الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شبيطيات * يكتبها : محمود شبيطة - الرياض

نشر بتاريخ: 09/07/2010 ( آخر تحديث: 09/07/2010 الساعة: 11:51 )
عيدت
انتهى كأس العالم وذهبت الطيور بارزاقها ليصل كل من منتخبي هولندا واسبانيا المرعبين للمباراة النهائية بعد ان قاما باقصاء كل من تجرأ على الوقوف في طريقهم حيث اما تم طحنه بالطواحين الهولندية او دهسه بارجل الثور الاسباني الهائج ، نعم هي كرة القدم تفرم من لا يقدرها ولا يعطيها ، وبداية علينا ان نشكر المنتخب الالماني الذي اراحنا من رؤية منظر مارادونا يركض عاريا في شوارع بيونس ايرس وهو المنظر الذي كانت تنتظره وكالات الانباء ،حيث تكفل ابناء يواكيم لوف بتعريته على طريقة (الستربتيس) امام جميع المشاهدين في الملعب الذي قاد فيه فريقه بفكر اللاعب وليس المدرب ، ما سبب احباطا غير مسبوق لعشاق التانغو .

وصول هذين الفريقين للمباراة النهائية جاء نتيجة عطائهم وفكر مدربيهم وحسن اختيار العناصر المناسبة وتوظيفها التوظيف الصحيح ، وبنظرة بسيطة الى ما حققه مدربوا المنتخبات نجد ان مقولة ليس كل لاعب ناجح مدرب ناجح صحيحة تماما ، فهذا هو مدرب هولندا لم يلعب سوى مباراة واحدة مع المنتخب مقارنة مع كل من مارادونا ودونجا ، فيما لم يمارس مثلا اسطورة التدريب مورينو كرة القدم كلاعب ، في مباراتي الدور قبل النهائي شاهدنا قمة الاثارة وحبس الانفاس حتى صافرة النهاية اضافة الى اهداف خرافية خاصة في مباراة هولندا وارجواي، في هذه المباريات ظهر جليا الفكر الذي سار عليه المدربين وخاصة هولندا واسبانيا فيما اخفق مدرب المانشفت من مجاراة الاسبان في لعبهم ولم يتمكن من مجاراتهم بل انه خاض المباراة بفكر مباراة صربيا التي خسرها بنفس النتيجة رغم انه يعلم بانه يقابل احد المنتخبات المرشحة بقوة للفوز باللقب ولعل هذا الترشيح للوصول للمباراة النهائية الوحيد الذي جاء صحيحا والكل يعلم بان هذا الجيل من اللاعبين الاسبان كم هم متعطشون وسيقاتلون للفوز باللقب للمرة الاولى كما فازوا ببطولة امم اوربا قبل عامين وامام نفس المنتخب الالماني وبنفس النتيجة.

فعلا يبدو ان زملاء كاسياس ومدربهم العجوز قادرون على تحقيق حلم الشعب الاسباني ، ولكن الطرف الثاني في النهائي لم يكن يحصل على الكثير من الترشيحات رغم انه ليس غريبا عنهم حيث تاهلوا سابقا في مونديالي 78،74 ثم فشلوا في تحقيق الكاس رغم ما كان يضمه منتخبهم من نجوم والان لديهم كتيبة من الجزارين بقيادة روبين وشنايدر في مقابل كتيبة الاسبان .

ستكون مباراة من العيار الثقيل وسيكون الملعب زاخرا بنجوم ساطعة وكثير منهم قادر على احداث الفرق وترجيح كفة فريقه ، ورغم انني اتنمى فوز الاسبان بالكاس فان ما يهمني ان تكون المتعة حاضرة في مباراة ختام ولا تكون تكتيكية ومقفلة ، نريدها ونتمناها ان تكون مباراة لاهبة وساخنة تماما مثل حر ايام الصيف اللاهب في المنطقة كلها ، كيف لا وهي ختام مباريات المونديال العالمي الافريقي بامتياز التي نامل ومعنا احرار العالم كله ان يحضرها الرمز نيلسون مانديلا ليكون نجم النجوم في المدرجات ، نعم كل عام وانتم بخير او كل كاس عالم وانتم بخير وسيبقى كاس العالم للكبار فقط .

همسة : ما ابعد ما فات وما اقرب ما يأتي .