الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي يدعو العالم الى فرض ضغوط دولية فورية وفاعلة على اسرائيل

نشر بتاريخ: 22/06/2010 ( آخر تحديث: 22/06/2010 الساعة: 18:43 )
بيويورك -معا- في اطار الجهود لاستنهاض حركة التضامن الدولية مع شعبنا الفلسطيني القى النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية خطابا هاما امام مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي عقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك بمشاركة وفود من معظم دول العالم.

واستعرض البرغوثي في خطابه انغلاق افق ما يسمى بعملية السلام بسبب التوسع الاستيطاني الاسرائيلي واصرار اسرائيل على تدمير فكرة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وتحويلها الى كانتونات ومعازل مؤكدا ان اسرائيل تفاوض الفلسطينيين بجرافاتها التي تدمر الاراضي لغرض الاستيطان والجدار.

وشرح النائب مصطفى البرغوثي امام المؤتمرين من كافة دول العالم حقيقة ما تقوم به اسرائيل على الارض من خلال تقديمه نموذجا لما يجري في الولجة وبيت جالا، مؤكدا ان الخطر الحقيقي هو السلوك الاسرائيلي عبر بناء جدار الفصل الذي هو اطول ثلاث مرات واعلى مرتين من جدار برلين والاستيطان والتطهير العرقي في القدس .

وقال البرغوثي ان اسرائيل بسلوكها هذا تدمر فكرة السلام المبني على اساس حل الدولتين مشيرا الى ان ما يجري على ارض الواقع هو نظام ابارتهايد وفصل عنصري.

كما قدم النائب مصطفى البرغوثي شرحا لمظاهر التمييز العنصري بما في ذلك التطهير العرقي في القدس والسيطرة على موارد المياه الفلسطينية وفصل الشوارع والطرقات .

واضاف البرغوثي انه بعد 18 عاما من المفاوضات لا يمكن ان نقبل بان تصبح عملية السلام بديلا للسلام الحقيقي.

وطالب النائب مصطفى البرغوثي الاشتراكية الدولية بالا تسمح ابدا بعد اليوم بالمساواة بين الضحية والجلاد وبين الشعب الرازح تحت الاحتلال ومن يمارس عليه الاحتلالمؤكدا انه آن الاوان لانهاء المعايير المزدوجة وشعور اسرائيل بانها فوق القانون الدولي وحقوق الانسان.

وقال البرغوثي انه لا يمكن القبول بان كل من ينتقد الاحتلال يصبح لاساميا مشيرا بذلك الى عملية الاغتيال الشخصية التي مارستها اسرائيل ضد غولدستون الذي لم يشفع له كونه يهوديا وقاضيا مشهودا له في العالم اذ اصبح متهما باللاسامية لانه تجرأ بكشف جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة.

واكد النائب مصطفى البرغوثي ان شعبنا مد يده للسلام فلم يلق على مدار 18 عاما مضت سوى الحروب والجدار العنصري والاستيطان والقتل.

وكرس البرغوثي الجزء الثاني من خطابه الذي استقبل باهتمام وترحيب واسعين واثار غضبا عارما لدى الوفد الاسرائيلي للمطالبة برفع الحصار عن غزة .

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان حصار غزة هو حصار غير انساني شارحا انعدام المياه الصالحة للشرب فيه ووفاة 226 مواطنا بسبب عدم قدرتهم على تلقي العلاج في الخارج .

وعرى البرغوثي في خطابه تصريحات وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك بعدم وجود ازمة انسانية في قطاع غزة مشيرا الى ان باراك يتحدى كل ما تقر به المنظمات الدولية ومن بينها الامم المتحدة واليونيسيف والصليب الاحمر والتي تؤكد وجود ازمة انسانية في القطاع جعلت اكثر من 80% من سكانه تحت خط الفقر.

واكد البرغوثي الذي تحدث باسم حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان ما يجري في غزة هو عقاب جماعي وان ادعاءات اسرائيل بان سبب الحصار هو وجود شاليط في القطاع ينقضها افشال اسرائيل صفقة تبادل الاسرى اذ كان بامكانها الافراج عن بضع آلاف من الاسرى الفلسطينيين من اصل ثمانية الاف من الاسرى الذين يعيشون ظروفا قاسية في سجون الاحتلال بينهم فخري ونائل البرغوثي واكرم الوحش الذين مضى على اعتقالهم اكثر من 31 عاما أي ضعف المدة التي امضاها نلسون مانديلا في السجن .

ودعا البرغوثي الاشتراكية الدولية الى تاكيد ادانتها لجريمة اسطول الحرية الذي كان متجها الى غزة من اجل المساعدة الانسانية.

وقال البرغوثي ان اسرائيل بهجومها على الاسطول وضعت نفسها في صدام مع 45 دولة بما فيها تركيا وايرلندا وان القرصنة التي قامت بها بقيادة ايهود باراك كانت عملا من اعمال العدوان والقرصنة وان سقوط تسعة شهداء ممن كانوا على متن الاسطول جعل العالم يرى حقيقة ما يحدث للشعب الفلسطيني على يد الاحتلال داعيا الى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الجريمة .

