الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاتفاق على اتخاذ خطوات عملية للحد من ازمة المياه في بيت لحم

نشر بتاريخ: 07/07/2010 ( آخر تحديث: 07/07/2010 الساعة: 18:54 )
بيت لحم- معا- بدعوة من محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل عقد اجتماع موسع بحضور نائب المحافظ محمد طه ابو عليا وقائد منطقة بيت لحم العميد سليمان عمران ورئيس بلدية بيت لحم الدكتور فكتور بطارسة وراجي زيدان رئيس بلدية بيت جالا وممثل عن رئيس بلدية بيت ساحور وبحضور رئيس سلطة المياه في بيت لحم الدكتور سيمون الاعرج بهدف متابعة اخر تطورات ازمة المياه التي تعاني منها محافظة بيت لحم.

واوضح المحافظ ان هدف الاجتماع هو العمل الجاد والحثيث من اجل تجاوز هذه الازمة المركبة التي تعاني منها محافظة بيت لحم والتي تتعلق بنقص المياه، موضحا ان الازمة تتمثل بشقين الاول يتعلق بالجانب الاسرائيلي وسيجري بحثه مع جهات دولية وعلى اعلى المستويات من اجل تنفيذ ضغط على اسرائيل لاجبارها على زيادة الكميات التي تضغ الى بيت لحم، والشق الثاني الذي يتعلق بضرورة معالجة الاوضاع الداخلية التي تتعلق بنا كفلسطينيين والتي تتمثل بمتابعة اوضاع وكميات المياه الداخلة واليات التوزيع ومشاكل الفاقد سواء كان المسروق او الفاقد نتيجة قدم الشبكة.

واشار المحافظ الى وجود اشكاليات وسوء بالتوزيع هذا بالاضافة الى موضوع بيع المياه وقضايا سيتم متابعتها من اجل التخفيف من الازمة، موضحا ان لا حلا سحريا لهذه الازمة العامة لكن بالامكان التخفيف منها بشكل كبير.

من جهته اشار قائد منطقة بيت لحم العميد سليمان عمران ابو حديد ان الجانب الفلسطيني طرح هذه الاشكالية مع الجانب الاسرائيلي حيث تم توضيح الاوضاع للجانب الاسرائيلي ومدى خطورة قضية المياه باعتبارها رمز الحياة وبالتالي تم التوضيح للجانب الاسرائيلي انه لا يمكن الاستمرار بالاوضاع على ما هي عليه في موضوع المياه.

كما اكد ابو حديد على اهمية متابعة الملفات الداخلية، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية تتابع وستتابع كل الملفات المتعلقة بالمياه بتوجيهات من المحافظ حمايل مضيفا انه يجب العمل على وضع برنامج معروف ومحدد وتعريف المواطنين به حتى يتسنى تجاوز الازمة الهانقة التي نعاني منها جميعا.

كما اكد ابو حديد" ان ظلم الاحتلال في موضوع المياه يشكل ظلما اخر من اشكال الظلم التي يتعرض لها شعبنا لكن شعبنا استطاع الصمود في وجه اشكال الظلم المختلفة وبالتالي يجب تعاون الجميع من اجل الصمود في وجه ظلم موضوع المياه" .

اما رئيس بلدية بيت لحم الدكتور فكتور بطارسة فقد اشار الى سعي مجلس ادارة سلطة المياه في محافظة بيت لحم من اجل وضع الحلول لمواجهة هذه الازمة المتكررة سنويا، مشيرا الى ان الازمة تتمثل وتقع نتيجة العديد من العوامل ومنها زيادة عدد السكان وتقليص اسرائيل لكميات المياه بدل زيادتها هذا بالاضافة الى زيادة عدد السياح وبالتالي زيادة استخدام المياه الى جانب القضاي المتعلقة بالسرقة والفاقد والمتاجرة بالمياه.

واشار بطارسة الى ان من الحلول المطروحة على الطاولة هي ايجاد صهاريج بيع تابعة لسلطة المياه ايقاف الصهاريج الخاصة وتحديد سعر المياه من قبل سلطة المياه والسلطة الوطنية حتى يستطيع كل المواطنين التزود بالمياه في حال عدم استطاعة سلطة المياه ضخها الى كافة المناطق، مشيرا الى ان هذه الحلول يجب ان تبقى مؤقتة الى حين البحث عن حل جذري للموضوع.

