اثيوبيا- شوكولاتة القارة السوداء

أديس أبابا- موفد "معا" ناصر اللحام- ما ان حطّت الطائرة على ارض العاصمة الاثيوبية اديس ابابا حتى اتضح لنا ان الامطار تهطل هناك، ووسط الامطار استقبل رئيس البرلمان الاثيوبي الرئيس محمود عباس والوفد المرافق له، وعزفت فرقة حرس الشرف النشيد الوطني الفلسطيني ثم نهرت سيارات الموكب شوارع العاصمة الافريقية الجميلة، وبعكس ما يحمل البعض منا في رأسه من افكار مسبقة، فقد كانت اثيوبيا خضراء يانعة يبتسم شعبها للضيف بشكل لطيف جدا وتجري في المنطقة حركة بناء عمراني واضحة.

وصلنا الفندق لنكتشف اننا على ارتفاع 2300 متر عن سطح الارض وان سلسلة الجبال التي رأيناها من الطائرة كانت فعلا جبالا شاهقة تكسوها الاشجار ويلعب فيها النهر مثل لوحة رسمها الخالق ولاحظنا كيف يسهر الاثيوبيون في هذا الجو الجميل حتى الفجر في شوارعها وكأنهم قطع من شوكولاتة حباهم الله بكل ما يلزم من اجل التناغم مع الطبيعة هنا، بل ان اثيوبيا تفاخر انها تخرج عشرات الاف سنويا للعمل كربات منازل في العالم وفي دول قريبة مثل الخليج ولبنان، حتى انك يمكن ان تشاهد دعايات تنافسية لمهارتهن في الاشراف على المنازل.

لم نستطع منع انفسنا من الاستكشاف، وصار الفضول سيد الموقف، فخرجنا فورا في جولة بالعاصمة تحت اشراف السفارة الفلسطينية هناك وعلى رأسها السفير زهير الشن، وحين تجولنا في شوارع اديس ابابا بدأنا نلمس جمالها اكثر واكثر، ووجدنا ان الحكومة هناك قد تبرعت للسفارة الفلسطينية بقطعة ارض مساحتها 4300 متر في منطقة جميلة وان بناء جديدا سيكون لسفارتنا هناك.

ومن شدة ارتفاعنا عن سطح البحر قال لنا الدليل اننا قد نلمس تغيرا على طريقة تنفسنا لا سيما في الليل، ولكن اندهاشنا بأثيوبيا عموما واديس ابابا خصوصا كان سيد الموقف، والاثيوبيون وعددهم 88 مليون نسمة عملوا من انفسهم دولة اقليمية في القرن الافريقي، وتعتبر هي عاصمة الاتحاد الافريقي ...ورغم وجود النزاعات مع الصومال المجاورة والخلافات حول النيل مع مصر الا انها تسعى ان تبقى دولة محورية.

رسميا، استقبل الرئيس ابو مازن بمقر اقامته هنا، الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ احمد، وبحث معه آخر التطورات، كما وضعه بصورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وخاصة الانتهاكات الإسرائيلية.

وحضر اللقاء نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة، ومصطفى ابو الرب مستشار الرئيس، ومحمد مصطفى المستشار الاقتصادي للرئيس، ومجدي الخالدي مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، وزهير الشن سفير فلسطين لدى اثيوبيا.