جبهة التحرير: الأجواء كانت مواتية للمصالحة بعدما جرى لأسطول الحرية
نشر بتاريخ: 03/07/2010 ( آخر تحديث: 03/07/2010 الساعة: 12:05 )
بيت لحم- معا- دعا الدكتور واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى مواصلة الجهود للوصول إلى التوقيع على الورقة المصرية لاتمام المصالحة الفلسطينية، رغم ان الاجواء غير مبشرة بشأن هذا الملف.
وقال في حوار صحفي "لا يجب القول ان هناك فشلا، في هذه اللحظات لا يوجد نتائج على صعيد ذهاب وفد إلى قطاع غزة والتوقيع على الورقة المصرية والاخذ بعين الاعتبار الضمانات التي طالبت بها حركة حماس لاعطاء دور لملاحظاتها التي حددتها من خلال نقاط رئيسية".
ويرى أبو يوسف ان الاجواء كانت مواتية هذه الفترة من خلال ما لاقته القضية الفلسطينية من دعم على صعيد دولي ومحلي عربي خاصة بعد ما جرى من جريمة لاسطول الحرية التي قامت بها حكومة الاحتلال في عرض المياه الدولية، وجرى دعم متواصل طالب فيه العالم اجمع بفك الحصار عن قطاع غزة، واضاف ان القيادة الفلسطينية من خلال اجتماعاتها المتواصلة وفي اجتماع اللجنة التنفيذية الاخير ضرورة فك الحصار الكامل عن القطاع وتامين كل مستلزمات الحياة وفتح معابره كاملة، قائلا، ان هذه الاجواء كانت توحي بامكانية التوصل فعلا إلى حل جدي وحقيقي على صعيد انهاء الانقسام الفلسطيني الذي الحق افدح الاضرار بالقضية الفلسطينية والارتقاء بجميع الفصائل إلى مستوى هذه اللحظة وخاصة ما يتطلبه ذلك من حركة حماس العمل من اجل التوقيع على ورقة المصالحة خلال الفترة القادمة.
وشدد أبو يوسف بالقول، على ان الان الاجواء غير مشجعة الان نتيجة التصريحات التي تصدر من هنا وهناك وكما هو معروف ان المحاولات التي جرت من ابداء القيادة الفلسطينية كل استعدادها لتذليل كل العقبات، كانت هناك زيارة مهمة لامين عام الجامعة العربية عمرو موسى، وحمل افكارا في موضوع انهاء الانقسام والتوقيع على الورقة المصرية والاخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي ارتكزت عليها حركة حماس وابلغتها لعمرو موسى، ومعروف ان الرئيس عباس وافق على هذه المبادرة وقال الامين العام للجامعة العربية ان التوقيع هو الاساس لكل الضمانات التي تعطى من أجل اتمام المصالحة مع الاخذ بعين الاعتبار ملاحظات الجميع بما فيها حماس لدى التطبيق ولم يكن هناك اجحاف بحق اي كان بالعكس من ذلك تماما المدخل هو الآليات التي وردت بالورقة المصرية والاتفاق على انتخابات رئاسية وتشريعية في سياق هذه الآليات لتسيير الديمقراطية الفلسطينية والاخذ بعين الاعتبار كل القضايا العالقة والملاحظات ، مؤكدا ان الحلول يجب ان تكون متكاملة في السياق.
وفي تصوره للمرحلة القادمة لتحريك جهود المصالحة؟ قال: لا بد من الاخذ بعين الاعتبار ان حركة حماس هي الاساس التي يجب ان توافق على كل ما يتعلق بهذه الآليات من أجل انهاء هذا الانقسام، وان الحراك الذي يجري بالتوافق بين الكل الفلسطيني "فصائل العمل الوطني" وبالتالي عندما تقوم حركة حماس بالاعلان عن عدم ترحيبها بوفد المصالحة والتوقيع على الورقة المصرية ، ستكون هناك انعكاسات سلبية على دوره.
