الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

هدافون ولو في الصين* بقلم: عزالدين ميهوبي

نشر بتاريخ: 29/06/2010 ( آخر تحديث: 29/06/2010 الساعة: 13:46 )
لم يخرجوا مثل ''الديكة'' الفرنسية على وقع فضيحة هزت أركان أمة بأكملها، فيخجلون بمشاركتهم، ولم يخرجوا مثل النووي الكوري الذي انفجر بمن فيه، فيندمون لأنهم تأهلوا، ولم يخرجوا كالنسور النيجيرية التي حلقت خارج المونديال، فيرجمون في الشوارع، ولم يخرجوا مثل أسود الكاميرون التي هزمتها سذاجتها، فيكونون مسخرة على الألسن، ولم يخرجوا مثل ''البافانا بافانا'' الذين غرقوا في نفير الفوفوزيلا، فيختلط شرقهم بغربهم·· ولكنهم خرجوا تحت هتافات ''وان تو ثري فيفا لالجيري''·· خرجوا كالأبطال الذين قاوموا على كل الجبهات ولم يرفعوا في أي لحظة الراية البيضاء، وظلوا بعنادهم أشبه بعظم في حنجرة الإنجليز، وغصة في حلق الأمريكان، وكسبوا احترام العالم، لأنهم لم يذهبوا إلى المونديال ليكملوا الحلقة الثانية والثلاثين في تعداد المشاركين، ولكن ليتركوا بصمة الكرة الجزائرية العائدة بعد سنوات من الغياب··

ولأن الشيطان يسكن في التفاصيل، فليس هناك ما يفيد إذا أكثرنا الحديث في أسباب الخروج من جنة المونديال، وفي القول ''ماذا لو·· ماذا لو''·· ونحن نعرف ماذا تفعل لو، لو ركزنا عليها·· وكل الحديث اليوم يكمن في مسألة أساسية هي استكمال بناء الفريق، خاصة بعد اعتماد سياسة الاحتراف، التي تبنتها الحكومة الجزائرية، وتعهد الرجل القوي في الاتحاد محمد روراوة بإرسائها، وبالتالي يمكن الاستعانة بالبطولة المحلية لتدعيم المنتخب، وليس العمل فقط على جلب الجزائريين المنتشرين في ملاعب القارات الخمس، وهم مكسب حقيقي للكرة الجزائرية، ولكن بتحسين أداء المنظومة الكروية الجزائرية يبدأ من الداخل، وربما يشكل منتخب المحليين الذي تأهل لأمم إفريقيا القادمة بالسودان، نواة لإسناد منتخب المحترفين بقيادة بوقرة ولحسن ومبولحي الاكتشاف الكبير لنا وللعالم·

لقد بدا الشارع الكروي العربي مرتاحا لأداء المنتخب الجزائري، بعد أن اعتقد بعضهم أن رفاق مطمور الصائمين عن التهديف، سيخرجون وفي جعبتهم سلة أهداف سلوفينية وإنجليزية وأمريكية، ولكن ثبت بالأرقام أن ''محاربي الصحراء'' سيطروا في مبارياتهم الثلاث وفرضوا لغتهم، وكانوا على أبواب التأهل للدور الثاني·· لكن يبدو أن قدرهم أن يفكروا فيما هو آت، بمعالجة الاختلالات، لأن المواعيد ليست بعيدة· وما سمعته وقرأته في وسائل الإعلام العربية، أن كثيرا من ارتياح الناس كان ممزوجا ببعض الأسف، لأن ما ينقص تشكيلة سعدان يعرفه العالم كله منذ سنة، فليس فيها إيتو أو دروغبا، وأعتقد أن شعار المرحلة المقبلة يكون ''البحث عن هدافين من أصول جزائرية·· ولو في الصين''·