الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي:أعداد المستوطنين تضاعفت بنسبة 300% منذ توقيع اوسلو

نشر بتاريخ: 07/07/2010 ( آخر تحديث: 07/07/2010 الساعة: 15:40 )
رام الله- معا- أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان الخطورة في الموقف تكمن في الحديث عن الانتقال من مفاوضات التقريب الى المفاوضات المباشرة في ظل التطهير العرقي في القدس واستمرار الاستيطان بوتيرة غير مسبوقة والتدمير الفعلي لامكانية قيام دولة فلسطينية حقيقية ومستقلة.

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الاعلامي في رام الله ان كل الضغط الذي كان يمارس على اسرائيل تحول الان الى ضغط على الجانب الفلسطيني من اجل الذهاب الى مفاوضات مباشرة دون وقف الاستيطان.

واضاف ان حجم التوسع الاستيطاني اليوم اكبر بكثير مما كان عليه قبل قرار التجميد المزعوم وان الاستيطان ازداد في القدس والضفة الغربية عبر استمرار البناء في كل الوحدات التي كانت قيد الانشاء الى جانب اصدار تراخيص لالاف الوحدات الاستيطانية في القدس واستمرار البناء في كل المرافق المسماة بالحكومية والعامة .

واكد النائب البرغوثي ان اسرائيل تفاوض بجرافاتها وتفرض امرا واقعا من جانب واحد وتستخدم المفاوضات كغطاء لذلك، موضحا ان عملية ابعاد النواب المقدسيين الاربعة خالد ابو عرفة واحمد عطون ومحمد ابو طير ومحمد طوطح هي نموذج لخمسة الاف مقدسي جرى سحب هوياتهم مؤخرا وهو امر بالغ الخطورة.

وحذر من خطورة المخطط الهيكلي الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ خلال شهرين من قبل بلدية الاحتلال في القدس بما يعني تهويد كامل وتكريس للاستيطان والضم الكامل الى جانب هدم المنازل في سلوان والتوسع الاستيطاني في منطقة فندق شبرد في الشيخ جراح وطرح عطاءات لبناء 1700 وحدة استيطانية في الضفة الغربية.

كما اشار البرغوثي الى اهمية تقرير بيتسلم حول الاستيطان، مؤكدا انه منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 زاد عدد المستوطنين بنسبة 300%، مما رفع عدد المستوطنين من 110 الف مستوطن الى 301 الف مستوطن وفي القدس من 146 الف مستوطن الى 200 الف مستوطن.

واضاف ان اسرائيل انشات منذ عام 96 مئة وست بؤر استيطانية جديدة الى جانب 136 مستوطنة قائمة، موضحا ان المعطيات تشير الى ان حجم البناء في المستوطنات ياخذ 1% من مساحة الضفة وان حجم المحيط البلدي الممنوح للمستوطنات يزيد عن 9% وان حجم المحيط الاقليمي يبلغ 33.5% فيما يبلغ حجم المساحة التي تحت سيطرة المستوطنات تبلغ حوالي 43% من مساحة الضفة الغربية .

واكد ان الهدف الاسرائيلي من وراء التوسع الاستيطاني هو الاستيلاء على 60 % من الاراضي الفلسطينية.

واضاف ان ما يجري هو خطة محكمة تعود الى عام 67 عندما وضع ايغال الون خطة لانشاء ثلاثة احزمة استيطانية هي حزام في الاغوار واخر في الوسط على قمم الجبال وثالث غربي على منطقة الحدود بهدف تحويل الضفة الى جيتوات ومعازل.

واكد البرغوثي ان اسرائيل لا تسيطر فقط على الاراضي بل ايضا على مصادر المياه حيث يستولي المحيط الاستيطاني على 80% من مصادر المياه في الضفة مما يجعل المواطنين لا يجدون حتى مياه للشرب بحيث لايسمح للفلسطيني الا باستهلاك 50 مترا مكعبا سنويا فيما يستهلك المستوطن غير الشرعي 2400 متر أي ان المستوطن يستهلك 48 مرة اكثر من الفلسطيني الذي يشتري المياه الفلسطينية من اسرائيل ضعف ثمنها الذي يدفعه الاسرائيلي مع ان معدل دخل الاسرائيلي 26 ضعف دخل الفلسطيني.

وقال ان باراك الذي مارس جرائم الحرب على غزة ونظم جريمة الاعتداء على اسطول الحرية اكد بالامس ان الحدود تحدد على اساس الامن والديمغرافيا وذلك يعني رفضا مطلقا لفكرة القانون الدولي وتكريس ضم القدس وان الضفة والقدس ليست اراضي محتلة بل متنازع عليها الى جانب الحصار على غزة نافيا ان يكون هناك تخفيف للحصار حيث ان معظم مواد البناء والاسمدة والاجهزة الطبية لا يسمح بدخولها الى غزة في وقت تعاني فيه غزة من تلوث المياه بسبب منع الاحتلال ادخال المواد اللازمة لاصلاح محطات تنقية المياه جراء الحصار على القطاع.

