دعوة لحماية تراث وآثار غزة القديمة
نشر بتاريخ: 24/06/2010 ( آخر تحديث: 24/06/2010 الساعة: 15:25 )
غزة - معا - لن يسلم أي موقع تاريخي بمدينة غزة القديمة من التخريب والتغيير، إما بالدق أو الهدم أو حتى الإزاحة من مكانه والسبب التمدد العمراني والحضاري الهائل على مساحة لم يكتب لها القدر ولا الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع منذ أعوام طويلة.
فمدينة غزة التي لا تتجاوز مساحتها بعض مئات آلاف الدونمات تربعت كباقي المدن الفلسطينية في عمق التاريخ حيث كانت ولا زالت لها مكانتها الدينية والتاريخية والسياسية والجغرافية بين مدن العالم القديم والحديث أيضا غزة هاشم التي تحتل موقعاً جغرافياً هاماً على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي جعلها مهداً لحضارات عدة ومطمعا للاحتلال على مدار التاريخ وهي ليست من المدن العابرة بين سطور التاريخ ولكنها هي أحد أهم نواصي التاريخ.
وقبل أيام فقط أعلن عن اكتشاف موقع أثري جديد يعود لـ (800) عام في مدينة غزة وبالتحديد في حي الدرج في قلب مدينة غزة يعود تاريخه للعهد المملوكي او العثماني على اقل تقدير حيث عثرت طواقم تتبع لبلدية غزة على منزل مكون من غرفتين يعود تاريخ بنائهم للحقبة العثمانية أو عصر المماليك.
وعلى حد طواقم البلدية فقد قالت أن الاكتشاف تم أثناء عمليات ترميم كانت تقوم بها البلدية في الحي وسط المدينة وحسب خبراء ومختصون فإن هذا المنزل شيِدَ قبل نحو 800 عام.
نادي غزة الثقافي المشكل من مجموعة من شباب المدينة قال ان هذا الاكتشاف يدلل على أهمية مدينة غزة منذ عصور وتاريخ طويل وانه يستدعي تكثيف الجهود وحشد الطاقات والإمكانات لحمايتها من المد والتوسع العمراني الحديث الذي يهدد مكانتها التاريخية والدينية والحضرية.
وسبق أن عثرت طواقم فلسطينية مطلع العام الحالي نحو 1300 قطعة نقدية فضية يزيد عمرها عن 300 عام قبل الميلاد في مدينة رفح جنوب قطاع غزة والذي يؤكد أهمية المدينة وما لعبته من دور بارز فى حقب التاريخ المختلفة القديم والمعاصر.
ويشعر النادي بالخطر على مستقبل مدينة غزة التراثي بسبب المد العمراني والحضري الكبير غير المسبوق، محذراً من الإهمال الشديد بحق المرافق الأثرية والدينية التي تقع في وسط مدينة غزة نتيجة عدم الاهتمام من قبل القطاع الخاص والمستثمرين والجهود التي وصفها بأنها خجولة والتي تبذل لحمايتها، بالإضافة لعدم وجود اهتمام يرقى لحد حمايتها بكافة الأشكال وغياب المشاريع الرسمية والخاصة.
وقال النادي أن هناك تسابقاً عمرانياً على امتلاك مثل هذه الأماكن على نحو لا يخدم تراثها وتاريخها بل بهدف تجارى وعمراني استثماري بحت، داعياً الجهات الرسمية والمؤسسات الدولية والمعنية والمهتمين لبذل مزيد من الجهود ووضع الخطط والآليات لحماية المواقع الأثرية والدينية والتاريخية التي تُبْرز الوجه الحضاري للمدينة.
وطالب بتشكيل مجلس مختص فنياً وإدارياً ومهنياً منسجماً لحماية المدينة القديمة من كل الأخطار المحدقة بها مع المطالبة في الاستمرار بالبحث والتنقيب وضرورة التبليغ عن أي مواقع أو قطع أثرية يتم العثور عليها للجهات الرسمية وخاصة مع استمرار اكتشاف مواقع أثرية جديدة بين الفينة والأخرى.
ودعا لإطلاق حملة تشمل توعية السكان بأهمية هذه الآثار وكيفية الحفاظ عليها وطرق حمايتها وتعريفهم بتاريخ المدينة العريق، مشددا على وجوب تأسيس صندوق تعويضات وإعمار خاص بحماية المواقع الأثرية والدينية في القطاع وضرورة وقف الهدم والحفريات العشوائية في المناطق الأثرية وتجريمها وملاحقة مخالفيها وفق القانون.