السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

شحادة: يجب دمج حركة التضامن الدولي في خطة نضالية وطنية شاملة

نشر بتاريخ: 26/06/2010 ( آخر تحديث: 26/06/2010 الساعة: 12:35 )
رام الله- معا- اشاد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة بقوافل سفن الحرية، وحركة التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، ودورها في تعرية وفضح ممارسات سلطات الاحتلال وانتهاكاتها للشرعية الدولية والقانون الدولي.

وشدد شحادة خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، على ضرورة الاستفادة من حركة التضامن الدولي، بوضعها ضمن خطة نضالية وطنية، قادرة على كسر الحصار عن قطاع غزة، ترتكز على النضال الوطني، واجراء مراجعة شاملة للسياسة الفلسطينية السابقة، اضافة الى تفعيل الموقف العربي وتقويته.

ومن اجل دعم حركة التضامن الدولي، وزيادة حجمها وفعاليتها رأى شحادة ضرورة العودة الى جوهر القضية الفلسطينية، بأعتبارها قضية عادلة تعكس نضال الشعب الفلسطيني، الذي ما زال في طور التحرر الوطني الديمقراطي، مما يفرض علينا تعزيز وحدتنا الوطنية، ومواجهة سياسة الاحتلال، مطالبا بالكف عن الحديث عن "الخرافات" كاقامة الدولة، وبناء مؤسساتها، والسلام الاقتصادي والامني والذي يستغلها الاحتلال لافشال القضية الوطنية وتفتيتها.

حصار غزة.. تجسيد للسياسة الاسرائيلية

وحول مزاعم سلطات الاحتلال الاسرائيلي، بتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثلاثة سنوات، اكد شحادة ان اهل قطاع غزة، يريدون رفعا كاملا للحصار وليس تخفيفه.

وبين شحادة ان حصار قطاع غزة جريمة دولية مستمرة بحق الشعب الفلسطيني ، لانتهاكه مبادئ حقوق الانسان، والقانون الدولي، بسبب تعمده قتل المواطن الفلسطيني، وكسر ارادته ، ومنعه من ممارسة حقوقية الاساسية.

واشار شحادة الى ان حصار قطاع غزة ينبع من صميم الثقافة الصهيونية التي تحرك قادة الاحتلال، والقائمة على ابادة الشعب الفلسطيني، وحصارة، وهذا ما لمسناه في المحرقة التي ارتكبت في العدوان الاخير على غزة، والحصار الظالم المفروض منذ ثلاثة سنوات، اضافة الى الاستيطان والحواجز العسكرية، ونظام الابرتهايد القائم في الضفة الغربية، وممارسة التمييز والارهاب الثقافي والقانوني ضد فلسطينيي 48.

وقال شحادة ان هدف سياسة الانطواء التي انتهجها الاحتلال، وسعى من خلالها الى التخلص من غزة ورميها في البحر، هي ذاتها التي تدفعه لاستمرار حصاره على غزة، وتقطيع اوصال الضفة، وتحويلها الى كانتونات تخضع لسطوته وهيمنته".

واضاف شحادة " ان سلوك دولة الاحتلال على الارض يجسد ارهاب الدولة بامتياز، وسطوها على اسطول الحرية في المياه الدوليه هو قرصنة ، وانتهاك للقانون الدولي والانساني ، ومعاهدات حقوق الانسان".

حركة التضامن الدولي... والموقف الفلسطيني

واشاد شحادة بدور التضامن الدولي في تعزيز النضال الفلسطيني، وكشف المزاعم والادعاءات التي يروجها الاعلام الاسرائيلي والدولي عن الديموقراطية في دولة الاحتلال، وامتداد النموذج الليبرالي الغربي اليها، في ظل منطقة يسموها "صحراء الديموقراطية".

واعتبر شحادة التضامن الدولي جزء من العمل النضالي الوطني الثوري التقدمي، والذي سيكون له دور في انهاء الاحتلال، وتحقيق الاستقلال الوطني اذا ما وضع ضمن سياق النضال الفلسطيني والعربي.

ولفت شحادة الانتباه الى ان حركة التضامن لا يمكن لها الاستمرار والتقدم، دون وجود برنامج سياسي فلسطيني واضح المعالم ، يقوم على احتضان التضامن الدولي، وزيادة فاعليته.

واشار الى ضرورة ايجاد سياسة وطنية ثورية، يجابه من خلالها النظام الفلسطيني السياسة الامريكية التي تنتهك القانون الدولي، وتوفر الدعم المالي والعسكري واللوجستي لدولة الاحتلال.

وحول الوضع الفلسطيني الداخلي، قال شحادة انه اذا ما استمرت السياسة الفلسطينية بوضع جميع اوراق حل القضية الوطنية بيد الولايات المتحدة ، فأن المشهد الفلسطيني لن يشهد تطورا، ومنظمة التحرير لن تستطيع استعادة مكانتها ودورها الذي يجب ان تؤدية، مضيفا ان هذه السياسة الحقت بنا العار والهزيمة والقهر والاستبداد وانجبت القطط السمان.

وطالب شحادة القيادة الفلسطينية بمراجعة الاستراتيجية السياسية ، وتجميع مراكز القوى، واستعادة الوحدة الوطنية وفق برنامج وطني نضالي، يساعد على النهوض بالموقف العربي ، مما يدفع نحو تحقيق تقدم في المواجهة مع اسرائيل التي لا تفهم غير لغة القوة.

وبين شحادة الى ان اسرائيل تسعى من خلال ممارساتها الى فرض مقايضة بين الحقوق الاساسية للانسان الفلسطيني، وحقوقة السياسية المشروعه، مؤكدا رفضه لهذه المقايضة، وان حصار قطاع غزة سوف ينكسر ذات يوم.

اما بخصوص الدور الاقليمي والدولي الذي يجب ان يستفيد منه الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، شدد شحادة على ضرورة مراعاة المتغيرات الدولية ، ووضعها في صلب اهتمامه من اجل تحقيق اهدافه، والخلاص من الاحتلال.

واوجز شحادة المتغيرات الاقليمية والدولية التي يجب وضعها في عين الاعتبار، من اجل النهوض بالوضع الفلسطيني، بتلاشي واختفاء القوى السياسية والاجتماعية في المجتمع الاسرائيلي، والتي ظهرت في بداية التسعينات ووقعت اتفاقية اوسلو مع منظمة التحرير، مع تقدم قوى يمينية متطرفة شوفانية فاشية تحكم المجتمع الاسرائيلي، اضافة الى بروز قوى اقليمية قوية وفاعلة، لها دور مؤثر في رسم سياسات المنطقة مثل تركيا وايران، يرافقها حراك جديد في المجتمع الدولي ، خارج حدود الهيمنة الامريكية .

وكان تلفزيون وطن قد طرح استطلاعا للرأي عبر صفحتة الالكترونية حول اعتقاد المواطنين اذا ما كان الاستمرار في ارسال سفن الحرية سيكسر الحصار عن قطاع غزة، ، حيث رأى 73% من المصوتين ان الاستمرار في ارسال السفن ستنجح في كسر الحصار الاسرائيلي عن القطاع ، في حين اعتبر 24% من المصوتين انها لن تنجح في ذلك ، بينما كان 3% من المصوتين لا رأي لهم.