أطفال السرطان بغزة...معاناة دائمة لم تنته بتخفيف الحصار
نشر بتاريخ: 24/06/2010 ( آخر تحديث: 24/06/2010 الساعة: 13:43 )
غزة- معا- على شواطئ بحر الشيخ عجلين بمدينة غزة جلست الطفلة شموع غبن ذات الثمانية أعوام وبرفقتها عشرات الأطفال الفلسطينيين المصابين بالسرطان ضمن مخيم صيفي خصص لهؤلاء الاطفال.
شموع المصابة بمرض فقر دم البحر المتوسط أو ما يعرف بالثلاسيميا لم يمنعها سوء الطقس والجو الغابر من الاعتصام برفقة من يشاركونها المرض احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سفن المساعدات الإنسانية القادمة للقطاع.
روت شموع قصة معاناتها لـ"معا" في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض وقالت: "أخبروني الأطباء أن علاجي متوفر بالخارج وفي إسرائيل على وجه الخصوص، وأنا بأمس الحاجة لإنهاء معاناتي اليومية، إلا أن سلطات الاحتلال لازالت تمنع إدخالي للعلاج هناك ".
وحول التوجه للمستشفيات العربية لإجراء العملية قالت شموع مبتسمة: "سافرت برفقة والدي للعلاج بمستشفيات مصر، إلا أنً إمكانياتهم هناك كانت أضعف من علاجي، ولم احصل هناك سوى على ثقوب وتورمات في يدي نتيجة الإبر التي كانوا يحقنوني بها".
وتضيف شموع: "أريد الحياة، وفرحت كثيراً حين أثبتت التحاليل أن دم أخي مطابق لدمي وأنه يمكن إجراء عملية لي بالخارج أشفى من خلالها للأبد من المرض، ولا أدري لماذا يماطل الاحتلال بمنحنا تصاريح العلاج هل ليقضوا علينا؟ ".
أما الطفل محمد تسع سنوات أحد المصابين بمرض السرطان يقول: "جئنا إلى هنا لنذكر العالم بمعاناتنا اليومية، فنحن في غزة لسنا بحاجة فقط لزيادة إدخال البضائع، نحن لنا حاجاتنا الإنسانية في العلاج والسفر ونريد البقاء على قيد الحياة".
وتابع محمد "خرجت مع أصدقائي المصابين لنطلق لنعبر عن حبنا لتركيا والشعب التركي وكل الشعوب المتضامنة معنا والمرسلة للسفن والتي أعادت قضية الحصار للاهتمام وفضحت الاحتلال".
شموع وإيمان وفتحية وأحمد ومحمد والعشرات ممن قابلناهم في مخيم الحرية الذي تنظمه جمعية النهوض بالأسرة على شواطئ بحر غزة حملونا رسائل عديدة أهمها إيصال صوتهم للعالم والسماح لهم بالعلاج للبقاء على قيد الحياة شأنهم بذلك شأن أطفال العالم وتسليط الضوء على قضيتهم ورحلة معاناتهم اليومية.
بدوره قال وليد أبو شنب مدير جمعية النهوض بالأسرة الفلسطينية "أقمنا مخيمنا باسم مخيم الحرية لأطفال مرضى السرطان تكريماًً للشهداء الذين سقطوا على متن السفن التركية القادمة لكسر الحصار عن القطاع".
ودعا أبو شنب لتطبيق اتفاقية حقوق الطفل على أطفال غزة الذين أنهكهم الحصار الإسرائيلي، موضحاً أن شريحة الأطفال وخاصة مرضى السرطان منهم كانت الأكثر تضرراً بسبب الحصار.