يهودي خليلي يتمنى أن يدفن في مقابر المسلمين بالخليل!
نشر بتاريخ: 23/06/2010 ( آخر تحديث: 23/06/2010 الساعة: 18:00 )
الخليل- خاص معا- توجه اليهودي الخليلي "حاييم بجايو" الى رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي وطلب منه تأمين مكان له في مقبرة المسلمين كونه يرفض ان يدفن في مقابر اليهود في مدينة الخليل وذلك لخضوعها لسيطرة المستوطنين.
وقد وصل بجايو ( 75 عاما) الى بلدية الخليل والتقى مع رئيس البلدية خالد العسيلي، وجرى بينهما حديث مطول استعرض العلاقات التي كانت بين اليهود والعرب في مدينة الخليل قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 48، ذلك ان بجايو من مواليد مدينة الخليل عام 1935 وكان يسكن في الدبويا مع باقي أفراد عائلته ويوجد لهم بيت يملكون أوراقا رسمية في ملكيته "الطابو"، وفي عام 1977 جاء حاييم بجايو الى مدينة الخليل وأعلن عبر مؤتمر صحفي في حينه عن تنازله عن ملكيته في بيت "الدبويا" الى بلدية الخليل التي كان يرأسها آنذاك الشهيد فهد القواسمي.
اللقاء بين العسيلي وبجايو تم تسجيله على كاميرا من قبل الأخير، وحصلت "معا" على شريط اللقاء، حيث تحدث الاثنان مطولاً عن العديد من القضايا والتي شملت شرحا من قبل حاييم عن تاريخ عائلته التي جاءت من اسبانيا الى المغرب ومن ثم استقرت في مصر، وبعد ذلك قدم جده الى فلسطين وعاش في مدينة الخليل، وقد عاصرت عائلته المذبحة التي حدثت عام 1929 في مدينة الخليل وقد قامت عائلة أبو هيكل بحماية عائلة بجايو، على غرار عائلات أخرى قدمت الحماية لليهود، وقال "لولا حماية عائلة أبو هيكل لجدي لما وُلدت..".
هنا تدخل رئيس بلدية الخليل وعلّق على الموضوع وأكد ان الرواية الإسرائيلية عن المذبحة هي تحريض، ذلك ان احد الضباط البريطانيين هو المسؤول عن هذه المذبحة وليس سكان مدينة الخليل، واستشهد العسيلي بحديثه أيضا بروايات اليهود الذين شهدوا هذه المذبحة، وقد أكد أيضا حاييم بجايو هذه الرواية وتأكيده على ما كان يسمع من جده وأبيه عن العلاقات الجيدة التي كانت بين العائلات اليهودية والعربية في مدينة الخليل، وكيف أنهم كانوا يعيشون "كخلايلة" مع بعضهم البعض.
وأضاف بجايو "أنا أرفض بشكل مطلق استيلاء المستوطنين على العديد من البيوت داخل مدينة الخليل"، واعتبر وجود المستوطنين عثرة، حسب اعتقاده، أمام السلام، وأكد انه لا مفر من إعطاء الفلسطينيين حقوقهم الكاملة وعودتهم الى أراضيهم وبيوتهم في المناطق التي احتلت عام 48، وقال "بعد عودة الفلسطينيين اللاجئين لبيوتهم، حينها سأعود الى بيتي في الخليل والذي يملكه جدي".
وفي نهاية اللقاء عبر حاييم عن رغبته "كمواطن خليلي عاش طفولته في مدينة الخليل وكذلك عائلته عاشت بسلام في المدينة قبل الاحتلال وقبل الاستيطان بان يدفن في مدينة الخليل مسقط رأسه، ولا يريد ان يدفن في مقبرة اليهود"، وطلب من رئيس البلدية بأن يدفن في مقابر المسلمين داخل مدينة الخليل، وذلك احتراما لعائلته ولتاريخ عائلته التي عاشت بسلام وعلاقاتهم الطيبة مع جيرانها العرب في الخليل.
وقال" أنا رجل كبير في السن وعمري 75 عاما وعندما أموت أتمنى بأن أدفن في زاوية صغيرة في مقابر المسلمين بالمدينة، ولا يتم دفني في مقبرة اليهود التي تخضع لسيطرة المستوطنين".
بدوره اعتبر خالد العسيلي هذا الطلب احتراما كبيرا من قبل حاييم للعرب وللمواطنين في مدينة الخليل، وتمنى له حياة مديدة وشكره على هذه المشاعر الطيبة من إنسان يدعم السلام ويسعى لتحقيقه، متمنيا ان يعم السلام ويستطيع الجميع العيش بحرية وبسلام بغض النظر عن الديانة أو القومية أو اللون.