الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ترتيبات عسكرية سرية لم تكن الا لاجتماع سياسي!

نشر بتاريخ: 02/07/2010 ( آخر تحديث: 02/07/2010 الساعة: 18:11 )
بيت لحم - معا - تم الاعداد للقاء الوزير الاسرائيلي بن اليعازر بوزير الخارجية التركي كما لو ان الامر يتعلق بعملية عسكرية معقدة ومركبة وذلك بهدف اخفاء خطة ونبأ اللقاء عن وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان الذي بات يشكل عبئا سياسيا على اسرائيل وحكومتها لدرجة ان القادة الاسرائيليين باتوا يتهربون منه ويتجاهلون وجوده وصولا الى تشبيهه من قبل بعض المواقع الالكترونية بالكلب النابح دون ان يمتلك اسنانا للعض.

وتناولت صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية في عددها الصادر اليوم الجمعة تفاصيل الاعداد والتجهيز والتمويه الذي اتبعه رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير الجيش باراك لاخفاء نبأ اجتماع اليعازر بوزير الخارجية التركي وعدم تسرب المعلومات لليبرمان.

وقالت الصحيفة ان ليبرمان لم يقتنع بالمبررات التي قدمها يوم امس الخميس نتنياهو الذي اكد ان عدم ابلاغ ليبرمان بالاجتماع نابع اساسا من اسباب فنية فقط.

واتضح بأن مجموعة كبيرة غير نتنياهو وباراك كانت تعلم بالاجتماع ومنهم عاموس غلعاد وعوزي اراد ومجموعة من المستشارين الذي عملوا ما بوسعهم لمنع تسرب النبأ ووصوله لليبرمان الذي بات يخل بالسياسة والساسة الاسرائيليين.

وفي سياق عمليات التمويه، قدم بن اليعازر قرار سفره لاقراره من قبل الحكومة بوصفه رحلة عمل تتعلق بشؤون وزارته "التجارة والصناعة والثقافة" ما خدع غالبية الوزراء الذي حضروا جلسة الحكومة وضلل وزير الخارجية ليبرمان الذي صوت لصالح سفر اليعازر دون ان يعلم سرها الحقيقي.

ولم تقف خطة التمويه على ليبرمان عند حدود مجلس الوزراء بل تعدتها الى السفارات الاسرائيلية في الخارج حيث طلب اليعازر من الملحق التجاري في السفارة الاسرائيلية في بلجكا تنسيق الاجتماع بوزير الخارجية التركي دون علم السفير الاسرائيلي خشية ان يقوم الاخير بابلاغ ليبرمان.

واعتمد اليعازر في كل تفاصيل رحلته من الطائرة حتى استأجر السيارة والسائق والفندق على الملحقين التجاريين في اوروبا بدلا من الدبلوماسيين المعتمديين كما جرت العادة والعرف.

وعمل الجانب التركي من ناحيته كل ما في وسعه لاخفاء نبأ الاجتماع عن السفير الاسرائيلي في انقرة "غابي ليفي" والقنصل الاسرائيلي في اسطنبول موشه كمحي ولك من باب مساعدة اليعازر في عملية التمويه ومنعا لوصول الاخبار الى ليبرمان.

وحتى وزير الخارجية التركي الذي وصل بروكسل في اطار الحوار التركي مع الاتحاد الاوروبي عمل على اخفاء نبأ الاجتماع حتى عن عدد من الوزراء الاتراك الذين رافقوه في رحلته للعاصمة البلجيكية حيث حدد مكان اللقاء في فندق غير الذي يقيم فيه اعضاء الوفد التركي واستأجر الغرفة الفندقية باسم شخص اخر حتى لا يثير أي انتباه.