زهيرة كمال: تمكين المرأة مفهوم تنموي يسعى الى تعزيز قدراتها بذاتها
نشر بتاريخ: 29/06/2010 ( آخر تحديث: 29/06/2010 الساعة: 20:02 )
رام الله- معا- اكدت مدير مركز المرأة الفلسطينية للابحاث والتوثيق زهيره كمال، التي شغلت منصب اول وزيرة لشؤون المرأة في السلطة الفلسطينية ان تمكين المرأة الفلسطينية مفهوم موحد، يحتاج الى ادوات قياس موحدة، اضافة الى تحديد الفئات المجتمعية التي يجب العمل عليها، من خلال ايجاد برنامج ومؤسسات متخصصة في متابعة هذا الموضوع لدفعه الى الامام، وانجاز الاهداف المنوطة به.
وخلال الحلقة الاولى من برنامج نصف المجتمع الذي تنتجه الجمعية الفلسطينية لصاحبات الاعمال (أصاله) بالتعاون مع تلفزيون وطن، بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون والحكومة الكندية من خلال الوكالة الكندية للتنمية الدولية، ويقدمه الاعلامي حسن سليم، ويسلط الضوء على قضايا المرأة الاقتصادية والاجتماعية تطرقت كمال الى المراحل التي مر بها مفهوم تمكين المرأة والذي بدأ بالظهور منذ منتصف القرن الماضي، وارتبط بحركات التحرر العالمية.
واضافت كمال ان "مفهوم التمكين" اصابه تراجع في سبعينات القرن العشرين، بسبب التحولات الاقتصادية التي شهدها العالم، والدور الذي كانت تؤديه مؤسسات المجتمع المدني، مشيرة الى انه خلال مؤتمر بكين عام 1995 ، تم التشديد على اهمية اعادة تفعيل دور مفهوم التمكين، وربطه بتعزيز التنمية البشرية.
واوضحت كمال ان مفهوم التمكين يرتبط بصورة وثيقة بسيطرة الانسان على ذاته، وقدرته على العمل والتدريب مع الناس، لتحقيق الذات، من خلال المشاركة الجماعية، مؤكدة انه مفهوم تنموي بأمتياز ذات علاقة بحركات التحرر الاجتماعي العالمية .
واكدت كمال ان التمكين مفهوم علمي مرتبط ببرامج علمية متناسقة مع جوهره، يتم العمل من خلالها على توفير المؤشرات اللازمة، كالتدريب والتخطيط والتوعية، لقياس مدى نجاحه في تحقيق اهدافه ،
وحول اهمية التمكين في المجتمع والدور الذي يؤديه، بينت كمال ان اهميته تكمن في تحديه لعلاقات القوة السائدة في المجتمع" قوة الرجل على المرأة، وقوة الدولة على الجماهير" ، وبالتالي فأن التمكين يساعد الجميع والفئات المتضررة على المطالبة بحقوقهم، و تقوية العدالة الاجتماعية.
ودعت كمال المؤسسات النسوية التي تنفذ برامج تنموية تهدف الى تطوير المرأة وتنميتها، الى ضرورة اشراك الفئات المستهدفة والمهمشة في اعمال التخطيط والتنفيذ والتقييم في مراحل تنفيذ المشاريع، وعدم اقتصارها على فئات محددة فقط، اضافة الى ضرورة تأطير العمل بإطار نظري بالتعاون مع الجهات الاكاديمية ذات الاختصاص.
وحول المطلوب عمله من قبل مؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات النسوية لتطبيق التمكين بصورة افضل، دعت كمال الى ضرورة الانتقال الى التخصصية في انتقاء الفئات المستهدفة من المشاريع التنموية، خاصة في ظل التطور والوعي لدى الجمهور المحلي، من اجل تحقيق نتائج افضل في المستقبل.
من جهتها قالت المديرة التنفيذية للجمعية الفلسطينية لصاحبات الاعمال"اصاله" ريم العبوشي، ان هدف تمكين المرأة لا يقتصر على تقديم الخدمات لها، وجعلها متلقية فقط، بل يسعى الى تعزيز قدرتها لذاتها، واشراكها في النشاطات التنموية والاجتماعية.
وحول مقياس الاثر والنجاح في تمكين المرأة اوضحت العبوشي" ان مقياس النجاح هو معرفة مدى تأثير البرامج النسوية والتوعوية التي تنفذها الجمعيات العامله، في تعزيز قدرة المرأة بذاتها، وخلق اثر ايجابي لديها، ينعكس جليا على دورها داخل العائلة والمجتمع، يساعدها على اتخاذ القرار."
وبينت العبوشي ان جمعية (اصاله ) تسعى الى تمكين المرأة الفلسطينية وتعزيز دورها المجتمعي، من خلال تشجيعها على الانخراط في النشاط الاقتصادي والاجتماعي، وعلى تنظيم مجموعات التمكين الاقتصادي والمشاركة بها، بأعتبارها الخطوة الاولى للتمكين العام، اضافة الى تطوير امكانياتها ومهاراتها التنظيمية والمعلوماتية عبر مشروع اراده الذي وجد لتحقيق هذا الهدف.
وعن قياس موضوع التمكين لدى النساء ومدى تحقيقه لاهدافة في جمعية اصاله اوضحت العبوشي انه تم اجراء مسح" الاستماع للنساء" تم من خلاله تشكيل مجموعات من اجل معرفة ومناقشة احتياجات النساء المادية والمالية، وقد تم بناء البرامج والاهداف وفق نتائج المسح.
واعلنت العبوشي عن وجود مسح اقليمي جديد سيتم تنفيذه في فلسطين اضافة الى الاردن وتونس ولبنان، بهدف قياس التمكين لدى المرأة الفلسطينية ومقارنتها بنظيرتها في هذه الدول.
اما بخصوص التحديات التي تقف امام المرأة، وتحول دون استمرارها في ايجاد ذاتها، وانجاز تمكينها، اكدت العبوشي ان الفقر يعتبر اكبر هذه التحديات، اضافة الى البطالة والتعليم.
واضافت العبوشي " لا يمكن الحديث عن تمكين المرأة، وتكريس العدالة الاجتماعية في ظل الفقر والعوز الذي تعيشه المرأة."