ماذا أفرح وأحزن الفلسطينيين في المونديال؟؟
نشر بتاريخ: 09/07/2010 ( آخر تحديث: 09/07/2010 الساعة: 14:52 )
بيت لحم- معا- عمر الجعفري- شهدت بطولة كأس العالم الكثير من المواقف التي يمكن الوقوف عندها والتحدث فيها، فالنجاح الذي حققته دولة جنوب افريقيا بتنظيمها هذه البطولة هذه الدولة التي عانت طويلا من التمييز والاضطهاد العنصري حتى خلصها القائد "مانديلا "يطغى على كل حديث.
كما ان هناك العديد من القضايا التي استوقفت المتابعين ومنها على سبيل المثال لا الحصر الاخطاء التحكيمية القاتلة التي وقع فيها العديد من الحكام والتي اصابت الكثير من الفرق في مقتل، بل وادت هذه الاخطاء الى مغادرة بعض الفرق في وقت مبكر البطولة.
وهنا في فلسطين تفاعل الشارع الفلسطيني مع الحدث العالمي بشكل غير مسبوق، هذا التفاعل الذي عاشه المواطن والأسرة والحارة الفلسطينية فالجميع يتحدث عن كرة القدم ونتائج المباريات واخطاء الحكام وخروج الارجنتين وهزيمة البرازيل وتساقط نظرية العراة الذين انذروا بتعرية اجسادهم في حال فوز منتخباتهم.
وقد تخلل هذا المونديال العديد من المواقف التي أفرحت وأسعدت وقد تكون أبكت واحزنت المواطن الفلسطيني فما هي ابرز هذه المواقف، هذا السؤال توجهنا فيه الى العديد من ابناء الوطن؟؟؟.
فقال فريد الخطيب عضو لجنة مسابقات في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وأمين سر نادي شباب رفح: "اكثر موقف اسعدني فوز المنتخب الاسباني ووصوله الى المباراة النهائية لان اسبانيا تصل الى هذا الدور لاول مرة، وكذلك لان الدوري الاسباني له نكهة خاصة في غزة والضفة فنحن في فلسطين نتابع الدوري الاسباني وخاصة فريقي ريال مدريد وبرشلونة".
أما عن ابرز المواقف التي احزنتني فهي: خروج البرازيل في وقت مبكر من البطولة فالبرازيل تتميز باللعب الممتع والكرات القصيرة والسريعة واللعب السهل الممتنع والمهارات الفنية العالية للاعبيها، وكنت اتمنى ان تكون المنافسة في المباراة النهائية بين احدى المنتخبات من قارة امريكيا الجنوبية والمنتخب الاسباني.
مؤيد شريم عضو اتحاد كرة القدم وهو عضو الهيئة الادارية لنادي اسلامي قلقيلية قال: مشاهدة العلم الفلسطيني على المدرجات يحمله المشجعون من جنسيات مختلفة من ابرز المواقف التي اسعدتني وافرحتني فهذا بالنسبة لي يعني الكثير، كما اسعدني اللعب الجماعي للمنتخب الاسباني وكذلك خروج المنتخبين الانجليزي والامريكي من البطولة.
وقد احزنني اضاعة منتخب غانا لركلة الجزاء امام الارغواي في الشوط الاضافي الثاني لانني كنت اتمنى ان تصل فرق القارة السوداء الى مراكز متقدمة، فانا احب فرق القارة السوداء فيكفهم الظلم والاضطهاد الذي يعيشونه وكم كنت اتمنى ان تصل غانا الى دور متقدم.
أما رزان سلامة- صحفية في وكالة "معا" الاخبارية فقالت: اسعدني بأن البطولة جرت في جنوب افريقيا تلك البلاد التي اعتبرها البعض منبوذة وظلت مهمشة وعانت من التفرقة العنصرية، وبذلك فإن المونديال لفت الانظار الى تلك الشعوب الافريقية الفقيرة ،كما اسعدني ان المونديال أدخل البهجة وروح المنافسة داخل البيوت والمقاهي وأدى الى تجمع الاصدقاء وخلق روح التحدي، فرحت لأني كسبت الرهان في احدى المباريات وامضيت أوقاتا ممتعة لا تعوض وكنت أضحك كثيرا عند سماع صراخ المشجعين وبكائهم لخسارة فريقهم المفضل.
واضافت "احزنني ان البرازيل خرجت والأرجنتين هزمت ، وحزنت ايضا لأنني لم استطيع ان اتابع جميع المباريات وذلك لأن طبيعة عملي تتطلب مني الدوام في أوقات كانت تجري فيها المباريات، كما ان أوقات المباريات تتضارب مع المسلسلات التركية التي اتابعها، وما يحزنني الآن أن المونديال شارف على الانتهاء".
فيما قالت صديقتها تمارا جقمان- بكالوريوس ادارة اعمال من جامعة بيت لحم- اجواء المونديال كانت جيدة وقد حضرت العديد من المباريات في رام الله وبيت لحم فكانت البطولة مناسبة للفرح، وقد اسعدني وصول المنتخب الاسباني الى المباراة النهائية، فأنا من مشجعي هذا المنتخب، وقد عشت اجواء المونديال هنا انا والاصدقاء ففي مباريات المنتخب الاسباني كنا نرسم على وجهنا الوان العلم الاسباني كما كنا نرتدي قمصانه.
وتابعت تمارا قائلة: احزنني الخروج المأساوي للمنتخب الارجنتيني بهذه النتيجة " 4/ صفر "، كما انني توقفت طويلا عند توقعات ا"لاخطبوط بول" الذي كانت كل توقعاته صائبة.
المهندس المدني مهدي محمد من مدينة نابلس قال: "لقد اسعدني هزيمة المنتخب الارجنتيني بعد العبارات التي اطلقها مدرب الفريق الارجنتيني " ماردونا " على المنتخب البرازيلي اثر خساراته امام هولندا، وكيف سخر ماردونا من المنتخب البرازيلي، وحقيقة انني سعدت لخسارته واذلالهم امام الالمان بهذه النتيجة الكبيرة " 4/ صفر ".
وتابع: "احزنني هزيمة الجزائر على يد امريكيا وكنت اتمنى ان لا نخسر امام الامريكان ، فالمباراة بالنسبة لي ليست مباراة رياضية، فقد تألمت كثيرا لخساراتنا ولا اخفي عليك القول لو ان الجزائر خسرت من اي فريق في العالم فهذا اهون علي من ان تخسر امام الامريكان، فأمريكيا وسياستها وظلمها للشعوب العربية والعالمية اصبحت غير مستساغة وغير مقبوله".
الاستاذ محمود عودة معلم الجغرافيا في احدى المدارس الحكومية يقول: "اسعدني نجاح دولة جنوب افريقيا في اخراج المونديال العالمي بهذه الطريقة وما النجاح الذي حققته هذه الدولة التي عانت من التمييز العنصري الا دليل على قوة شعبها وحبهم للحياة والنجاح، فقد شككوا في قدرتها على استضافة البطولة كما شككوا في النواحي الامنية وشككوا...وشككوا في كل شيء، الا ان جنوب افريقيا بقيادة الملهم مانديلا استطاعت ان ترد عليهم بنجاحها وقد احزنني خروج منتخب جنوب افريقيا من البطولة مبكراً فكنت اتمنى ان يبقى منتخبها الى مراحل متقدمة لكن هذه ارادة الله".