الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فشل جهود المصالحة يعزز موقف نفس سياسي شاذ "لنا غزة ولكم الضفة"

نشر بتاريخ: 26/06/2010 ( آخر تحديث: 26/06/2010 الساعة: 15:40 )
رام الله- معا- لا تجد العديد من القيادات والشخصيات الفلسطينية المستقلة الداعمة لانهاء الانقسام واتمام المصالحة الفلسطينية، امامها من خيارات سوى التعويل على التحرك الشعبي في ممارسة ضغوط حقيقية على كافة الاطراف من اجل القبول بانهاء الانقسام وانجاز المصالحة الوطنية، خاصة في اعقاب محاولات افشال المصالحة واغلاق الباب امام الجهود الكبيرة التي بذلت في الاونة الاخيرة الى حد ان بعض القيادات المشاركة في هذا الجهود قالت لـ "معا": "رغم اننا كنا على وشك انهاء الانقسام الا ان الجهود تبددت في اللحظات الاخيرة "، مؤكدة ان افشال هذه الجهود يحتم الان البدء الجدي في التوجه للشارع وممارسة الضغوط الجماهيرية على كافة الاطراف لانهاء الانقسام ورفض الاجندات الخارجية باعتبار ان الانقسام والمصالحة فيهما مصلحة للفلسطينيين اولا.

من جانبه قال عضو وفد المصالحة، هاني المصري، في تصريحات صحافية اذاعية صباح اليوم، يمكن القول الان ان جهود المصالحة توقفت بسبب رفض حركة حماس التوقيع على الوثيقة المصرية اولا ، موضحا ان الجهود الان يجب ان تتجه نحو البحث عن خيارات اخرى، داعيا الى تنظيم اوسع تحركات شعبية وجماهيرية في الضفة والقطاع من اجل الضغط على كافة الاطراف لانجاز المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام.

الى ذلك كشفت مصادر رسمية مطلعة على تفاصيل وحيثيات جهود المصالحة لـ"معا"، ان المشكلة الرئيسية التي تعيق امكانية الوصول الى اتفاق ينهي الانقسام وينجز المصالحة الوطنية تكمن بالاساس في القضية الامنية بما فيها موضوع سيطرة قوات حماس العسكرية على قطاع غزة ومصيرها في حال تم الاتفاق.

وحسب تلك المصادر فان حماس تتخوف من الوصول الى هذه النقطة "مصير قواتها العسكرية" باعتبار انها لن تسلم بسهولة لعودة عمل اجهزة السلطة الوطنية الرسمية للعمل في قطاع غزة حتى لو كان ذلك بتوافق واتفاق، لانها ترى في ذلك تهديدا لمجموعاتها العسكرية المسلحة التي بنتها وقوتها على انقاض المؤسسة الامنية الفلسطينية الرسمية طيلة السنوات الماضية.

ورغم ان الوضع القائم في قطاع غزة التي تعتبره حماس محررا من الاحتلال، يفتح المجال امام تفكيك المليشيات المسلحة وجمع السلاح وحصره في مؤسسة امنية مبنية على اسس مهنية وطنية، الا ان حماس ترى في تهديدا لوجودها ولن تسلم بجمع سلاح عناصرها مهما كانت النتائج.

وترى بعض القيادات المشاركة في جهود المصالحة الوطنية بان حماس تستخدم كل حرف او كلمة من اجل الافلات من متطلبات التوقيع على الوثيقة المصرية التي وقعتها حركة فتح، من اجل تلافي وتعطيل الوصول الى بحث اليات تطبيق الشق الامني "بناء الاجهزة الامنية الرسمية واعادة سيطرتها على قطاع غزة"، كون حماس مرتاحة على استمرار الوضع القائم الذي تفرض فيه سيطرة قواتها العسكرية على القطاع وتقمع اية جهة تعارضها بقوة السلاح، في حين تحاول نقل المشكلة الى الضفة الغربية من خلال المطالبة اعادة بناء الاجهزة الامنية فيها من جديد وفق شروط واسس تحاول ان تكون شريكة في وضعها، ومرافقة ذلك بتكرار الدعوات لعناصرها في الضفة بالعمل ضد السلطة والاجهزة الامنية الرسمية تحت مبررات ان هذه "الاجهزة الامنية تابعة للجنرال الاميركي دايتون"؟!.

وامام هذا الوضع فان التحركات الشعبية المنشودة للضغط على الاطراف لتوقيع الوثيقة المصرية وانهاء الانقسام، تكون محاصرة بشكل استباقي بعقبات امنية ، واحدة في قطاع غزة متخوف من عناصر فتح وامكانية استثمارهم لمثل هذا التحرك الشعبي للانقضاض على سلطة حماس العسكرية في غزة، والثانية في الضفة الغربية حيث تخوف السلطة والاجهزة الامنية من امكانية استثمار عناصر حماس لهذه التحركات من اجل اعادة دب الفوضى الامنية من جديد في الضفة الغربية، حيث تجد هذه التحركات الشعبية او الداعيين اليها بانهم محاصرون مسبقا بهذا المنطق الذي يقوض امكانية ان يقول الشعب كلمته ويعمل من اجل تطبيقها على الارض.

ويقر النائب عن دائرة طولكرم الانتخابية، د. حسن خريشة، بوجود اشكاليات في استنهاض التحرك الشعبي بسبب المخاوف الامنية لدى السلطتين في الضفة وغزة، لكنه يرى امكانية في تجاوز هذه العقبات من خلال الدعوة الى اقامة خيم الاعتصام في المدن الفلسطينية بما يساهم في دحرجة كرة الثلج رويدا رويدا باتجاه تفعيل الارادة الشعبية التي يتم تجاهلها او الاخذ برغبتها وموقفها الرافض لكل ما يجري على الارض.

وبينما تتعطل الجهود الصادقة لانجاز التوافق الوطني وانهاء المصالحة من خلال الوثيقة المصرية، فان الخيارات باتت محصورة جدا في مقولة ان البديل للمصالحة هو استمرار الانقسام وتعزيز نفس سياسي شاذ غير معلن "لنا غزة ولكم الضفة الغربية".