رئيس الموساد ابان عدوان 1967: عبد الناصر رفض لقاء سريا مع رئيس الوزراء اشكول قبل اندلاع الحرب
نشر بتاريخ: 21/06/2006 ( آخر تحديث: 21/06/2006 الساعة: 08:47 )
معا- تحسم يوميات رئيس جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلية (الموساد) ابان حرب حزيران (يونيو) 1967، مئير عميت، التي نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت اخيرا الجدل حول الموقف الامريكي الحقيقي من شن العدوان الاسرائيلي علي مصر والاردن وسورية، لجهة ان وزير الدفاع الامريكي في حينه روبرت ماكنمارا اعطي ضمنيا الضوء الاخضر لاسرائيل لشن الحرب بعد ايام من رسالة امريكية الي الحكومة الاسرائيلية تهدد بأن واشنطن ستقف الي جانب مصر في حال بادرت اسرائيل الي مهاجمتها.
كما كشفت اليوميات ، ان صناع القرار في اسرائيل رفضوا اقتراحه تمديد الحرب يوما اخر لغرض اقامة دولة درزية مستقلة في جبل الدروز في سورية تكون بمثابة كيان فاصل بين سورية والاردن، وقال عميت اعتقد اننا فوتنا فرصة لا تقدر بثمن .
وفي التفاصيل، يكتب عميت في اطار ابراز الدور الذي لعبه جهاز الموساد تمهيدا للحرب، انه اجري، بتعليمات من رئيس الوزراء في حينه ليفي اشكول، اتصالات سياسية سرية مع الجنرال المصري النافذ محمود خليل في باريس وانه تلقي دعوة لزيارة مصر ومتابعة الاتصالات مباشرة مع الرئيس جمال عبد الناصر ونائبه عبد الحكيم عامر، لكن الحكومة الاسرائيلية رفضت بشدة ان ألبي الدعوة، مضيفا لمراسل الصحيفة انه ما زال مقتنعا بان اسرائيل اهدرت فرصة تاريخية لابرام اتفاق سلام مع مصر. وتابع عميت ان عبد الناصر رفض لاحقا، قبل اندلاع الحرب، عرضا من اشكول بالبدء بمفاوضات سرية لإنهاء الازمة.
ويؤكد عميت حقيقة ان عددا من وزراء الحكومة وجنرالات الجيش مارس خلال اشهر ضغوطا علي اشكول، كادت ان تترجم الي انقلاب عسكري ضده لإطاحته، لشن حرب استباقية علي مصر وسورية. ويضيف ان مرد تردد اشكول هو موقف واشنطن الواضح بانها لن تقف الي جانب اسرائيل في حال هاجمت دولا عربية، لكنها ستساندها من اجل فتح قناة السويس امام السفن الاسرائيلية. ويتابع رئيس الموساد السابق انه كان واضحا من الاتصالات مع المسؤولين الامريكيين بان اي مس مصري بسفن اسرائيلية سيعتبر اعتداء يستوجب الرد.
واضاف ان هذا الموقف اوحي لبعض المسؤولين الاسرائيليين، وبناء علي ما استخلصه السفير الاسرائيلي لدي واشنطن، فكرة التحرش بالمصريين واستفزازهم عمدا من خلال ارسال سفينة اسرائيلية الي قناة السويس ستقوم مصر باغراقها ما سيوفر للامريكيين حجة للتدخل.
ويتابع عميت في مذكراته ان الضغط علي اشكول من جانب اركان الجيش والوزراء المؤيدين لشن حرب تعاظم في الايام الاخيرة من ايار (مايو)، وساهم عميت بدوره في التأجيج من خلال الادعاء ان لدي مصر، في منطقة البردويل، سلاحا كيماويا، فيما هول قادة الجيش علي مسمع اشكول من ان اسرائيل ستتعرض قريبا الي هجوم عربي شامل، ما دفع برئيس الوزراء الي مطالبة واشنطن بان تعلن حالا علي الملأ ان اي هجوم علي اسرائيل سيكون بمثابة هجوم عليها.
ويضيف عميت ان واشنطن لم تحد من موقفها المحذر اسرائيل من عواقب البدء بالحرب: اذا هجمتم فان الولايات المتحدة ستنزل قوات الي جانب مصر لتدافع عنها، كما جاء في بروتوكول الاجتماع بين عميت وممثل وكالة الاستخبارات الامريكية (سي. آي. ايه) في اسرائيل جون هادن.
وازاء هذا الموقف، قرر اشكول ايفاد عميت الي واشنطن لاستبيان موقفها الحقيقي من قادتها مباشرة. وعن اجتماعاته برئيس اركان الاستخبارات ديك هلمسن ووزير الدفاع ماكنمارا، كتب عميت في يومياته انه استنتج انه في حال ربطت اسرائيل هجومها العسكري علي مصر بقضية قناة السويس فان الولايات المتحدة ستتردد قبل ان تتحرك ضدنا، بل ثمة اساس للاعتقاد بانها ستدعمنا. وعاد عميت الي اسرائيل حاملا هذا الانطباع ونقله، بتحريض من وزير الدفاع موشيه دايان الذي كان اكثر المتحمسين للحرب، الي الوزراء لتقرر الحكومة الامنية المصغرة في 2 حزيران (يونيو) 1967 البدء بالعدوان ثم تتخذ الحكومة بكامل هيئتها قرارا مماثلا بشن حرب صباح الخامس من حزيران (يونيو) 1967.
من جهته، قال ممثل وكالة الاستخبارات الامريكية في تل ابيب في حينه جون هادن للصحيفة الاسرائيلية ان واشنطن لم تعارض قيام اسرائيل بشن حرب، بل كانت واثقة من انها ستهزم الجيوش العربية، لكن الرئيس جونسون طلب ثلاثة اسابيع من الهدوء ليستنفد الاجراءات السياسية ويظهر كمن حاول تحقيق السلام بكل الطرق. ونفي هادن ان يكون هدد اسرائيل بان الولايات المتحدة ستهاجمها اذا اقدمت علي شن الحرب.