نائب فتحاوي يدعو لـ "ثورة السوسن" ضد الانقسام
نشر بتاريخ: 26/06/2010 ( آخر تحديث: 26/06/2010 الساعة: 21:02 )
غزة- خاص معا- عشرات الشبان بل قرابة مائتين جمعتهم قاعة واحدة ليسوا مختلفين فكريا كثيرا، بعضهم أطلق لحيته بشكل صغير بينما البعض الآخر ارتدى أجمل ما يملك من ثياب في خزانته الصغيرة بغزة، جاؤوا ليحاولوا الفهم عما يعنيه الحوار وما كنه هذه الثقافة التي أثبتت جولات التفاوض الفلسطيني الثنائي فشله حتى هذا اليوم برعاية مصرية بذلك لرأب أركان الصدع الداخلي.
تساءلت فتاة عما يمكن قوله في ظل تسييس المساجد والشيوخ والأئمة، فيما تساءل شاب عن الحرية في ظل الاعتقالات بين الطرفين، إلا أن الجميع صمت حين دعا نائب فتحاوي إلى ثورة شعبية أطلق عليها اسم "ثورة السوسن لإنهاء الانقسام".
النائب أشرف جمعة الذي كان ضيف ندوة فكرية عن ثقافة الحوار أعلن أنه متفائل بنسبة الصفر بنجاح المصالحة الوطنية، وقال أمام الحشد الشبابي:" لا أعتقد أننا سننجح بل الفشل هو مصيرنا فبعد عام من جولات الحوار تغيرت لغتنا وعدنا للمربع الأول من لغة التشهير والتخوين وعدم القبول بالآخر".
وأضاف جمعة "من الواضح ان كثيرا من الأطراف أصبحت في حالة تقوقع وانعزال وتآمر بطريقة غير مباشرة لأن هناك تدخل إقليمي ودولي".
ودعا النائب جمعة إلى ثورة شعبية ضد الانقسام قائلا:" لن تتم المصالحة إلا بثورة شعبية... ثورة السوسن لتكون من أبناء الشعب نفسه وإن لم يفعل ذلك فلن تكون هناك مصالحة لعشرات السنين".
وشدد على أن المتحاورين لا يملكون قرارا بإنجاح الحوار قائلاً:" ليس لدينا رحابة صدر أو صدق ولا إيمان بالوطن بل نؤمن بالحزب ولا نعرف كيف نتحاور فلم نرب على ثقافة الحوار".
أما سيد بركة وهو شخصية مستقلة كان مرشحا للرئاسة فقال إن "الحوار السياسي مصطلح جميل مرسوم على واقع بشع ومتخلف وانه عنوان مضلل في حقيقته"، متسائلا:" هل من حق المواطن ان يتساءل ما هو جوهر الخلاف على الساحة الفلسطينية وكم يتطلب الوصول إلى مصالحة من سنين وهل هذا الشعب مجبر على تحمل قيادات فاشلة وان يدفع فاتورة اجتهادات خاطئة ووعي متأخر؟.
وتابع "إذا كان التنظيم وطنيا فهل يربح التنظيم حين يخسر الوطن واذا كان إسلاميا هل يربح التنظيم حين يقدم نماذج إسلامية مشوهة للإسلام؟!".
وأكد على ان "الانقسام دليل عجز سياسي لا يستطيع التعامل في حالة وطنية فكيف يمكنه التعامل حين تزداد دائرة التناقضات كلما ازدادت دائرة الممعنين بالقضية الفلسطينية إقليميا ودوليا".
ودعا بركة حركة حماس إن أرادت الاستمرار بالمقاومة لأن "تنزل عن الشجرة المزدانة بالأضواء الخادعة وان تعود لحضن المقاومة ومن ثم لتمارس دورها السياسي الوازن من خلال توجيه البوصلة السياسية باتجاه التحرير وإقامة الدولة"، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحميل المقاومة أوزار السياسية.
وقال: "إن كانت حماس تريد أن تبقى عنواناً للمقاومة ورأسا لها في فلسطين فالمفروض أن تنزل عن الشجرة المزدانة بالأضواء الخادعة وتعود لأحضان المقاومة".
واعتبر ان الحديث عن المقاومة او التفاوض كأسلوب منفرد للتحرير هو أسلوب خاطئ قائلاً: "مقولة الأسلوب الوحيد خاطئة ومضللة عن قيلت في حق المقاومة أو التفاوض والتجربة اللبنانية أوضح على ذلك وجوهر الصراع مع إسرائيل أخلاقي بامتياز ولن يحسم الصراع بشكل نهائي إلا إذا تجلى في رؤيتين إنسانية نمتلكها وعنصرية تحكم فلسطين ولا بد من أن تلعب الوسائل دوراً هاماً في إنهاء الصراع وبقدر ما تكون الوسائل إنسانية ومشروع بقدر ما تكون النهاية حاسمة".
وكان بركة والنائب جمعة يتحدثان في جلسة حوارية ثانية تحت عنوان ثقافة الحوار نظمها مركز آدم للحوارات بغزة اليوم استضافت في جلستها الأولى الشيخ يوسف سلامة وزير الأوقاف سابقا وخطيب المسجد الأقصى المبارك حيث أكد على ان التفاوض مع المحتل غير جائز وذلك في رده على إحدى تساؤلات الجمهور الشبابي.
وقال سلامة: "قطعا لا يجوز التفاوض مع المحتل ولكن لو اخذ اخي بيتي أتفاوض مع أخي حتى أرجع بيتي".