التفكجي: الصراع حاليا يدور حول 13% من القدس الشرقية
نشر بتاريخ: 08/07/2010 ( آخر تحديث: 08/07/2010 الساعة: 19:56 )
رام الله - معا - اكد د.خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية، ان اسرائيل تعمل في مدينة القدس على اقتلاع البشر والحجر من جذورهما، واستبدالهما بجذور يهودية، موضحا ان الصراع حاليا في القدس الشرقية حسب دراسات الامم المتحدة هو على ما تبقى منها، حيث لا تتجاوز 13% من مساحتها ، اثر عمليات التهويد والهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال بالمدينة.
واشار التفكجي خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن الى سعي سلطات الاحتلال الى انهاء المشروع الوطني في المدينة، عبر تنفيذ قوانين تعسفية تهدف الى اقتلاع الوجود الفلسطيني، وفق مشروع 2020 ، الذي وضع في العام 1994، ويعمل على تنفيذه بشكل مبرمج وسريع.
وبين التفكجي "ان سلطات الاحتلال اعلنت بشكل صارخ عن مخططاتها التهويدية في القدس منذ ليلة 11 حزيران 1967، بتدمير حي المغاربة بشكل كامل، الامر الذي يعتبر اول عملية تطهير عرقي في المدينة".
واضاف التفكجي " لقد نفذت سلطات الاحتلال مخططاتها في مدينة القدس من خلال قوانين عدة، حيث بدأت بمصادرة اراضي المواطنين بحجة"المصلحة العامه" وفق القانون الانجليزي الصادر في العام 1943، ومن ثم قانون "التنظيم والبناء" ، والذي تلاه قانون الغائبين الصادر في العام 1950، والذي ينص على مصادرة املاك المواطنين الذين يسكنون خارج حدود بلدية القدس."
اثر عملية السلام على مدينة القدس
واعتبر التفكجي موافقة القيادة الفلسطينية على تأجيل قضيتي القدس والمستوطنات خلال مفاوضات اوسلو الى المرحلة النهائية، خطأ استراتيجي كبير، حيث استغلت سلطات الاحتلال عملية السلام لتصفية قضية القدس بشكل نهائي، لتبدأ الاحزاب الاسرائيلية بالاعلان عن ان القدس هي العاصمة الابدية للدولة اليهودية وقلبها النابض، وهو امر لم يكن معلنا قبل اوسلو".
وقال التفكجي "ان اسرائيل اجلت قضيتي القدس والمستوطنات الى المرحلة النهائية من اوسلو ، من اجل تنفيذ مخططاتها التهويدية، وزيادة عدد المستوطنين في المدينة المقدسة، والضفة الغربية، حيث كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية عام 1992 نحو 105 الاف مستوطن، واليوم بلغوا 315 الف مستوطن، مؤكدا ان المستوطنات تشكل جوهر العقيدة والرؤيا الاستراتيجية المستقبلية لدولة اسرائيل."
وحول ما اذا ما كان هناك اختلاف في سياسة الاحزاب التي تعاقبت على الحكومات الاسرائيلية تجاه مدينة القدس منذ احتلالها حسب ما يدعيه البعض، اكد التفكجي انه لا يوجد خلاف بين ما يسمى باليمين واليسار في اسرائيل في موضوع القدس، لان سياساتهم ومخططاتهم متشابهة وواحده في هذا الامر.
وبين التفكجي ذلك بالقول" منذ العام 67-94، ترأس تيدي كولك " من حزب العمل" رئاسة بلدية الاحتلال في القدس، وقام بمصادرة نحو 24 الف كم من القدس الشرقية اي ما نسبته 35% من مساحتها الاجمالية، وبنى 15 مستعمرة، وانشئ 58 الف وحدة سكنية فيها، ليأتي بعده في رئاسة البلدية الليكودي ايهود اولمرت، الذي لم يجد شيئا ليفعله سوى الاستمرار في تهويد القدس، ومصادرة نحو 535 الف دونم من اراض بيت حنينا وبيت صفافا في العام 1995، اثناء عملية السلام."
