السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فاروق القدومي يقدم نفسه كوزير خارجية دولة فلسطين

نشر بتاريخ: 22/06/2006 ( آخر تحديث: 22/06/2006 الساعة: 11:39 )
معا - وصل الى الوكالة النص الحرفي التالي لرسالة فاروق القدومي والتي يعرف نفسه خلالها بانه هو وزير الخارجية الفلسطيني وليس الدكتور محمود الزهار ، وتحمل الرسالة العنوان التالي :

كلمة معالي فاروق القدومي
وزير خارجية دولة فلسطين
رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية


معالي الأخ ألما ماما دباروف/ وزير خارجية جمهورية أذربيجان المحترم
أصحاب المعالي الإخوة وزراء خارجية الدول الأعضاء
معالي الأخ البروفسور الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي
الإخوة أصحاب السعادة رؤساء الوفود والمدعون الكرام
الإخوة والأخوات الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني في بداية كلمتي هذه أن أهنيء معالي الأخ ألما ماما دياروف باسم دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية على توليكم رئاسة اجتماعنا الوزاري الحالي (الثالث والثلاثون) للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية (دورة انسجام الحقوق والحريات والعدالة)، التي تنعقد في بلدكم الشقيق وعاصمتكم الجميلة باكو، ونتمنى لرئاستكم كل التوفيق والنجاح.

كما يسعدني أن أوجه تقديرنا العالي لسلفكم الأخ العزيز الدكتور أبوبكر القربي وزير خارجية الجمهورية اليمنية، على حسن إدارته للدورة السابقة، ولما تحقق من إنجازات بارزة في مجال تعزيز أواصر التعاون والتضامن الإسلامي.

كما يسرني أن أشيد بالأعمال الموفقة التي أنجزها الأمين العام الأخ الدكتور إكمال الدين إحسان أوغلو من أجل خدمة قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف، والتي لقيت في عهده التبني والدعم، متمنين له المزيد من التوفيق. وتحقيق الإنجازات التي تتطلع إليها شعوبنا الإسلامية.

الأخ الرئيس
الإخوة الحضور

لقد استمعنا باهتمام بالغ هذا الصباح للكلمة القيمة والجامعة التي ألقاها فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، وإذ نثمن عاليا ما تضمنته هذه الكلمة من مواقف وإنجازات إسلامية، وتقديرا منا للدور الذي يلعبه بلدكم الشقيق فـي مجال عملنا الإسلامي، لنطلب اعتبارها وثيقة رسمية من وثائق مؤتمرنا هذا.

الأخ الرئيس
الإخوة الحضور

بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته (19) في الجزائر، وأعلن وثيقة الاستقلال وقيام دولة فلسطين في الخامس عشر من شهر نوفمبر لعام 1988م، والتي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 43/177 لعام 1989م وأصبح تمثيلنا من ذلك التاريخ باسم (فلسطين).
خلال تسعينيات القرن الماضي انطلقت العديد من المبادرات السلمية، بدءً من مبادرة مدريد للسلام عام 1991م، والتي تبعتها اتفاقية أوسلو عام 1993م حيث قامت نتيجة ذلك السلطة الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة منذ عام 1967م.
وتبع ذلك اتفاقيات وإي بلانتيشن واتفاقية طابا .. الخ. وقامت منظمة التحرير الفلسطينية بقبول هذه المبادرات السلمية.

ومع مطلع هذا القرن الجديد تبنى الملوك والرؤساء العرب وبالإجماع مبادرة السلام العربية بشهر آذار 2002م في مؤتمر القمة بيروت، وتبع ذلك مبادرة خارطة الطريق التي أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية في 30/4/2003م وتشكلت لجنة رباعية من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة لمتابعة تنفيذها، وبقيت هذه المبادرة تشكل الإطار الدولي المقر من قبل مجلس الأمن الدولي بالقرار (1515) لتحقيق تسوية سلمية.

وفي شهر أغسطس 2005م/ قام شارون بإجراءات انفرادية لإخلاء الجيش من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية فيها والبالغ عددها (21) مستوطنة. وهذا يعني بعمله الانفرادي أن قطاع غزة أرض حرام ليس لها هوية وطنية. كما أبقى الرقابة البرية والبحرية والجوية عليها وعلى المعابر فيها، وهذا لأمر يعني أن الجيش الإسرائيلي له الحق في الاعتداء عليها متى شاء طبقا للضمانات الخمسة التي وافق عليها الرئيس بوش في 14/4/2004م قبل انتخابه مجددا للرئاسة الأمريكية، معتبرا أن حدود الهدنة لعام 1949م غير شرعية بسبب وجود حقائق جديدة على الأرض. أي المستوطنات الإسرائيلية التي أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية بعد 4/6/1967م.

