الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

"اكواخ البحر" من طين الأنفاق الى السياحة برفح

نشر بتاريخ: 24/06/2010 ( آخر تحديث: 24/06/2010 الساعة: 18:23 )
غزة - تقرير معا - في منطقة المحررات في مواصي مدينة رفح جنوب القطاع حيث زرقة البحر والرمال الذهبية... شيد أحد المواطنين اشكالا هندسية باستخدام طينة الانفاق ذات اللون الرمادي على امل تحدي الاوضاع الاقتصادية، فأصبحت الاشكال بناء ضخما يضم تسع شاليهات ومطعم وكافتيريا واستراحات بأشكال مختلفة "جمال واسماك وابريق قهوة" بالاضافة الى جلسة بدوية وشيد منتجع "أكواخ البحر".

"اكواخ البحر" يربط شاطئ البحر نفق يمر تحت طريق معبد... هذا الطريق لا يوصل الا الى الحدود المصرية الفلسطينية المغلقة منذ امد طويل.

"معا" التقت موسى زعرب صاحب المنتجع" 55 عاما" الذي اوضح لها ان فكرة المشروع قديمة قدم الصغر عندما كان في صباه يساعد والده في ترميم المنزل الطيني ويساعد جدته على صنع بعض اواني الفخار من الطين فاستهوته اعمال الطينة وباتت شغله الشاغل مبينا انه يعمل في هذا المجال منذ حوالي الـ28 عاما.

وقال:"استهواني العمل في الطينة وكنت اتفنن في نحت الاشكال المختلفة باستخدامها ولان طينة الانفاق ذات جودة ممتاز وتعطي نتائجا جيدة في الاستعمال، فكرت أن اعمل مشروع وأن استثمر باستخدام طينة الانفاق وفعلا بدأت العمل بنفسي فكنت المهندس وعامل البناء والمستثمر في ذات الوقت".

رغم الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها القطاع جراء الحصار الاسرائيلي الذي يدخل عامه الرابع على التوالي استطاع زعرب باستخدام "الطينة والتبن والقليل من الاسمنت والشبك والخشب بدلا من الاسمنت والحديد" انشاء منتجع يمكن ان يصمد بنائه لاكثر من 50 عاما على حد قوله.

وأضاف:"رغم الحصار وقلة مواد البناء والاوضاع الاقتصادية الصعبة وصلنا الى انجاز نفخر به ويعتبر الاول في مدينة رفح بل على مستوى القطاع ككل".

وعن الاشكال الهندسية التي يتزين بها المكان، أكد موسى انها وحي الواقع بحكم خبرته بالفن الشرقي وعمله لفترة طويلة في مجال المقاولة مشيرا الى انه يسعى لجذب السياح من خلال نحت هذه الاشكال التي تاخذ شكل الجمل والحوت والبكرج.

اجواء المكان تأخذ الطابع القديم وحياة الاجداد في بيوت الطينة فتشعر أنك تعود بالزمن الى الماضي ففي كل زاوية من زواياه تلمح وتستنشق عبق الاجداد لكن الحداثة تطل برأسها في كثير من الزوايا.

وتوقع زعرب ان يشهد منتجعه اقبالات من قبل المصطافين خاصة أنه المنتجع الوحيد في مدينة رفح والوحيد على مستوى القطاع المصنوع من طينة .
ودعا زعرب الى تبنى المشروع من خلال تكراره في عدة مناطق اخرى من القطاع على نمط "اكواخ البحر".

المواطن محمد الذي يسكن منطقة المواصي أعرب عن إعجابه بالمكان مشيرا الى انه الاول في مدينة رفح التي تعاني من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي وانعدام للبنى التحيتة مشددا:"المكان جميل لاول مرة يشيد في رفح منتجع سياحي بهذه الفخامة والضخامة".