وذكر، انه تمت المشاورات باتجاه كيفية الحراك وتم التأكيد اولا على اهمية الحراك واستمراره من أجل الاخذ بعين الاعتبار اولا، وهنا لا بد من التأكيد ان هذا الانقسام لدى الاطراف جميعا يجب ان يدركوا انه يشكل فعلا كارثة على الوضع الفلسطيني، ولا بد من ارتقاء الجميع إلى مستوى هذا التحدي من أجل انهاء الانقسام وتغليب التناقض الرئيسي مع الاحتلال على كل التناقضات الثانوية، والمسألة الاخرى انه في هذه اللحظات تم تعطيل هذا الحراك المهم جدا الذي يجب له ان يستمر في الفترات القادمة باتجاه تذليل هذه العقبات ومن أجل ان يكون هناك فعلا يجب ان ياخذ بعين الاعتبار رؤية الجميع وان تكون هناك ارادة واضحة من الجميع ونيات سليمة باتجاه ان الملاحظات التي وردت بما فيها ملاحظات حركة حماس ستؤخذ بعين الاعتبار ولربما عمرو موسى عندما التقى حماس اكد ان ملاحظاتها ستؤخذ بعين الاعتبار عند التنفيذ بضمانات جدية، ومقنعة بعد التوقيع.
وأكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، ان زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل، الذي يبدأ جولة مكوكية جديدة في محادثات التقريب، لم تكون افضل من سابقاتها في البحث عن تسويه سياسيه مع حكومة الاحتلال ، داعيا الى وقف المفاوضات الغير مباشرة.
ودعا أبو يوسف الى عقد اجتماع طارئ للمجلس المركزي الفلسطيني من أجل تقييم الوضع واعادة النظر في المفاوضات والعمل من اجل نقل هذا الملف الى الامم المتحدة والشروع فورا في حمله سياسيه وديبلوماسيه واسعه تستدعي تدخل المجتمع الدولي والأمم المتحده لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وحذر أبو يوسف في الوقت نفسه من أن الاهداف الحقيقية لحكومة الاحتلال المتطرفة القائمة على التوسع والعدوان ومواصلة نهب الارض والاستيطان وهدم البيوت وبناء الجدار وتقويض الاساس المادي لقيام دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس واستخدام التفاوض لترسيخ الانقسام وشل النضال الوطني بهدف تمرير سياسات الهيمنة والعدوان والتوسع الصهيونية بدعم امريكي واضح لحكومة العدو ، والحؤول دون ملاحقة الاحتلال وقادته امام المؤسسات والمحاكم الدولية ، واتخاذ بحقهم الاجراءات القانونية الرادعة.
وقال امين عام جبهة التحرير انه بعد الإقرار الجمعي بعقم وفشل المفاوضات، فإنه يجب مراجعة سياسية شاملة وتقييما للنتائج التي افضت اليها هذه المسيرة والمبادرة العربية ، حيث باتت هذه المراجعة شرطا لمغادرة الازمة الوطنية الراهنة وحالة الانقسام والتراجع المتواصل التي تعيشها القضية الوطنية، وحتى نحدد طبيعة المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لا مفر اذا اردنا انقاذ القضية والأرض والإنسان، من مراجعة مسيرة المفاوضات وما يسمى عملية السلام مراجعة عميقة و جريئة، واستخلاص الدروس والعبر، وبلورة استراتيجية جديدة مكافحة تفتح جميع الخيارات والبدائل وتعتمد اولاً واساساً على الشعب الفلسطيني واستنفار قواه وكفاءاته داخل الوطن المحتل وخارجه، وتركز على انهاء الانقسام واستعادة الوحدة باعتبار ذلك اولوية قصوى لا تعلوها أية مهمة اخرى، وخاصة اننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني تمثل حجر الزاوية في اشتقاق البرنامج والاستراتيجية السياسية والكفاحية وصياغة التحالفات وتحديد معسكر الاصدقاء والاعداء، وهو الامر الذي يحمي وحدة الشعب الفلسطيني في النضال من اجل تحقيق اهدافه الوطنية، ويصون قائدة نضاله ومرجعيته العليا وممثله الشرعي والوحيد المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية التي تعكس وحدة كيانه السياسي وتمثل وطنه المعنوي حتى استرداد حقوقه غير القابلة للتصرف.