الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجزائر منا وفينا وغلب امريكيا بكفينا

نشر بتاريخ: 23/06/2010 ( آخر تحديث: 23/06/2010 الساعة: 16:55 )
بيت لحم – معا - تقرير عمر الجعفري - الوقت اللازم لقطع المسافة من مخيم اللاجئين الدهيشة حيث أسكن ومركز عملي في " وكالة معا "ببيت لحم لا يزيد عن 10 دقائق وفي هذه المدة رأيت الكثير من الاعلام الجزائرية معلقة على شرفات البيوت، ركبت في سيارة اجرة ورأيت ايضا علما جزائريا معلقا داخل سيارة الاجرة التي استقليتها ، سألت السائق انت تشجع الجزائر ؟

فقال: نعم وتدخلت امرأة مسنة كانت تجلس في السيارة وهي قرية زكريا التي هجر سكانها عام 1948 ورحلوا وسكنوا في مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم وقالت : " ومن منا يا استاذ لا يشجع الجزائر ضد امريكا " واضافت :الا يكفينا ما تفعله امريكا فينا اليوم وما عملته بريطانيا عندما باعت فلسطين الى اليهود .

وصلت الى وكالة معا وصافحت رئيس التحرير الزميل ناصر اللحام فبادرني بالقول :اليوم الموقعة الساخنة ، وفهمت عليه ماذا يقصد ، انه بتحدث عن مباراة الجزائر وامريكا ، فأجبت نعم المباراة الساعة الخامسة مساء ولا اتصور كيف ستكون الامور بعد المباراة الجميع هنا ينتظرون !!.
ثم قال الزميل ناصر ما هذا ، ما الذي يحدث مباراة الجزائر وامريكا واخبارها تطغى على الشارع الفلسطيني اكثر من اي خبر اخر .

فيما قال رجل في الثمانينات من العمر كان يجلس عند رئيس التحرير لعرض مظلمة عليه: "نحن كلنا اليوم مع الجزائر وجميعنا يقف خلفها .

هنا في بيت لحم ترفع اعلام الدول المشاركة في المونديال على شرفات المنازل والمقاهي والمطاعم لاغراء الزبائن لحضور المباريات حيث نصبت هذه المقاهي شاشات عرض كبيرة لعرض المباريات عليها لاستقطاب الزبائن ويزداد عددهم حسب المنتخبين المتباريين .

الكل هنا يشجع منتخبه المفضل بطريقته الخاصة لكن الملفت اننا لم نرى ولو علما امريكيا واحدا مرفوعا على شرفات المنازل او حتى في السيارات حيث ان العديد من السائقين يرفعون اعلام منتخباتهم المفضلة .

ومباراة الجزائر وامريكا تستأثر باهتمام الشارع الفلسطيني ومنهم من يشجع الجزائر لاسباب سياسية وعقائدية وقومية واسلامية ومنهم من يشجعها لاسباب رياضية بحته لكن معظمهم يقفون الى جانب الجزائر يتمنون الفوز لها .

عبد المجيد حجة امين عام الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي قضى سنوات طويلة من عمره في سجون الاحتلال قال : نحن كفلسطينيين بالمنطق الرياضي وبمنطق الشعور الوطني والقومي نأمل ان تفوز الجزائر على امريكا حتى لو لم تتأهل كما أتمنى الفوز لها لان ذلك يعني لنا الكثير وخاصة ان الجزائر هي الممثل العربي الوحيد في هذه البطولة والمراهن عليها عربيا وحتى افريقيا .

فيما قال حربي طمليه المشرف الرياضي لمركز شباب الامعري والذي يسكن في ازقة مخيم اللاجئين الامعري القريب من رام الله عندما سألناه لمن تتمنى الفوز فبادرنا بالقول : طبعا اتمنى الفوز لممثل العرب الوحيد وهو المنتخب الجزائري، فالجزائر بعد مباراتها مع انجلترا اعطت العرب امل كبير لمقارعة المنتخبات المدججة بالنجوم واصبحت قاب قوسين او ادنى من التأهل ،وان شاء الله ستفوز على امريكا فأنا انظر الى المسألة من الزاوية الرياضية الخالصة .

جورج غطاس نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني السابق لكرة القدم والمحسوب على اليسار الفلسطيني والذي سجن اكثر من مرة قال : اتمنى الفوز كأي فلسطيني وكأي عربي للجزائر وان الفوز يعني النصر لجميع الامة العربية فهو الممثل الوحيد للامة وهذا الذي يجعلنا نتابع المونديال .

والنقطة الاهم في اعتقادي والقول لغطاس : ان تعادل الجزائر مع انجلترا وفوز الجزائر على امريكا يعطينا انطباع اننا فزنا على الجهتين اللتان تقفان دائما ضد القضية الفلسطينية ونعتبر ذلك فخرا سياسيا قبل ان يكون نصرا كرويا وفوز الجزائر يلبي طموحاتنا .

فيما قال جمال ابو حشيش رئيس نادي الصداقة في غزة انه يمنى الفوز للجزائر لانها دولة عربية واسلامية وهي ممثل العرب في المونديال،من هنا نقف جميعنا خلف الجزائر واضاف كان بودي ان تكون اكثر من دولة عربية مشاركة في المونديال واتمنى ان يكون ذلك في المستقبل .

ولخص الموقف الرياضي محمد حماد قائلا تستحضرني في هذه المناسبة مقولة نرددها في الملاعب : الجزائر منا وفينا وغلب امريكيا بكفينا .