وهكذا اعترف بوش بشرعية الاستيطان، ونفى في نفس الوقت حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم وممتلكاتهم، وأقر مع شارون عدم وجود شريك فلسطيني، وإن لشارون الحرية في اتخاذ إجراءات انفرادية. ومن حق جيش شارون أن يقوم بالدفاع عن النفس، مع أنه جيش احتلال أمام مقاومة فلسطينية مشروعة.
هذا بالإضافة إلى التحفظات (الأربعة عشر) التي سجلتها إسرائيل يوم إعلان بوش مبادرة (خارطة الطريق).

الأخ الرئيس
الإخوة الحضور

بالرغم من قبول منظمة التحرير الفلسطينية جميع الشروط التي تحتويها هذه المبادرة السلمية، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة استمرت في ممارسة كل أنواع السياسات الإرهابية وفرض العقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مثل كسر العظام وفرض سياسة الاغتيال والاعتقال والحجز التعسفي ضد المواطنين العزل، وفرض منع التجول والحصار والإغلاق الكامل، ونصب الحواجز ثم إقامة جدار الفصل العنصري، الذي حول المدن والبلدات الفلسطينية إلى معازل ومعتقلات جماعية. ومع كل ذلك استمر في بناء وتوسيع المستوطنات خلال حكم شارون، مما أدى إلى جرف الأراضي الزراعية وقلع أشجار الزيتون والحمضيات، وتدمير المنازل، وتقييد حركة البضائع والمواطنين - مما زاد في حالة البطالة لتصل إلى نسبة 77% من الأيدي العاملة.

كما تبنت إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية سياسة المماطلة والتسويف ووقف المفاوضات في النهاية، وإن مثل هذه السياسة الإسرائيلية قد لقيت كما أسلفت مباركة الولايات المتحدة واستحسانها.

ن سياسة إسرائيل السلبية نحو السلام قادت إلى وضع الرئيس الشهيد ياسر عرفات في الحجز لأكثر من عامين متتاليين وإلى حد انتهى إلى قيام إسرائيل بتسميمه واستشهاده، وقد رفضت كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية تشكيل لجنة دولية للتحقيق في استشهاده. إمعانا في استمرار الموقف العدائي الأمريكي للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

بتاريخ 23 مايو 2006م وافق الكونغرس الأمريكي على قطع جميع المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية. وحتى تقليص الدعم للجوانب الإنسانية للشعب الفلسطيني، وقطع الولايات المتحدة أية علاقات دبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، وسوف تعمل على غلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وذلك بسبب نتائج الانتخابات الديمقراطية النزيهة التي أجريت في 25/1/2006م الماضي، وفازت بها حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي شكلت الحكومة الفلسطينية الحالية أيضا.

ولا بد لنا أن نتذكر أن جريمة حماس هي رفضها الاعتراف بدولة إسرائيل، وعدم الالتزام بالاتفاقات المعقودة، وبخارطة الطريق، وهنا نتساءل هل اعترفت إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة أو بأي قانون سوى القوانين الجائرة التي تصدرها إسرائيل لتشرع جرائمها؟!! علما أنها لم تلتزم باتفاقيات أوسلو، ولم تعترف بخارطة الطريق.. كل هذه العوامل لم تدفع حتى الآن الدول الغربية لتقطع مساعداتها لإسرائيل أو حتى لتكف عن مديحها بأنها الديمقراطية الوحيـدة الموجودة فـي الشـرق الأوسـط مع كل ما تقوم به من جرائم.

ألمانيا مثلا أكبر دولة وأقواها في أوروبا تفتخر دوما أن ديمقراطيتها قد بنتها على اعترافها بالجرائم السابقة ضد اليهود؟. وهي اليوم تقدم دعما غير مشروط لدولة إسرائيل وليس لليهود المشردين مع أن هذا الالتزام ليس بالأساس لدولة إسرائيل وإنما لليهود المشردين في العالم.. أي ليس لدولة لم تكن موجودة أثناء العهد النازي.. وكأن ألمانيا في هذه الحالة قد نقلت عبء توبتها على أكتاف الشعب الفلسطيني. وهكذا جعـلت ألمانيا من الشعب الفلسطيني المنتمي للسامية كبش فداء.

ويبدو أيضا أن البرلمان الأوروبي والهيئات الشرعية الدولية أصبحت عاجزة عن التأثير على حكوماتها الأوروبية كي تقلع عن دعمها لجرائم إسرائيل التي ترتكبها ليل نهار بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، علما أن الاستفتاء الأوروبي عام 2003م أثبت أن نسبة 59% من الأوروبيين يعتبرون إسرائيل أعظم تهديد للأمن وللسلم العالمي..

وأخيرا وليس آخرا ألا يجدر بنا أن نتساءل لماذا تسمح دول الغرب لدولة إسرائيل العنصرية المغتصبة أن تملك أكثر من مائتي قنبلة ذرية. ولا تسمح لجمهورية إيران الإسلامية أن تستخدم التكنولوجية النووية لأغراض سلمية؟. إنها السياسة الأمريكية التي تكيل بمكيالين..