من ناحيته اشار نائب المحافظ ابو عليا الى اهمية متابعة كافة القضايا الفنية في موضوع المياه من حيث متابعة الكميات الداخلة للمحافظة والتأكد منها حيث تشير الاحصائيات التي تطرحها سلطة المياه الى عدم وجود اليات للتاكد من ذلك وبشكل دقيق مما يفتح المجال امام الطرف الاسرائيلي للمراوغة.

كما اشار نائب المحافظ الى اهمية التوجه الى سلطة المياه وطلب زيادة كميات المياه المخصصة الى بيت لحم معتمدا على وجود نسب سياحة عالية تستهلك كميات كبيرة من المياه المخصصة اصلا للمواطنين اسوة بباقي المواطنين في المحافظات الاخرى، مشددا على انه لا يمكن القبول بالسعي من اجل تطوير السياحة وهو امر مهم لنا كفلسطينيين وبالمقابل اعطاء المحافظة حقها من كميات المياه بما يتناسب مع نسب الافراد فيها.

كما دعا ابو عليا الى ايجاد جسم رقابي على سلطة المياه من اجل المتابعة اليومية بحيث يكون هذا الجسم مكونا من مجلس الادارة لسلطة المياه والمحافظة والاجهزة الامنية تكون مهمته التواصل مع سلطة المياه ومتابعة عملها بشكل يومي للمساهمة في تذليل اي عقبات قد تعترض العمل في كافة التواحي.

الدكتور سيمون الاعرج اشار في حديثه المطول في الاجتماع الى الاشكاليات والهموم اليومية في سلطة المياه، مشيرا الى سعيه الشخصي والمكثف الى جانب طواقم العمل في مختلف اقسام سلطة المياه من اجل توفير هذا الحق لكافة المواطنين، مشيرا الى ان الاشكالية الرئيسية كانت وما زالت ننعلق في الكميات وعدم التزام الجانب الاسرائيلي بتزويد الجانب الفلسطيني بالكميات المطلوبة هذا بالاضافة الى وجود اشكاليات فنية اخرى.

وقدم الاعرج للاجتماع شرحا مفصلا عن كل وصلة مياه من حيث موقعها وكميات المياه الداخلة اليها والمناطق التي تزودها هذا بالاضافة الى موضوع بيع المياه والاماكن التي حددتها سلطة المياه والالية المتبعة لذلك وجهود السلطة للحد من الفاقد.

كما اشار الاعرج الى اتفاق السلطة مع جهات فرنسية من اجل دراسة الشبكات الحالية وواقعها واثره على التوزيع، نافيا ان تكون الاشكالية ناجمة عن سوء التوزيع وانما القضية ناجمة عن ضعف الضخ والضغط في معظم الاحيان، مشددا على ان الجهة الفرنسية ستبدا العمل بتنفيذ الدراسة الفنية من اجل وضع الخطط العملية لحل حقيقي للازمة.

وعبر الاعرج عن جاهزيته وجاهزية طواقم سلطة المياه للتعاون مع اي جهة كانت لمتابعة العمل والكشف عن اي خلل كان سواء كان يتعلق باليات العمل المتبعة او بسوء ادارة من اجل تقديم ما هو افضل للمواطن الفلسطيني الذي من حقه الحصول على المياه.

واشار الاعرج الى ان السؤولية في السعي من اجل حل قضية وازرمة المياه في بيت لحم يجب ان تكون مسؤولية جماعية يجب على الجميع التعاون فيها وبمقادير مختلفة بحيث يساهم المواطن في دوره من جهة وتقوم الجهات المعنية بدورها من الجهة الاخرى مما سيساهم في حلحلة الازمة الحالية.

وفي نهاية الاجتماع اكد المحافظ على وجود ووجوب اتخاذ خطوات عملية متابعة لهذا الاجتماع، مؤكدا انه لن يكون الاخير، مثمنا اقتراحات رئيس بلدية بيت لحم الخاصة بتحديد سعر المياه واماكن بيعها والجهة المسؤولة عن هذا البيع، كما اوضح انه سيتم مخاطبة سلطة المياه الفلسطينية من اجل زيادة الكمية المخصصة لبيت لحم في ضوء ما تم طرحه.

كما اوضح المحافظ انه سيتم متابعة الملف من قبل الجهات الامنية المختصة، مؤكدا على معاقبة كل من ستثبت ادانته بالتلاعب في موضوع المياه لان هذه الموضوع موضوع اساسي ولن يتم السماح التلاعب به، معلنا ان السلطة على اتم الاستعداد والجاهزية لتحقيق عدالة التوزيع وحصول المواطنين على حقهم في المياه.