الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ممثلو القوى السياسية الفلسطينية يناقشون معالم النظام السياسي الفلسطيني

نشر بتاريخ: 10/07/2010 ( آخر تحديث: 10/07/2010 الساعة: 21:37 )
رام الله -معا- نظم مركز دراسات المستقبل الفلسطيني/ جمعية منتدى المثقفين اليوم "السبت" يوم دراسي متخصص لنقاش معالم النظام السياسي الفلسطيني تحت عنوان ( النظام السياسي الفلسطيني .. معالم التمايز ومساحات الاتفاق) من خلال قراءة في محددات النظام السياسي في الفكر الحركي الفلسطيني من وجهة نظر القوى السياسية الفلسطينية الفاعلة في الساحة الفلسطينية، وذلك في قاعة فندق روكي في رام الله، وبمشاركة نخبة من قادة القوى والتنظيمات السياسية الفاعلة في فلسطين ونخبة من الأكاديميين والمفكرين الفلسطينيين وأساتذة الجامعات الفلسطينية والباحثين والإعلاميين .

وافتتح اليوم الدراسي رياض شريم مدير مركز دراسات المستقبل الفلسطيني بكلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين، موضحا رؤية مركز دراسات المستقبل الفلسطيني والمتمثلة في خلق حالة حراك فكري وصولا إلى دور اكبر للأكاديميين الفلسطينيين في المشهد السياسي الفلسطيني ، ومشددا على أهمية المساهمة في تعميق الحوار المدني بين مكونات الطيف الفلسطيني " أفرادا وأحزابا ومؤسسات وصناع قرار " وصولا لتقديم إجابات "ممكنة" للأسئلة الصعبة حول المستقبل الفلسطيني على طاولة صناع القرار في السلطة الوطنية الفلسطينية والأحزاب السياسية وسائر المهتمين.

وقد افتتح الجلسة الأولى في اليوم الدراسي د. فريد أبو ضهير أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، موضحا أهمية النقاش الجماعي بين قادة وممثلي الأطياف السياسية الفلسطينية المختلفة من اجل الوصول إلى حالة من التوافق الفلسطيني ، خاصة وان ما يجمع الفلسطينيين اكبر مما يفرقهم بكثير وشكر أبو ضهير جهد مركز دراسات المستقبل الفلسطيني في تفعيل دور الأكاديميين الفلسطينيين في الحياة السياسية الفلسطينية ، في حين قدمت الأستاذة هيثم عرار عضو المجلس الثوري لحركة فتح ورقة عمل تمثل موقف حركة "فتح" استعرضت فيها مشروع حركة فتح للتحرر الوطني وبناء الدولة ، موضحة البرنامج السياسي لحركة فتح والنهضة التي تقوم بها الحركة بعد المؤتمر السادس .

كما تطرقت عرار إلى الثوابت الوطنية التي تؤمن بها حركة فتح خاصة في القضايا الجوهرية مثل القدس ، حق العودة ، حدود الدولة الفلسطينية ، رفض الاستيطان، مشددة على أهمية إنهاء الانقسام والتوافق الوطني والرجوع لورقة المصالحة المصرية كمدخل لإنهاء الانقسام .

وافتتح د. باسم الزبيدي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الجلسة الثانية من جلسات اليوم الدراسي بالتأكيد على أهمية الخروج من الواقع الفلسطيني الحالي والمشهد السياسي المرتبك الذي تشهده الحالة الفلسطينية ، داعيا الأطياف السياسية الفلسطينية المختلفة إلى التعبير عن مواقفهم الأفعال وبالبرامج وليس فقط بالتصريحات الإعلامية والأقوال ، داعيا القوى والتنظيمات الفلسطينية المختلفة إلى ضرورة الوضوح في برامجها السياسية ، وأكد الزبيدي على ضرورة إعادة تقييم مسار التفاوض والمقاومة لتأتي أكلها.

وقدم المهندس وصفي قبها عضو القيادة السياسية لحركة حماس ورقة عمل معبرة عن وجهة نظر حركة حماس استعرض من خلالها تجربة حركة حماس الديمقراطية ، وكذلك تجربة حركة حماس في الحكم في قطاع غزة ، واستعرض قبها محددات وطبيعة النظام السياسي الفلسطيني المستقبلي ، وموقف حركة حماس من قضايا متعددة مثل المواطنة ، الديمقراطية ، وثيقة إعلان الدولة ، مشددا على أهمية تطبيق وثيقة الوفاق الوطني كخطوة أولى إلى النهوض بالمشهد السياسي الفلسطيني واستعادة الثقة بالذات الفلسطينية . واختتم قبها ورقة العمل باستعراض مساحات الاتفاق الممكنة مع باقي الأطياف السياسية الفلسطينية مؤكدا فيها حرص حركة "حماس" على التوافق الوطني والوحدة الوطنية وضرورة رأب الصدع في المشهد السياسي الفلسطيني الراهن .