واستعرض البرغوثي منطقتي بيت لحم والقدس كنموذجين لتكريس الاستيطان عبر ضم شمال بيت لحم للقدس وانشاء مستوطنة جيلو ومن ثم بناء المستوطنات وتحديد منطقة "c" لمنع توسع بيت لحم ومن ثم اعلان شرق بيت لحم منطقة عسكرية ومن ثم اعلان محميات طبيعية الى جانب اضافة الطرق الاستيطانية وكذلك بناء الجدار العنصري والحواجز العسكرية مما حول المدينة الى جزيرة معزولة وهو ما طبق على باقي المدن في الضفة.

واشار الى الوضع في القدس التي جرى ضمها واستفحل الاستيطان فيها بعد اتفاق اوسلو ومن ثم بناء الجدار واضافة منطقة e1 التي بني فيها مركز للشرطة وتربط بين مستوطنات الغور والقدس مما حول المدينة الى بانتوستانات وجزر وتزاحم المخططات لهدم المنازل في سلوان والاستيلاء على المنازل في الشيخ جراح .

وحذر البرغوثي من التعاطي مع فكرة تبادل الاراضي لان اسرائيل ستستغلها لإضفاء الشرعية على الاستيطان، داعيا الى الاعلان عن رفض مبدأ التبادلية لانها ستؤدي الى فقدان مصادر المياه وفقدان القدس والاصرار على الاستناد في المفاوضات فقط للقانون الدولي الذي يعتبر الضفة الغربية والقدس والقطاع اراضي محتلة.

واكد انه لا يمكن الحديث عن بناء مؤسسات واقامة دولة فلسطينية والناس عطشى وبدون حرية واستقلال وحيز للبناء وبدون حرية اقتصادية وبدون حدود وسيادة.

وقال البرغوثي ان اجراء المفاوضات المباشرة قبل وقف الاستيطان هو امر مرفوض لانه سيمثل تكرارا لاخطاء الماضي المتمثلة بالاستمرار بالمفاوضات وتوقيع اتفاق اوسلو بدون تجميد الاستيطان اولا.

واكد ان ميزان القوى مختل وان اصلاح ميزان القوى لا يتم الا عبر استعادة الوحدة الوطنية واستنهاض حملة المقاومة الشعبية التي من الواضح انها باتت تسبب قلقا حقيقيا لاسرائيل وفرض حملة مقاطعة وعقوبات دولية على حكومة نتنياهو كما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

وجدد دعوته الى تبني استراتيجية وطنية تجمع بين المقاومة الشعبية ودعم الصمود الوطني واستنهاض أوسع حركة تضامن دولي وتحقيق الوحدة الوطنية، مضيفا انه لم يبق من خيار الا المقاومة الشعبية بالتوازي مع حركة فرض عقوبات ومقاطعة شاملة على اسرائيل.

وقال البرغوثي ان الحكومة الاسرائيلية لاتريد السلام وتسعى الى استبدال فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة بحكم ذاتي تحت الاحتلال والابارتهايد.

وفي ذكرى صدور قرار لاهاي الذي اعتبره البرغوثي اهم قرار قضائي في تاريخ القضية الفلسطينية لانه تحدث ليس فقط عن عدم شرعية الاحتلال بل وايضا عن عدم شرعية الاستيطان وكل الاجراءات في القدس.

وجدد البرغوثي دعوته الى التوجه بالقرار الى الجمعية العامة للامم المتحدة والا يبقى القرار في الادراج المغلقة للمطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل تطبيقا لقرار المجلس المركزي الفلسطيني بهذا الخصوص.

واشار الى ان وفدا من الشخصيات الوطنية سيتوجه الى دمشق والقاهرة وغزة يوم الجمعة القادم لعقد لقاءات هناك من اجل الدفع باتجاه المصالحة الوطنية.

واكد البرغوثي ان العمل جار على تحقيق صيغة من اجل استعادة الوحدة الوطنية داعيا الى ممارسة ضغط شعبي من اجل ذلك خاصة بعد موجة العدوان الاسرائيلي وزيارة نتنياهو الاخيرة الى واشنطن.

واستنكر البرغوثي اعتقال النائب عزام الاحمد في القدس المحتلة مؤكدا تضامنه مع النواب المقدسيين المهددين بالابعاد .

وردا على سحب بطاقة "vip" من عيسى قراقع وزير شؤون الاسرى قال البرغوثي انه يجب على جميع حملة تلك البطاقة رفضها وان نكون جميعا سواسية في مواجهة الاحتلال والا نسمح لاسرائيل بابتزاز احد.