بليدي :شركات للمقاولات تمارس الاحتيال بحق العمال بالمصانع الاسرائيلية
نشر بتاريخ: 05/07/2010 ( آخر تحديث: 05/07/2010 الساعة: 21:21 )
طولكرم - خاص لمعا - كشفت نقابة المؤسسات العامة للعاملين في الصناعات الغذائية والزراعية، عملية نصب جديدة " روادها شركات فلسطينية - إسرائيلية مشتركة " ضحاياها عمال فلسطينيون في المنطقة الصناعية المسماة " نيتسي شالوم - براعم السلام " وهي عبارة عن مجموعة من المصانع الإسرائيلية المقامة على اراضي المواطنين غرب مدينة طولكرم.
وقال محمد بليدي رئيس نقابة العاملين في الصناعات الغذائية والزراعية - عضو سكرتاريا إتحاد نقابات العمال لمراسل معا في طولكرم سامي الساعي، ان ابطال عملية النصب شركات فلسطينية تعمل داخل الضفة الغربية، بالتعاون مع اشخاص عرب من داخل الخط الأخضر.
واوضح بليدي ان تلك الشركات تعرض العمل على اشخاص فلسطينيين داخل تلك المصانع، ولكن ليس بصورة مباشرة وإنما عن طريقها هي، وتوقعهم على عقد عمل، وتطلب منهم التأمين من قبل شركات التأمين.
واشار بليدي ان إحدى الشركات المشغّلة للعمال هي " شركة"س ش ح " للمقاولات العامة والشركة المأمنة هي شركة "تت".
وحصلت " معا " على بنود اتفاقية العمل (العقد) الذي سيوقع من قبل العمال والمشغل في شركة "س ش ح" جاء فيها : " عقد عمل ما بين الفريق الاول (شركة س ش ح) والفريق الثاني (العامل) حيث ان الفريق الثاني يرغب بالعمل لدى الفريق الاول كعامل وذلك لاداء عمل لمصلحة الفريق الاول وتحت إدارته وإشرافه على ان يلتزم الفريق الاول بدفع الأجر المتفق عليه للفريق الثاني، وبما ان الفريق الاول يملك شركة تقديم الخدمات العامة ويرغب الفريق الثاني للعمل لديه في المنطقة الصناعية بطولكرم فإن الفريق الثاني يلتزم بتقديم الخدمات للشركات العاملة في المناطق الصناعية بطولكرم والمتعاقدة مع الفريق الاول " هذا بالإضافة الى بنود أخرى متعلقة بالأجر وساعات العمل وكيفية دفع الأجرة ومدة الإتفاقية وكيفية إنهاءها.
واوضح بليدي ان المنطقة الصناعية الإسرائيلية وبما انها مقامة على اراضي المواطنين في طولكرم تعتبر مستوطنة ويجب محاربتها ومقاطعتها والعمل على ازالتها لا تقويتها وتثبيتها، مشيراً الى قرار السلطة الفلسطينية الاخير بخصوص العمل بداخل المستوطنات، ومنع العمال الفلسطينيين مستقبلاً العمل فيها، مؤكداً ان هذه الطريقة في التشغيل هي التفاف على قرار السلطة، ان لم يكن تواطؤ اصلاً، مشدداً انه ابلغ الجميع بهذا الموضوع ومنها وزارة الاقتصاد الوطني والصحة والعمل.
واشار بليدي ان صاحب المصنع الذي سيعمل فيه العمال بموجب الاتفاقية هو - جنرال متقاعد في جيش الاحتلال، وهو صاحب مصنع سوول اور الذي يشغل اكثر من 90 عاملا فلسطينيا ويقوم بتصنيع اسطوانات الغاز بأحجامها المختلفة واعادة استخدام وتصنيع اسطوانات غاز البروم والذي يستخدم في تعقيم الاراضي الزراعية، مؤكداً ان صاحب المصنع قرر مؤخراً ان ينهي استخدام كافة العمال وذلك للتهرب من تطبيق قرار محكمة العدل العليا الاسرائيلية الداعي الى تطبيق قانون العمل الاسرائيلي بكل مواقع ومناطق العمل في الضفة الغربية، حيث الحد الادنى للاجور 20.7 شيكل لكل ساعة عمل، وكذلك التأمين الوطني والاجتماعي والمواصلات والاستجمام.
واوضح بليدي ان هذا المصنع قتل فيه 6 من العمال الفلسطينيين خلال السنوات الماضية، وذلك لغياب وسائل الصحة والسلامة المهنية والمخاطر البيئية المختلفة الناتجة عن انبعاث الغازات.
وأكد بليدي ان مندوباً عن شركة"تت" شارك قبل فترة في اجتماع عقد بداخل المصنع بين صاحبه والشركة المشغّلة لترتيب موضوع العمل بالطريقة الجديدة، والتي من شأنها ان تحرم العمال الكثير من حقوقهم، خاصة تأمين العمال من قبل شركات فلسطينية بدل ان يقوم المشغل الاسرائيلي وشركته او مصنعه بتسجيلهم في التأمين الوطني الإسرائيلي.
وقال بليدي انه ونتيجة لقرار السلطة الوطنية الفلسطينية الداعي الى تحريم العمل بالمستوطنات، يلجأ اصحاب العمل الاسرائيليين بالمستوطنات الى البحث وايجاد سماسرة فلسطينيين للتحايل على قرار السلطة الفلسطينية وللتهرب من تنفيذ كافة الالتزامات القانونية اتجاه العمال، مؤكداً ان وزارة الاقتصاد الوطني قامت بترخيص شركة فلسطينية اسرائيلية مشتركة بنسبة 51% رأس مال فلسطيني لسيدة من منطقة نابلس، و49% رأس مال اسرائيلي لشخص عربي من كفر قاسم داخل الخط الاخضر.
واضاف بليدي الى ان هناك تحايلا آخر على وزارة الصحة الفلسطينية من خلال الشركات المشغلة المرخصة فلسطينياً، حيث ستقوم هذه الشركات بعقد اتفاقيات مع وزارة الصحة الفلسطينية من أجل تأمين العمال داخل المستوطنات.
وأهاب بليدي بإسم نقابة المؤسسات العامة للعاملين في الصناعات الغذائية والزراعة، بوزارة العمل ووزارة الاقتصاد الوطني التنبه اكثر لما يجري داخل المستوطنات ومصانعها، كما اهاب بوزارة العدل الفلسطينية ومجلس القضاء الاعلى بالضغط على المحاكم من اجل البت في كافة القضايا العمالية عامة وبشكل خاص ما يتعلق بسماسرة العمال.