أما الجلسة الثالثة فقد افتتحها د. سلمان سلمان أستاذ الفيزياء في جامعة أبو ديس مشددا على أهمية تقديم المشاركين لرؤى تنظيماتهم السياسية ومعالم التمايز فيها ومحددات النظام السياسي الفلسطيني من وجهة نظر هذه التنظيمات ، وشدد د. سلمان على أهمية تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بكافة مكوناتها في الوطن والشتات كممثل للشعل الفلسطيني ، وعدم اختزال منظمة التحرير بالسلطة الوطنية الفلسطينية .

وقدمت خالدة جرار عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية ورقة عمل استعرضت فيها ملامح النظام السياسي الفلسطيني من وجهة نظر الجبهة الشعبية ، كما أجابت جرار عن تساؤلات عديدة من قبل الحضور حول دور اليسار الفلسطيني عموما والجبهة الشعبية على وجه الخصوص في المشهد السياسي الفلسطيني ، في ضوء المتغيرات العالمية والمحلية المتعددة . كما قدمت جرار رؤية الجبهة الشعبية للحياة السياسية والاجتماعية في فلسطين بعيدا عن الاستقطاب الحاد بين حركتي فتح وحماس .

واختتم أ.د. يحيى جبر أستاذ اللغة العربية في جامعتي القدس المفتوحة والنجاح جلسات اليوم الدراسي بالتركيز على أهمية الحراك الثقافي والشعبي في فلسطين من اجل الخروج من الأزمة التي يعاني منها النظام السياسي الفلسطيني ، مشددا على أهمية البعد العربي والإسلامي في تعزيز صمود الفلسطينيين .

وقدم عضو قيادة المبادرة الوطنية صلاح الخواجا ورقة عمل تمثل وجهة نظر المبادرة الوطنية من النظام السياسي الفلسطيني ، مشددا على ضرورة أن يكون النظام الفلسطيني قادرا على مواجهة التحديات القائمة وخاصة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي ، مؤكدا على أن الخروج من الأزمة السياسية الفلسطينية الراهنة لن يتم إلا بأربع ركائز وهي : استعادة الوحدة الوطنية كخيار أساس للشعب الفلسطيني ، أهمية المقاومة الشعبية في فلسطين ، بالإضافة إلى تعزيز صمود المواطنين في أرضهم الفلسطينية في مواجهة التهويد والاستيطان والجدار . وكذلك أهمية تفعيل حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني .

وقد شارك الحضور بنقاشات وحارات معمقة مع ممثلي التنظيمات الفلسطينية ، داعين إلى ترجمة هذه الرؤى الايجابية للتنظيمات الفلسطينية إلى واقع على الأرض متمثلا بإنهاء الانقسام والوحدة الوطنية والاتفاق على إستراتيجية شاملة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني .

بدوره أوضح مؤيد عفانة منسق المشاريع في مركز دراسات المستقبل الفلسطيني أن تنفيذ هذا اليوم الدراسي يأتي استكمالا لورشة عمل سابقة نفذها المركز لنقاش مستقبل النظام السياسي الفلسطيني بمشاركة قيادات سياسية ونخب أكاديمية وذلك لمحاولة توفير فهم مختلف للواقع الفلسطيني وللمشهد السياسي الفلسطيني قائم على منهجية علمية وكذلك العمل على تعزيز حالة الحوار الجاد بين أطياف الكل الفلسطيني من اجل توسيع خيارات صنّاع القرار وتقديم بدائل لحل معضلة النظام السياسي في فلسطين .

أما خالد جبر رئيس جمعية منتدى المثقفين فقد أضاف بان تنظيم برنامج الأيام الدراسية وورش العمل البؤرية الفكرية يأتي ضمن رسالة جمعية منتدى المثقفين في تفعيل دور الأكاديميين والمثقفين في فلسطين ، والعمل على إرساء منهجية علمية للنقاش السياسي في فلسطين قائمة على الحوار الهادئ والعميق وعلى احترام الآخر .