الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهباش : كل محاولة للالتفاف على القدس وتاريخها ستبوء بالفشل

نشر بتاريخ: 01/07/2010 ( آخر تحديث: 02/07/2010 الساعة: 00:53 )
رام الله -معا- تحت رعاية وزير الاوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمود الهباش ووزيرة الثقافة الدكتورة سهام البرغوثي اقامت مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية وبالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وبتمويل من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – ايسيسكو حفل تخريج الدورة الثانية في الحفظ والصيانة الالكترونية للوثائق والمخطوطات بقاعة بلدية البيرة والتي ضمت 27 متدربا من مختلف المؤسسات بحضور الأمين العام للجنة الوطنية إسماعيل التلاوي وعميد مؤسسة إحياء التراث لبنى سليمان وكبار موظفي وزارة الاوقاف .

وفي بداية الاحتفال رحب وزير الأوقاف بالحضور واكد على أهمية هذه الدورات لحفظ وصيانة المخطوطات من اجل الحفاظ على الموروث الحضاري والتاريخي في ظل الهجمة الشرسة الإسرائيلية على تاريخنا وهويتنا .

وأضاف أن مسؤولية الحفاظ على هذه الوثائق والمخطوطات ليست مسؤولية وزارة الأوقاف وحدها بل هي جماعية وهي وواجب ديني ووطني على كل فلسطيني وان كل محاولة للالتفاف على القدس وتاريخها ستبوء بالفشل لأننا سنعمل بكل ما لدينا للحفاظ على تراثنا لان القدس تمثل رمزا لاسلامية وعروبة وتاريخ وحضارة هذه الارض المباركة والمقدسة .

وقال الهباش " رغم المحاولات الاسرائلية المستمرة والمتواصلة لتهويد القدس وطمس تاريخها وحضارتها وعروبتها واسلاميتها وفرض واقع جديد ومحاربتها سياسيا وامنيا واقتصاديا الا اننا صامدون وباقون على هذه الارض وان كل الاجراءات الاسرائيلية باطلة قانونيا ولا يجوز للاسرائيلين ان يحدثوا تغيرا مهما كان نوعه لانها مدينة تقبع تحت الاحتلال ".

وثمن الهباش دور القيادة الفلسطينية واستشعارها بمدى الخطر التي تشكله القرارات الاسرائيلية في القدس من طرد السكان وقرارات اخلاء البيوت السكنية والبئر الاستيطانية المتزايدة بشكل كبير واخرها القرار العسكري الاسرائيلي بطرد قيادات مقدسين من المدينة المقدسة مؤكدا ان القيادة الفلسطينية لن تكتفي بالشجب والاستنكار بل ستواصل العمل مع اهالي القدس ونواب القدس من اجل الحفاظ على هويتنا بالاضافة الى دعوتها الدائمة لنبذ الانقسام الذي يخدم اجندات خاصة ويخدم الاحتلال .

واضاف الهباش ان وزارة الاوقاف بصدد اصدار دليل عن القدس يتناول تاريخها المكاني والزماني وحضارتها واسمائها العربية وابوابها لكي يكون مرجع ودليل بين ايدي الجميع وقال "ان اصدار هذا الدليل ياتي من ضمن الاصدارات التي تم اصدارها من اجل القدس والحفاظ عليها وهذا اقل ما يمكن ان نقوم به تجاه القدس والمسجد الاقصى المبارك وان القيادة الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس تولي هذه القضية الاهتمام الكبير لان القدس ليست مجرد مكان او اسم بل القدس دين وحضاره وتاريخ وماضي وحاضر وستكون المستقبل وعاصمة الدولة الفلسطينية ".

واثنى الهباش على الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الايسيسكو التي تعنى بالتاريخ والحضارة الفلسطينية وحمايته وانه رغم كل العقبات والاجراءات الاسرائيلية الهادفة لطمس الهوية الفلسطينية الا انها ما زلت تقدم وتعمل وبدون توقف .

وفي نهاية كلمته اكد الهباش على ضرورة التعاون بين مؤسسات السلطة وان وزارة الاوقاف ووزارة الثقافة والايسيسكو وباقي المؤسسات ذات العلاقة تسعى لتحقيق نفس الهدف وان وزارة الاوقاف بابها مفتوح للجميع للتعاون في كافة المجالات .

