السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خيمة النواب: خلية نحل وحدت المقدسيين..فهل تنهي فرقة الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 03/07/2010 ( آخر تحديث: 03/07/2010 الساعة: 22:39 )
القدس -معا- تحولت خيمة الاعتصام التي أقامها النواب المقدسيون المهددون بالإبعاد في مقر الصليب الأحمر في حي الشيخ جراح إلى ما يشبه خلية النحل تعج بالمتضامنين وممثلي القوى الوطنية والدينية وحتى الفتية والأطفال من مخيمات صيفية اختار منظموها إطلاع هؤلاء الفتية على معاناة ممثليهم في المجلس التشريعي.

وبدا المهندس خالد أبو عرفة وهو وزير أسبق للقدس ومعه زملاءه النواب أكثر انهماكا وانشغالا مع وفود التضامن التي ما انفكت تؤم الخيمة منذ إقامتها قبل يومين، فيما لم يخف أعضاء من اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد ترحيبهم وإشادتهم بموقف المسئولين في مقر الصليب الأحمر الذين قدموا كل التسهيلات لتمكين النواب الذين التجأوا للمقر من إيصال رسالتهم إلى العالم أجمع بعدالة قضيتهم، وبأنهم لن يغادروا خيمة الاعتصام قبل أن تحل قضيتهم وتتراجع الحكومة الإسرائيلية عن قرارات الابعاد والطرد ليس بحقهم فقط بل ضد المقدسيين عموما الذين باتوا في معظمهم عرضة لإجراءات الطرد والترحيل.

وفي كلمة ألقاها خلال استقباله محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني أكد وزير القدس الأسبق المهندس خالد أبو عرفة أنه ليس لديه ولا لدى زملائه النواب أي شي إضافي يقدمونه بهذا الشأن غير الذي أعلنوه خلال لقائهم بالرئيس محمود عباس أبو مازن في مقره بمدينة رام الله، وقد أوضحوا هذا الموقف خلال لقائهم بموفد أممي شرحوا خلاله موقفهم بوضوح من الإجراء الإسرائيلي غير القانوني بحقهم.

وأضاف:" لقد أكدنا لهذا المسئول الأممي أننا ممثلون لشعبنا في بيت المقدس، ونيابة عن زملائي النواب قلت له نحن الآن وبعد أن فزنا في الانتخابات التشريعية الأخيرة لم نعد نمثل فصيلا أو حركة أو حزب ، وعلى هذا ألأساس نكمل دورنا، وبناء على ذلك من غير المطلوب منا أن نتحدث عن تسوية أو صفقة، بل المطلوب فقط أن يقوم الطرف الإسرائيلي فورا بالرجوع عن خطوته وإرجاع حقوقنا وامتيازاتنا التي تكفلها لنا القرارات والقوانين الدولية وتوجب على إسرائيل تقديمها لنا".

ومع أن ظاهر القضية تبدو أنها تخصص النواب ووزير القدس الأسبق إلا أنها في باطنها وبقناعة المقدسيين عموما نوابا وممثلي قوى وطنية هي قضية عامة تمس على نحو خطير الوجود المقدسي برمته وتهدد أكثر من 300 ألف مقدسي ، كما يقول محافظ القدس عدنان الحسيني في رد جوابي على كلمة المهندس خالد أبو عرفة وزير القدس الأسبق، فيما القاسم المشترك بين الرجلين عدم الثقة بدور هيئة الأمم المتحدة وانعدام قدرتها على اتخاذ مواقف ترغم إسرائيل على وقف إجراءات التطهير العرقي الصامت بحق المقدسيين تحت ذرائع ومسميات عديدة آخرها قانون الولاء للدولة العبرية

يقول محافظ القدس عدنان الحسيني في هذا الإطار:" نحن لا نعتمد ولا نعول كثيرا على هيئة الأمم المتحدة. فعبر تاريخ طويل من قضيتنا أثبتت هذه المنظمة عدم قدرة على الحركة، بالنظر إلى خضوع مؤسساتها جميعا للإمبريالية الجديدة القديمة، وبالتالي نحن لا نراهن كثيرا على دورها الذي تبدى لنا في قضية المنازل المهددة بالاستيلاء في الشيخ جراح. لقد حضر مندوبون إلى هناك وكتبوا تقاريرهم لكننا في المحصلة لم نلمس شيئا جديا".

في المقابل يرى محافظ القدس أن لا بأس من مخاطبة هذه الهيئة الدولية بمذكرة أو غيرها ومن الجيد أن تصل رسالتنا إليها، لأن الحديث لا يدور عن ورقة فقط، بل هي شرح ورسالة تنقل معاناة 300 ألف مقدسي جميعهم يعانون من الاحتلال وإجراءاته، ولهذا يجب أن لا نبرح هذا المكان قبل أن نحقق الفائدة المرجوة من الاعتصام ..فائدة تشمل الجميع، وأنا على قناعة إذا ما عملنا بشكل صحيح ، فإن الفائدة ستعم الجميع ، وبالتالي سنحافظ على وجودنا كمقدسيين في مدينتنا".

وبالنظر إلى أهمية هذه القضية وخطورتها أكد الحسيني جوابا على طلب قدمه النائب المقدسي محمد طوطح على تواصله بصورة شخصية مع النواب والوزير المهددين بالابعاد ، وبأنه يضع كل إمكانيات المحافظة في خدمة هذه القضية الوطنية التي تهم الجميع، وهي قضية تحتل أولوية على جدول أعمال المحافظة.

