الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة لاهاي ترد: التعليم المفتوح بات ظاهرة عالمية لا يمكن ايقافها

نشر بتاريخ: 26/06/2010 ( آخر تحديث: 26/06/2010 الساعة: 20:04 )
رام الله- معا- قال الدكتور عبد المجيد سويلم، عضو مجلس امناء جامعة لاهاي، المستشار الاكاديمي لطلبة فلسطين الملتحقين بالجامعة المذكورة، ان "التعليم المفتوح هو ظاهرة ثقافية اكاديمية عالمية استفادت من انفتاح افق الفضاء ومن ثورة التكنولوجيا، ومن تغيير جذري في توجهات التعليم العالي".

واضاف د .سويلم، ان "العالم المتقدم يحتضن هذه الظاهرة، بينما تواجه مشكلات في بعض الاوساط في العالم الثالث، بيد ان الزمن لا يتوقف وان حركة الحياة سوف تجعل ما هو مرفوض اليوم لدى بعض الاوساط مقبول في المستقبل".

ورأى د. سويلم، ان تعدد الآراء والمواقف من التعليم المفتوح قضية غير مستغربة، فالحياة تتسع للآراء المختلفة، ولا احد بعينه يستطيع الادعاء انه يمتلك الحقيقة بشكل مطلق.

واعتبر ان الحلقة الرئيسة في التعليم المفتوح تتمثل في امتلاك الطالب اصول البحث، لان البحث العلمي اليوم هو مفتاح التقدم. فان يتحول الطالب الى باحث يعني انه بدأ يشق طريقه نحو التقدم والابداع، بعيدا عن التلقين التقليدي وتخزين المعلومات.

وبيّن انه في اجتماع المجلس الاكاديمي الاخير الذي عقدته جامعة لاهاي وشارك فيه شخصيا، قد تركزت النقاشات حول سبل تطوير ودعم البحث العلمي، لاسيما بعد ان اطلع المجلس على مجموعة من رسائل الدكتوراه التي انجزها طلبة فلسطين، والتي اعتبرت متطورة في مستواها وفي اسلوب المعالجة وفي التوصيات التي خرجت بها، مشيرا الى ان رئيس الجامعة د. شفيق السامرائي، عبر عن اعتزازه الكبير بمستوى الرسائل الاكاديمية التي قدمها عدد من الباحثين الفلسطينيين الذين لهم باع طويل في البحث.

وحول مستوى هذه الجامعات حيث يرى البعض بان هناك جامعات تعلم عن بعد هي غير حقيقية ولا وجود لها، شدد د. سويلم على ان جامعة لاهاي، هي جامعة قائمة ولها مقرها وهيئتها التدريسية، واستقطبت عددا كبيرا من الطلبة في العالم العربي،حيث صحيح ان عمرها لم يتجاوز الثلاث سنوات، لكنها حققت الكثير من الانجازات، وعقدت اتفاقيات مع جامعتي عين شمس والمستقبل في مصر، وجامعات اخرى في بلدان عربية.

واشار "اننا نحترم كل الذين لا تعجبهم طريقتنا في التعليم، فهذا شأنهم، ويستطيعون الاستمرار في التعبير عن مناهضتهم للتعليم المفتوح، ومواصلة نشر وتعميم ارائهم التعليمية، لكننا سنستمر في المقابل نشجع البحث العلمي وتطوير امكانات وكفاءات طلبتنا. ونحن ندرك ان التعليم العالي في بلادنا وبلدان عربية اخرى لا يعترف بجامعات على نمط جامعتنا، ونحن نبلغ الطالب بذلك مباشرة. لكن هناك قسما من الملتحقين بالجامعة، هم على رأس مؤسسات مهمة وينحازون للبحث والتطور، ولا ينتظرون الالتحاق بعمل جديد مباشرة مجرد الحصول على الشهادة. ان من يريد ان يطور امكاناته سواء بالالتحاق بجامعتنا او اية جامعة اخرى، هل يستطيع احد ان يمنعه من ذلك. ان هناك عشرات بل مئات الاف الطلبة، والاصح ملايين الطلبة على مستوى العالم يتعلمون عن طريق الانترنت والغرف الصفية التي هي نتاج للتكنولوجيا، فاية قوة على وجه الارض بمقدورها ان تمنعهم من ذلك!!!، فالعلم اليوم لا يحتاج الى اذن ولا بروتوكول ولا شكليات، انه يصلك اينما تكون، ويدخل الى عالمك الخاص بلا استئذان في البيت، وفي مكان العمل، اينما كنت واينما توجهت".

وبخصوص عدم اعتراف دول المنشأ بهذه الجامعات اوضح د. سويلم، يوجد طرق كثيرة في اوروبا لانشاء جامعات، والدول تسهل الامر، وتتبع وسائل قانونية من حيث التسجيل وتواقيع الجهات المختصة. اما اعتراف التعليم العالي في اوروبا بالشهادة، فالعملية معقدة جدا وتحتاج الى وقت، وهناك معايير مشدده جدا. وفيما يتعلق بجامعة لاهاي، فانها ورغم مسيرتها القصيرة، فقد بدأت في ترتيب اوراقها مع مكتب مختص بالجودة والنوعية على طريق تقديم الملف بشكل كامل للتعليم العالي، وان الجزء الاكبر من هذا الملف قيد الانجاز، وسوف تعمل الجامعة كل ما تستطيع للالتزام بضوابط ومحددات التعليم العالي، لان الجامعة تطمح لاستيفاء كل الملفات التي تقوي وتعزز دورها ووجودها، وجميع الطلبه في صورة الوضع بشكل كامل.

وناشد د. سويلم جميع الاكاديميين والمهتمين الكف عن الادعاء بان هذه الجامعة او تلك وهمية، فجامعتنا على سبيل المثال لا الحصر، لها مقر واسمها جامعة لاهاي في هولندا، وليس أي اسم اخر، ومن يرغب في زيارتها او التواصل معها، يستطيع الاتصال بي شخصيا، وانا بدوري اتعهد بايصاله الى الجامعة وتعريفه بطاقمها، وبرئيسها شخصيا، الدكتور شفيق السامرائي، المفكر العراقي الذي له اكثر من اربعين مؤلفا، والذي كان عميدا لكلية الحقوق في بغداد اكثر من خمسة عشر عاما، ثم عميداً لكلية العلوم السياسية ومستشارا ثقافيا لجمهورية العراق في الثمانينيات في فرنسا، اضافة الى حصوله على شهادتي دكتوراه من فرنسا..اننا نفتخر بعلاقاتنا مع نخبة من المفكرين العراقيين الذين تميزوا بتوجهاتهم القومية والانسانية، وبحرصهم الشديد على العلم والتطور. ان استهداف الجامعات والعملية التعليمية في بلادهم، جعل هؤلاء يبحثون عن ساحات اخرى يواصلون من خلالها رسالتهم الاكاديمية والثقافية، ونحن يجب ان ندعمهم ونساندهم وان نستفيد من امكاناتهم.