بدورها اشادت الوزيرة الدكتورة سهام البرغوثي على اهمية هذه الدورة مطالبة بتبني خطة مدروسة وعلمية وعملية من اجل الحفاظ على مخطوطاتنا وتراثنا مباركة هذا التعاون المشترك بين الوزارتين داعية لتكاتف الجهود مع جميع الوزارت المعنية والجامعات من اجل اخراج كادر مؤهل ومدرب لحماية وصون تاريخنا الفلسطيني وقالت ان مثل هذه الدورات تعتبر من الامور الهامة في تاريخ الامم للحفاظ على هويتها وتراثها .

واضافت البرغوثي " أن الذي يميز هذه المؤسسة أنها تحتضن أهم واكبر مجموعة من الوثائق التاريخية والوقفية المتعلقة بالمدن الفلسطينية والتي منها سجلات ووثائق أصلية عن مختلف أرجاء مدن فلسطين وذلك من العهد العثماني وحتى اليوم وهي بذلك تعد واحدة من اكبر المكتبات الأرشيفية المختصة في تراث وتاريخ فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص".

وثمن إسماعيل التلاوي الدور الكبير التي تقوم به مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية والقائمين عليها في خدمة الوطن وعملها المتمثل في الحفاظ على الموروث الكبير للوثائق والمخطوطات التي تثبت عروبة وإسلامية مدينة القدس والحق الفلسطيني بالوجود على هذه الأرض المقدسة .
وأكد التلاوي أن هذه الدورة تأتي في إطار سلسلة من الدورات التي تقدمها المنظمة لمؤسسة إحياء التراث والبحوث الاسلامية .

وتطرق التلاوي بكلمته عن الإجراءات الاسرائيلية بالقدس وقال أن السياسة الاسرائيلية تجاوزت كل القوانين والأعراف الدولية وأنها ما زلت تعمل على تهويد القدس بكافة الإشكال والطرق الممكنة لطمس معالمها وتزيف تاريخها .

وناشد التلاوي الأمتين العربية والإسلامية لحماية القدس بالفعل وليس بالقول لان الأمر خطير والقدس ألان في خطر شديد وان الاسرائليين يدفعون ملاين الدولارات لتهويد القدس وطرد سكانها .

ومن جهتها رحبت عميد مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية لبنى سليمان بالحضور مقدمة جزيل الشكر لوزير الأوقاف على دعمه المتواصل ورعايته للمؤسسة ومؤازرته لكافة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها المؤسسة لإثبات الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس أمام سياسة الطمس والتهويد الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي كما قدمت شكرها لوزيرة الثقافة الدكتورة سهام البرغوثي وللامين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم السيد إسماعيل التلاوي وللمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم لدعمهم كافة نشاطات المؤسسة بكافة الإمكانات المتاحة .

وأكدت أن تنظيم الدورة يهدف لحفظ وصيانة المخطوطات بالطريقة الالكترونية ولأهمية مواكبة التطور التكنولوجي واستخدام كافة الأساليب الحديثة لحفظ المخطوطات. مضيفة أن التجربة التي مرت بها المؤسسة بحفظ وترميم المخطوطات يجب أن تعمم على جميع المكتبات والمراكز العلمية العاملة في مجال الوثائق والمخطوطات من اجل بناء نظام توثيقي الكتروني يحفظ الوثائق والمخطوطات من التلف والضياع .

وتحدث باسم الخرجيين الشيخ عباس نمر حيث اثنى على جهود مؤسسة احياء التراث التابعة لوزارة الاوقاف في انجاز وعقد هذه الدورات والدعم المتواصل من معالي وزير الاوقاف خدمة للقدس وللدين وللوطن وان مثل هذه الدورات هي مشعل نور وايمان لوطننا وانجازات هذه الدورة وتميزها حققت ما تصبو له الوزارة ومؤسستها وذلك وفق الخطة الواضحة التي وضعتها .

واضاف بما اننا نؤمن بتاريخنا وتراثنا وبوجودنا على هذه الارض فاننا نعتز ونفتخر بكل من دون وخط شيئا عن تراثنا لان الوطن وتراثنا ومؤريخينا فرضوا احترامهم على العالم بلغة العلم العلمي الاكاديمي مبينا ان هذه الدورة وكنوز المعرفة التي حوتها ونفائس ثناياها تشكل ركيزة هامة في بناء تاريخنا وتراثنا العريق وعامل لتشيد صرح الوطن وحضارته الغالية .

وتخلل الاحتفال توزيع شهادات تخريج للمتدربين الذين التحقوا بدورة صيانة الوثائق والمخطوطات التي إقيمت بمقر مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية من 1-29 -6-2010.