الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإغاثة الزراعية تبدي استعدادها للمساعدة في حل المشاكل في بلدتي برقة وسبسطية

نشر بتاريخ: 19/06/2006 ( آخر تحديث: 19/06/2006 الساعة: 15:22 )
نابلس- معا- عقدت الإغاثة الزراعية ورشتي عمل الأولى في بلدة برقة والثانية في بلدة سبسطية في مدينة نابلس شارك بهما العشرات من الشباب والشابات والمواطنين.

وجرى استعراض للأوضاع العامة التي تمر بها الساحة الفلسطينية من حصار دولي جائر فاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ومن خلافات فلسطينية وصراعات وصلت حد الاستباحة الكاملة للدم الفلسطيني، وكذلك موضوع الحوار الوطني الهام الذي تشارك به جميع القوى السياسية ومؤسستي الرئاسة والحكومة وكذلك ممثلي المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص.

وجرى أيضا نقاش وثيقة الأسرى باعتبارها أهم الوثائق التي قدمت للمتحاورين من حيث مضمونها، ومن حيث مصدرها والموقعين عليهكما وجرى نقاش عميق حول المشاكل التي يعاني منها المواطنين في حياتهم اليومية وارتفاع منحنى الاحتياجات الذي يعود لانعدام المخصصات التي تقدمها السلطة للقطاعات المختلفة من صحة وتعليم وزراعة وحكم محلي وكذلك افتقار الهيئات والمجالس المحلية للموارد التي تعينها في تشغيل أقسامها الرئيسية وتقديم خدمات الحيوية للمواطنين.

وقد تحدث في الورشتين خالد منصور مسؤول العمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية لفرع الشمال الذي اعتبر أن إخراج البلاد من أزماتها المستفحلة وتدعيم وتعزيز أسس الصمود بحاجة الى أكثر من حوار وطني تخوضه أطراف العمل السياسي وفئات النخبة بل إن الأمر يتطلب أولا وضع الجماهير بصورة ما يحدث والنزول إليها في مواقع سكناها وتجمعاتها حيث الأزمات تظهر آثارها جلية على الأرض.. وذلك لأخذ رأيها في ما يتم التحضير له من حلول وبناء سلم اولويات يستجيب لتطلعات الجماهير.. لان هذه الجماهير هي التي ستكون وقود النضال في المعارك الصعبة القادمة مع عدونا المحتل الذي يصعد من عدوانه ويستعد لتنفيذ مخططه التصفوي الأحادي الجانب.

وقال منصور" ان الخطر يكمن في نهج وسلوك القوى السياسية التي تعزز بخطابها السياسي وتصريحات ممثليها والناطقين باسمها ( اصطفافا خطيرا وغير واعي على الأرض ).. الأمر الذي يجعل مهمة بناء وفاق وطني أصعب بكثير مما يظنه الكثيرين من ممثلي النخب السياسية.. وبخصوص احتياجات المواطنين دعا منصور الجماهير لرفع صوتها وخوض نضال مثابر وعنيد للضغط على أصحاب القرار".

وتوجه منصور الى الهيئات المحلية والتنظيمات الشعبية لتنظيم صفوفها، وزيادة درجة التنسيق فيما بينها، لتعظيم قوتها لان ذلك يعتبر شرطا أساسيا لنجاحها في خدمة جماهيرها ومنتسبيها..

اما ضرار أبو عمر منسق عمل الشباب في فرع الشمال بالإغاثة الزراعية قال إن الإغاثة الزراعية ستواصل عملها في تثقيف الجماهير وتوعيتها لان ذلك هو الطريق الوحيد الموصل الى التغيير المجتمعي فبدون المواطن الواعي بحقوقه والمدرك لأهمية دوره لا يمكن ان تسير عملية التغيير باتجاهها الصحيح ولا بالوتيرة التي تعجل من خلاص المواطن من الكثير من الظواهر السلبية التي تغلغلت في مجمل النظام السياسي الاجتماعي الفلسطيني كالفساد المالي والإداري والفوضى والفلتان الأمني.

وشارك العديد من قادة التجمعات الحليفة للإغاثة الزراعية ( كجمعيات تنمية الشباب والمراة واتحادات المزارعين ) بفعالية تامة في النقاش، وابدوا رأيهم فيما يحصل على الساحة الوطنية وقدموا شرحا وافيا لاحتياجات مجتمعهم المحلي.

ففي بلدة برقة تحدث الناشط الشاب ينال مسعود منسق جمعية تنمية الشباب في برقة عن احتياجات برقة الأساسية.. كتعبيد الطرق وتغطية مجاري المياه ونقص المرافق العامة التي تخدم فئات الشباب والأطفال كالملاعب والحدائق العامة وعن الحاجة لقيام دائرة الأراضي الفلسطينية بمساعدة السكان، بفرز ملكياتهم من الأراضي التي عادت إليهم، بعد اقتلاع مستوطنة حومش.

وفي بلدة سبسطية تحدثت الناشطة النسوية رنا شهاب رئيسة جمعية تنمية المراة الريفية عن أزمة المياه في البلدة، ومشكلة النظافة، وعن إهمال آثار البلدة الذي فتح المجال واسعا للصوص الآثار، الذين يقومون بالتنقيب الغير شرعي عن الآثار، ويقومون ببيعها في السوق السوداء لتصل عبر السماسرة إلى التجار الإسرائيليين.

واوضحت الناشطة الشابة وجدان غزال عضو إدارة تجمع الشباب في سبسطي أن هناك مشاكل اقتصادية كثيرة تعاني منها البلدة ( مثلها مثل باقي المناطق الفلسطينية ) وأهمها مشكلة البطالة، ومشكلة تسويق المنتوجات الزراعية وخاصة زيت الزيتون.

وقد تحدث أهالي سبسطية عن مشكلة إنتاج المشمش الذي تمتاز به بلدتهم.. حيث تصاب الأشجار بأمراض تؤدي إلى دمار كبير للمحاصيل.. مما يسبب افدح الخسائر للمزارعين .. وقد تساءل الحضور عن دور وزارة الزراعة في تقديم الإرشاد للمزارعين لمكافحة هذا المرض وخصوصا انه يهاجم أشجار المشمش والعنب منذ ما يزيد عن أربع سنوات.

و أوضح منصور للحضور في نهاية الورشتين، أن الإغاثة الزراعية ستبذل كل ما تستطيع لخدمة مصالح سكان الريف الفلسطيني، وستساعد بما تمتلكه من إمكانيات للتخفيف من الأزمات المتفاقمة.

وأضاف انه في إطار ذلك فان الإغاثة الزراعية ستشرع في الأيام القريبة القادمة، في تنفيذ مشروع تنموي زراعي ضخم، تستفيد منه بلدتي برقة وسبسطية مثلما ستستفيد منه عشرات القرى في مناطق شمال الضفة الغربية.