الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا غابت الكرة الفلسطينية المعذبة عن بلد النضال السلمي جنوب افريقيا

نشر بتاريخ: 20/06/2010 ( آخر تحديث: 21/06/2010 الساعة: 11:33 )
رام الله - معا - في الوقت الذي ينشغل فيه اغلبية الفلسطينيين في متابعة حيثيات كأس العالم لكرة القدم التي تقام في جنوب افريقيا لاول مرة في تاريخها وسط اعجاب منقطع النظير بجودة ونوعية التنظيم ، ومتابعة الفائزين والخاسرين في هذه البطولة ، فان الفلسطينيين يعتبرون الخاسرين الرئيسيين في هذه البطولة بعد ان غيبوا قضيتهم عنها بصورة غير مبررة سيما ان الحديث يدور عن اضاعة فرصة تاريخية للشعب الفلسطينيين للفت انظار العالم الى قضيتهم وما يعانوه من سياسة تمييز عنصرية تمارسها اسرائيل بحقهم، وعرض نهجهم في ممارسة المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال على غرار ما فعله المواطنون في جنوب افريقيا ضد سياسة التمييز العنصري والابارتهايد.

الحديث هنا لا يدور عن اقحام السياسة في الرياضة، لكنه يدور عن اهمية التفات الفلسطينيين مسؤولين وقيادات وشخصيات الى استثمار هذا الحدث الرياضي التاريخي الذي يقام في دولة عانت التمييز العنصري بمختلف اشكاله، فكان يكفي من السفارة الفلسطينية والقائمين عليها نصب خيم فلسطينية خارج اسوار ملاعب كرة القدم، او يقف طفل فلسطيني واحد يرتدي الزي الرياضي للمنتخب الفلسطيني حاملا كرته امام دخول المنتخبات والجماهير التي جاءت من بقاع الدنيا للمشاركة في احياء هذا المهرجان الكروي ، وكان الاجدر بالمسؤولين والقيادات التي تروج لذاتها بانها ابطال المقاومة الشعبية السلمية ان تفكر لو قليلا بما يمكن استثماره سياسيا من هذا الحدث الرياضي لاعتبارات المكان والتشابهه في المعاناة .

مواطنون فلسطينيون علقوا في احاديث منفصلة لـ (معا)، على ذلك بالقول "الفرصة لم تذهب ويمكن فعل الكثير من اجل استثمار هذا المهرجان لصالح خدمة قضيتنا الوطنية"، منتقدين كافة المسؤولين الفلسطينيين الذين يغرقوا الصحف ووسائل الاعلام العربية بالحديث عن المقاومة الشعبية السلمية دون ان يكون لهم اي دور في جنوب افريقيا في هذه المناسبة .

واكثر ما يزيد من سخط المواطنين العاديين على ما وصفوه بـ"اضاعة هذه الفرصة"، يتمثل في ان استثمار هذه المناسبة لصالح الرياضة الفلسطينية بالحد الادنى ان لم يكن لصالح القضية الوطنية، لا يتطلب الكثير من المال والجهد ، في حين ان النتائج تكون كبيرة في هذا المجال.

وكانت قرية بلعين بادرت الى تشكيل فريق لكرة القدم من المتظاهرين المحليين والدوليين مع انطلاق فعاليات كأس العالم في جنوب افريقا حيث جرت مباراة لكرة القدم امام الجدار الذي تحرصه قوات الاحتلال بالياتها ودباباتها، وهذا حدث ايضا في قرية نعلين في اطار محاولاتهم للفت انظار العالم لمعاناة الفلسطينيين، لكن هذه المبادرة لم يجر استثمارها واستغلالها من قبل المسؤولين الفلسطينيين لنقلها الى جنوب افريقا.

صلاح الخواجا منسق الحملة الشعبية في نعلين، يقول " فعلنا نحن قصرنا في ابتداع وسائل جديدة للاستفادة من هذه المناسبة القروية لصالح قضيتنا"، مشيرا الى ان القصور تتحمله كافة المستويات السياسية والفصائل والاحزاب والسفارات الفلسطينية .

واضاف الخواجا "كان بالامكان استثمار هذا الحدث بشكل كبير جدا خاصة انه تربطنا مع جنوب افريقا علاقات قوية "، منتقدا الطريقة التي تدار بها هذه التحركات الشعبية من حيث العفوية وتجاهل الاعلام وضعف الامكانيات المالية لتطوير هذه النشاطات والفعاليات الشعبية التي يجري تنظيمها في فلسطين .

وتابع "على مدار سنوات تمكنا من بناء منظومة علاقات قوية على المستوى الدولي من خلال المتضامنين الاجانب وكان بالامكان استثمار هذه العلاقات في تنظيم فعاليات جماهيرية في جنوب افريقا بمناسبة استضافتها لكأس العالم ".

ويتابع اغلبية الفلسطينيين مبارايات كـأس العالم بشغف وسط دعمهم لمنتخبات مثل البرازيل والارجنتين، واسبانيا والمانيا والجزائر، ويتابعون كل التفاصيل بما فيها نتائج المبارايات والتأهل لكنهم ينسون الفرص الضائعة التي يمكن استثمارها لصالح قضيتهم على المستوى الدولي.