الأخ الرئيس
الإخوة الأعضاء والحضور الكرام،

كما تعلمون فقد أجرينا انتخابات ديمقراطية شهد العالم بأجمعه بنزاهتها، ولكننا فوجئنا بقطع المعونات الأوروبية والأمريكية عن الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية. وممارسة الضغوط الكاملة لعدم نقل التبرعات إلى الشعب الفلسطيني، كذلك توقفت إسرائيل عن تحويل الضرائب والرسوم التي تجبيها للسلطة الفلسطينية وللشهر الرابع على التوالي مما فاقم حالة المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وزاد من المأساة الفلسطينية تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية من قتل وتدمير واغتيال، ونخشى أن هذا الوضع سوف يقود إلى حالة من الفوضى العارمة ويؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية وفشل التسوية السياسية.. وما لذلك من تأثيرات سلبية على المنطقة بأكملها.

ومع كل أسف فإن اللجنة الرباعية التي تعهدت بتطبيق خارطة الطريق لم تبذل الجهد المطلوب كما يبدو لتنفيذها، واقتصرت جهودها على مستوى البيانات والخطابات والاجتماعات والتصريحات الصحفية.

وبالرغم من بعض المواقف المشجعة لدول أوروبية فإنها ابتعدت عن التنفيذ الفعلي لقراراتها من أجل إنهاء الاحتلال فبقيت هذه القرارات في صورتها السياسية ولم تبذل جهوداً للضغط على إسرائيل لتلتزم بالاتفاقات المعقودة.. علما بأن البلدان الأوروبية لديها القدرة المادية والمعنوية للتأثير على إسرائيل دوماً الدولة المعتدية دوما.

كما أن عجز الأمم المتحدة عن تنفيذ قراراتها إرضاء للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. بما في ذلك احتقار إسرائيل للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشهر يوليو 2004م قد جعل الفلسطينيين يصابون بخيبة الأمل بدور فاعل للأمم المتحدة كراعية لعملية السلام وضامنة لها .. وخاصة بالنسبة لقضية فلسطين منذ عام 1947م.


الأخ الرئيس،
الإخوة الزملاء،

جئنا اليـوم فـي هـذا اللقـاء الإسلامي الكبير نحمل غصن الزيتون في يد، والبندقية باليد الأخرى.. كما فعل رئيسنا الشهيد القائد أبا عمار رحمه الله، يوم أن وقف في الأمم المتحدة في العام 1974م داعيا من أجل تحقيق السلام العادل والدائم.. لكن تداعي الأحداث منذ ذلك التاريخ وحتى الآن ثبتت أننا بحاجة لأكثر من مجرد الشعور بحسن النوايا لصنع السلام المنشود.

ومع كل ذلك ما زلنا نشعر أن واجبنا الوطني يكمن في مواصلتنا العمل لتثبت الأمن في أرضنا وتحقيق الوحدة الوطنية، وقد عملنا من أجل ذلك بروح متفائلة بالرغم مما نسمع عن صدامات فردية أحيانا لا تدل على الفرقة بل تدل على حالة القلق والمعاناة التي تنتاب جماهيرنا الفلسطينية من حين لآخر نتيجة للاعتداءات الإسرائيليـة، وغيـاب فـرص تحقيـق السلام المنشود، وكذلك غياب الجهد الدولي الفاعل.

إن شعبنا الفلسطيني ما زال صامدا ويضحي بالغالي والنفيس مع أن يفتقد لقوته اليومي أحيانـا، ومع ذلك يصبر ويصابر صامـدا مهما غلت التضحيات.. ومازال يمسك بالبندقية ليقاوم ويحافظ على وحدته الوطنية وصموده الخارق وإيمانه بالله وبالنصر مهما طال الزمن.

إن شعبنا الفلسطيني بكل قواه المناضلة يعمل هذه الأيام بكل جد واجتهاد لتعزيز وحدته الوطنية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني داخل وطنه المحتل وخارجه. والمرجعية السياسية والتشريعية لسلطتنا الوطنية الفلسطينية. ونحن نتطلع إلى أمتنا العربية والإسلامية أن تقف إلى جانبنا في هذا الوقت العصيب من أجل دعم جهودنا في هذا المجال وتحقيق أهدافنا الوطنية.. يغمرنا التفاؤل والأمل على تحقيق انجازاتنا الوطنية في المستقبل القريب.. والقريب جدا إن شاء الله.

ولا يمكننا في هذه العجالة إلا أن نشيد بالدعم المتواصل الذي يقدمه لنا أشقائنا العرب والمسلمون على مدار الأربعين سنة الماضية أو يزيد، والذين هم شركاؤنا في المستقبل والمصير، وأهلنا في السراء والضراء، فشكرا لمن قدم ولم يبخل بمال أو جهد أو تضامن .. داعين الله عز وجل أن يجمعنا بكم عما قريب في فلسطيننا الحبيبة وقدسنا الشريف لنصلي وإياكم في مسجدنا الأقصى المبارك صلاة الشكر والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فاروق القدومي
وزير خارجية دولة فلسطين
رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية