قصة 200 متر من طريق فرعون بحاجة لعصا موسى!!

طولكرم- معا- يعتبر شارع فرعون من اكثر الشوارع الحيوية في محافظة طولكرم، لأنه يربط المدينة بقراها الجنوبية مثل "فرعون والكفريات" وصولاً إلى محافظة قلقيلية، كما يربط فلسطينيي الـ 48 مع المحافظة، ومن شأنه تخفيف العبء على المواطنين بدلا من سلوك طرق جانبية ترابية ووعرة، كما يعتبر شريان اقتصادي مهم للمحافظة.

هكذا كان المفترض في هذا الشارع لكن كان ما كان، وبدأت الحكاية قبل سنتين عندما بدأت وزارة الاشغال العامة بعملية تعبيد روتينية للشارع على خلفية موجة الفيضانات التي ضربت محافظة طولكرم في شتاء العام 2008، لكن الاعمال لم تنته حتى مطلع العام الحالي وحتى يومنا هذا.

شبكة "معا" الإذاعية بدورها وعبر مراسلها حسام حلمي تجولت في شارع فرعون والاحياء من حوله، وتم ملاحظة أن بعض الأحياء أصبحت مرقعة بشارع معبد أمام منزل وآخر وبنفس الحي غير معبد ما أعطى الأحياء منظرا غير حضاري، فالواضح للعيان ان هنالك مسافة "200 متر" من الشارع لم يتم تعبيدها، مع العلم ان مجمل شارع فرعون لا يتجاوز طوله بضع الكيلو مترات.

المواطنون هنالك تذمروا وناشدوا الجهات المسؤولة ان تقف عند مسؤولياتها، البعض منهم القى بالمسؤولية كاملة على بلدية طولكرم، واخرون تساءلوا عن الهدف من الابقاء على مسافة الـ 200 متر دون تعبيد ، وقسم من المواطنين ذهب الى منحى هزلي بالقول " هل تريد الجهات المسؤولة ان تدخل كتاب غينس في فترة تعطيل العمل او من الممكن الاستعانة بعصاة سيدنا موسى عليه السلام".

شبكة "معا" الاذاعية وعبر برنامج على الطاولة والذي قدمه الزميل محمد اللحام والزميلة ليال عبيد ، خاطبت بلدية طولكرم ، والتي بدورها وعلى لسان المهندس اياد الجلاد رئيس لجنة تسيير الاعمال فيها أقرت ان شارع فرعون اصبح وبأمر من وزارة الاشغال العامه منطقة محرمة عليها وبالتالي وبحسب الجلاد فان البلدية لم تستطع ومنذ فترة الا ان تقوم بتوفير اشارتين لتحديد سير المركبات في منطقة الـ 200 متر غير المعبدة.

المهندس الجلاد القى بالمسؤولية على وزارة الاشغال العامة، مؤكدا وجود خلاف بين اطراف وزارة الاشغال والمقاول والمواطنين في تلك المنطقة حول قانونية العمل في المسافة المتبقية، ومبينا ان البلدية وفي الوقت الذي تنهي فيه وزارة الاشغال اعمالها سيكون الشارع تحت تصرف البلدية وخاضع في اي اشكالية لمسؤوليتها.

وفي النهاية لا شك انه لن يتم تعبيد شارع فرعون من جديد الا في حين يتم التوصل لحل قاطع لقضية وزارة الاشغال العامه والمقاول مع الـ 200 متر المتبقية ، لكن لسان الحال يبقى ليسأل: الى متى يبقى شارع فرعون حكاية ورواية ؟؟؟.