وكان النائب طوطح توجه إلى المحافظ خلال تواجده في خيمة الاعتصام بطلب عبر فيه عن امله بأن تسخر محافظة القدس كل إمكانياتها لدعم المعتصمين والتواصل يوميا معهم. وقال:" نحن بحاجة إلى كل جهد، وبحاجة إلى دعم المحافظ وإمكانياته واتصالاته، وان تكون هناك خطوات عملية لتأكيد حقنا في الوجود في مدينتنا المقدسة.

أما النائب احمد عطون المهدد بالإبعاد فعبر عن اعتزازه وتقديره للالتفاف الجماهيري والوطني حيال قضية النواب والوزير المهددين بالإبعاد سواء في القدس ، أو داخل الخط الأخضر.وأضاف:" هذا الالتفاف الجماهيري يؤكد رسالة المقدسيين بأننا شعب واحد وجسم واحد موحد ، ونأمل أن تنعكس هذه التشكيلة الرائعة في القدس وهذا التوحد بين أبناء شعبنا هنا ومن مختلف الطوائف والاتجاهات على الكل الفلسطيني حتى يخرج من مأزقه. كما أن هذا الالتفاف الواسع رسالة للعالم أجمع بأننا كمقدسيين موحدون تماما، فالقدس تجمعنا وتوحدنا، ونحن نقتل جميعا من اجل القدس ولا نتقاتل عليها".

ومثل هذا الشعور من الاعتزاز عبر عنه أيضا زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وعضو اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد الذي قال أن المخطط الإسرائيلي لا يستهدف شخصا أو مجموعة من الأشخاص بعينهم بل هو يستهدف الكل المقدسي، وبالتالي فالرد الفلسطيني على هذا الاستهداف بهذه الوحدة الرائعة بين مختلف أطياف العمل السياسي الوطني والإسلامي، وهي رسالة موجهة لجميع أبناء شعبنا بضرورة التوحد وحتمية نبذ الفرقة والانقسام، كما أـنه رسالة إلى الإسرائيليين الذين يراهنون في بعض الأحيان على فرقتنا وانقسامنا". وأكد الحموري أن التفاف المقدسيين جميعا حول هذه القضية من خلال لجنتهم الوطنية لمقاومة الإبعاد تجربة رائدة ومهمة في العمل الوحدوي المنسق الذي نأمل أن يؤتي أكله في المستقبل القريب".

في حين قال مأمون العباسي القيادي في حركة فتح ومنسق اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد أنه أمام التحدي الخطير الموجه ضد كل أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس لا يمكن التعامل مع الإجراءات الإسرائيلية إلا بالوحدة. فما تعانيه القدس وما تتعرض له من برامج التهويد والأسرلة تفرض على الجميع ومن كافة الأطياف السياسية وحتى المؤسساتية التوحد لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.وأضاف:" لقد تجاوزنا كمقدسيين كل الخلافات أمام قضية القدس، ولدينا إيمان مطلق بالعمل الوحدوي الجماعي، وبالتالي فنحن نطلقها من القدس صرخة إلى الإخوة في حركة حماس التوقيع على وثيقة المصالحة وصولا إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية."

ولم تغب عن هذا الحدث التغطية الإعلامية المباشرة والفورية من داخل خيمة الاعتصام ذاتها حيث بدأ مركز إعلام القدس اعتبارا من اليوم ببث فعاليات وزيارات التضامن مع النواب المعتصمين. وقال محمد صادق مدير المركز أن مركزه يحاول من خلال هذا العمل إيصال صوت القدس ورسالتها وبالمجان إلى جميع وكالات الأنباء المحلية والعالمية، خاصة أن هذه القضية لم تحظ بعد بالاهتمام الإعلامي الكبير من قبل وسائل الإعلام حتى المحلية منها ما أوحى بوجود إهمال وتهميش على الرغم من خطورة ما يجري.وأضاف:" نرى في مركز إعلام القدس بأننا نقوم بجزء من الدور الملقى على عاتقنا ، وقد بدأنا نتلقى رسائل كثيرة من إعلاميين عبروا عن حرصهم على التواصل معنا ومعرفة تطورات ما يجري أولا بأول، ما يدلل على نجاح حملتنا الإعلامية في اليوم الأول من انطلاقتها".

أما يعقوب أبو عصب الناطق الإعلامي للجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد فعبر عن أمله بأن تبادر وسائل الإعلام المحلية إلى ما هو أفضل في تغطيتها الإعلامية لهذا الحدث حيث تناولته أقل من حجمه الطبيعي. لكن أبو عصب لم يخف تقديره واعتزازه بالالتفاف الجماهيري حول قضية النواب التي هي قضية كل المقدسيين.وقال:" هذا الالتفاف الواسع يعبر عن أصالة شعبنا وعمق انتمائه، كما أنه رسالة للمحتل بأن شعبنا المقدسي يستطيع أن يصمد ، وهي نوذج للوحدة الوطنية تعطي الأمل بالتوحد وإنهاء الفرقة والانقسام".
وبهذه المناسبة ناشد أبو عصب المقدسيين كافة إلى التوجه غدا إلى محكمة الصلح الإسرائيلية تضامنا مع النائب المقدسي المعتقل الشيخ محمد أبو طير حيث ستستأنف غدا محاكمته.

وكان المئات من الفتية من مخيمات صيفية وصلوا إلى خيمة الاعتصام في مقر الصليب الأحمر في الشيخ جراح تضامنا مع النواب المهددين بالإبعاد ، وسبقهم في ذلك وفد من الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر برئاسة الشيخ إبراهيم صرصور، إضافة إلى رئيس نادي الصحافة المقدسي محمد زحايكة.