون موقفنا كفلسطينيين اتجاهه؟؟