وقال البرغوثي انه لايمكن القبول بان تحقق اسرائيل مع نفسها وان السلوك الاسرائيلي مستهجن عندما تحاول اقناع العالم ان موريد ماغواير الحائزة على جائزة نوبل للسلام اصبحت ارهابية لانها تشارك في اساطيل كسر الحصار عن غزة.

كما دعا النائب مصطفى البرغوثي الاشتراكية الدولية الى حشد الجهود لرفع الحصار عن غزة وليس تخفيفه .

وقال البرغوثي ان اسرائيل لا تملك الحق الاخلاقي او القانوني لمواصلة حصار مليون ونصف المليون مواطن في القطاع.

واضاف البرغوثي ان السلوك الاسرائيلي سخيف ومضحك عندما تدعي حكومة نتنياهو تخفيف الحصار والسماح بادخال الميونيز والطماطم والشيبس وتمنع المعكرونة لانها تشكل خطرا على امنها القومي.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان حديث اسرائيل بعد اربع سنوات عن السماح بادخال الكتب لاطفال قطاع غزة هو ادانة لها مؤكدا ان الجميع يجب ان يشعروا بالخجل عندما يمنع الطلبة من التعليم والمرضى من العلاج والاطباء من الوصول الى المشافي وتمنع قطع غيار الاجهزة الطبية من الوصول الى غزة.

واوضح البرغوثي اننا ندعم الاقتراح الاوروبي بتسيير سفن تحمل مواد البناء لاعادة اعمار 25 الف منزل ومنشاة جرى تدميرها خلال العدوان على القطاع.

واكد النائب مصطفى البرغوثي ان المقاومة الشعبية التي تحظى اليوم بدعم شعبي واسع ستتصاعد جنبا الى جنب مع حركة التضامن الدولية مكرسة افضل نماذج النضال التي قدمها غاندي ومارتن لوثر كينج.

واشار البرغوثي الى المتضامنين الدوليين الذين سقطوا برصاص الاحتلال مثل ريتشيل كوري وتوم هرندل والمتضامنة الأمريكية إيميلي هينوشفيتز التي فقدت عينها خلال تظاهرة سلمية ضد الجدار والاستيطان عند حاجز قلنديا العسكري.

واكد البرغوثي ضرورة التدخل الدولي لوقف سياسة الاغتيالات الاسرائيلية مثلما جرى مع المبحوح وقيام اسرائيل بتزوير جوازات سفر لعدد من الدول.

وجدد البرغوثي التمسك بالاستراتيجية الوطنية التي تجمع ما بين المقاومة الشعبية وبناء حركة تضامن دولية ودعم الصمود الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.

وقال البرغوثي ان نضالنا الشعبي يحتاج الى حركة تضامن دولية لتحقيق النجاح مشيرا بذلك الى تنامي تلك الحركة في اميركا واوروبا لفرض مقاطعة على الحكومة الاسرائيلية التي وضعت نفسها في نفس الدرجة التي كانت فيها جنوب افريقيا ابان نظام الفصل العنصري.

واكد النائب مصطفى البرغوثي اصرار شعبنا الفلسطيني على الاستقلال والحرية والكرامة ورفضه ليس فقط للبانتوستانات بديلا عن الدولة كاملة السيادة وانما ايضا تمسكه بدولة فلسطينية حقيقية وديمقراطية.

وجدد البرغوثي تاكيده على اهمية استعادة الوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي الفلسطيني .

واوضح البرغوثي ان اسرائيل لا يمكنها الان الادعاء بانها الضحية وهي من تملك مئات الرؤوس النووية التي حاولت بيعها الى نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وامتلاكها اكبر جيش في المنطقة الى جانب انها ثالث مصدر للاسلحة في العالم .

واختتم البرغوثي خطابه بالحديث عن ان الاشتراكية الدولية لديها تاريخ عريق في التضامن مع الشعوب المضطهدة مثلما جرى في اسبانيا في نضالها ضد ديكتاتورية فرانكو وفي جنوب افريقيا ضد التمييز العنصري.

وقال ان من واجب الاشتراكية الدولية ان تاخذ دورا مؤثرا في قضية فلسطين التي سماها نلسون مانديلا قضية الانسانية الاولى.

واضاف النائب البرغوثي انه بعد 62 عاما من تهجير شعبنا و 43 عاما على اطول احتلال في تاريخ البشرية الحديث فان نضالنا ليس فقط من اجل مستقبلنا ومستقبل اطفالنا بل ايضا من اجل مستقبل المنطقة ومن اجل العدالة في العالم كله.

وانهى النائب مصطفى البرغوثي خطابه بما قاله مارتن لوثر كينج "انه في النهاية لن نتذكر جرائم اعدائنا بقدر ما سنتذكر صمت اصدقائنا " موجها البرغوثي كلامه للمؤتمرين قائلا:"لا تكونوا صامتين ازاء قضية الشعب الفلسطيني".