واشار التفكجي الى وجود اجماع داخل الاحزاب الاسرائيلية لتنفيذ مشروع القدس 2020 ، والذي رسم اثناء عملية السلام، والقاضي بايجاد اغلبية يهودية تصل الى نحو 200 الف مستوطن في القدس الشرقية ، مقابل 175 الف فلسطيني.
مخططات الاحتلال في القدس
وحول ما تواجهه مدينة القدس من مخططات تهويدية في الوقت الحالي، بين التفكجي ان المدينة تتعرض لاخطر عملية تدمير في تاريخها، قائلاً "ان ما تنفذه بلدية الاحتلال في حي سلوان يعتبر عملية تكسير عظام ، لانها تسعى الى تحقيق هدف خطير يتمثل بتقليص عدد السكان العرب الى ما نسبته 12%، من خلال اخراج 125 الف فلسطيني خلف الجدار(كفر عقب، شعفاط)، ومصادرة 15 الف هوية مقدسية، اضافة الى هدم مئات البنايات السكنية وتشريد سكانها."
واكد التفكجي ان اهل مدينة القدس تركوا لوحدهم في مواجهة كل هذه التهديدات ، وخاصة بعد تطويق جدار الفصل العنصري للمدينة، وعزلهم عن الضفة الغربية.
واشاد التفكجي بفلسطينيي مناطق 48، والحركة الاسلامية في الداخل، قائلا " الحركة الاسلامية في الداخل، وفلسطينيي الجذور هم فقط من يقفوا اليوم الى جانب المقدسيين في وجه مخططات التهويد ومصادرة الاراضي، وهدم البيوت، ومحاولات تقسيم المسجد الاقصى ".
عاصمة الثقافة العربية بلا مكتبة عامه
وحول الواقع المعاش في مدينة القدس واحتياجاتها، اشار التفكجي الى ان العمل من اجل القدس لم يرتق الى الان لمستوى وحجم هذه القضية الهامة.
واوضح التفكجي " تعاني القدس من مشاكل اجتماعية وثقافية وصحية خطيرة، حيث هناك نحو 10 الاف طالب بدون تعليم، و نقص حاد في الغرف الدراسية، اضافة الى عدم وجود مكتبة عامه في القدس، التي كانت عاصمة الثقافة العربية في العام الماضي."
وتابع التفكجي" القطاع الصحي في المدينة يعتبر تعيسا وسيئا جدا، حيث تعاني المرافق الصحية من مشاكل عديدة، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية ، حيث ارتفعت نسبة تعاطي المخدرات في صفوف الشباب المقدسيين بصورة كبيرة جدا، اضافة الى ان حالات الطلاق وصلت الى ما نسبته 65% في المدينة ".
وحول المطلوب عمله من اجل الصمود في مدينة القدس اكد التفكجي ان المقدسيين بحاجة الى دعمهم في توفير السكن لهم، وترميم منازلهم ، لكي يصمدوا في مدينتهم في وجه ممارسات الاحتلال الساعي لترحيلهم وطردهم منها.
و اعلن التفكجي عن وجود خطة شاملة، لمواجهة ممارسات الاحتلال واعتداءاته تم وضعها مؤخرا، وسيتم الاعلان عنها والبدء في تنفيذها مع الايام القادمة، بالتنسيق مع اخواننا في مناطق 48 ، يتخللها تكثيف الاعتصامات والمظاهرات المنددة باعتداءات الاحتلال، موضحا ان هذه الفعاليات بدأت بالتضامن مع النواب في المجلس التشريعي الذين تهدد سلطات الاحتلال بسحب هوياتهم، وتهجيرهم من مدينتهم.
وكان تلفزيون وطن قد طرح استطلاعا للرأي عبر صفحتة الالكترونية (www.wattan.tv) حول هل الشعب الفلسطيني في العاصمة القدس المحتلة، قادر على حماية المدينة المقدسة من عملية الاستيطان، والتهويد ، حيث رأى 58% من المصوتين ان شعبنا الفلسطيني سيصمد في وجه تلك الاعتداءات والسياسات الاحتلالية ، في حين رأى 36% من المصوتين انه غير قادر على الصمود، ، بينما كان 6% من المصوتين لا رأي لهم.