مانديلا يُلهب حماس الجماهير في سوكر سيتي
نشر بتاريخ: 11/07/2010 ( آخر تحديث: 12/07/2010 الساعة: 10:14 )
بيت لحم - معا - موقع الاتحاد الدولي - تعالت هتافات الجماهير في ملعب سوكر سيتي واجتاحتها نوبة من الحماسة والفرح ليلة الأحد عندما أطلّ عليها أسطورة الكفاح ضد العنصرية، نلسون مانديلا، قبيل انطلاق صافرة البداية لنهائي في كأس العالم 2010 بين العملاقين الأوروبيين، هولندا وأسبانيا.
وفور دخول ماديبا، صفق له الجمهور واقفاً وصدحت أصوات الفوفوزيلا والهتافات ترحيباً بالزائر الكبير، كانت تلك لحظة فريدة سيخلدها التاريخ في ملعب سوكر سيتي الذي غصّ عن بكرة أبيه بعُشاق كرة القدم، وبالنسبة لزعيم أسطوري بحجم مانديلا ناضل من أجر تحرير شعبه وسعى دون كلل أو ملل في سبيل تحقيق السلام العالمي وتحسين حياة الشعوب الأفريقية، فقد كان من الطبيعي أن يحضر ختام الحدث الرياضي الأضخم في العالم الذي تستضيفه بلاده.
يُذكر أن مانديلا كان من الشخصيات التي عملت بجهد كبير لكي تنال جنوب أفريقيا حق استضافة هذه النسخة من المونديال. وقد تحولت صوره وهو يرفع الكأس الذهبية عام 2004 في زيوريخ قبل دقائق من نيل بلاده هذا الشرف، إلى لقطات خلدها التاريخ. وكان ماديبا قد أكد آنذاك للوفود الحاضرة وأعضاء لجنة FIFA التنفيذية أن استضافة هذه البطولة ستكون بمثابة "حلم سيتحول إلى حقيقة" بالنسبة له ولأطفال القارة جمعاء، لقد كان ذلك بالفعل تصريحاً قوياً من جانب شخص ضحى دون حدود على مر حياته.
وبعد أن أمضى 27 سنة خلف القضبان إبان حقبة الفصل العنصري، علماً أن معظمها كان في سجن جزيرة روبن السيئة الصيت والواقعة في المحيط الأطلسي البارد، تحوّل مانديلا إلى رمز للأمل ومصدر لإلهام شعب بلاده، ويشهد التاريخ للدور الكبير الذي لعبه هذا المناضل الأمين في سبيل نجاح جنوب أفريقيا بجلب كأس العالم FIFA إلى موطنه، ناهيك عن شغفه بهذه البطولة.
وكان ماديبا قد صرح في وقت سابق: "عندما كنا سجناء في جزيرة روبن كانت الطريقة الوحيدة التي نطّلِع بها على أخبار كأس العالم هي المذياع، كانت كرة القدم بمثابة مصدر الفرح والبهجة الوحيدة للمساجين، يمكننا من خلال كرة القدم الاحتفال بإنسانية القارة الأفريقية ونشارك فرحتنا هذه مع بقية أرجاء العالم."
يُذكر أن مانديلا، الذي يُعد من الشخصيات الأشهر في العالم اليوم، كان قد انضم إلى قائمة من ألمع النجوم والرؤساء وأساطير كرة القدم والممثلين وغيرهم من المشاهير الأسماء المتألقة في أرجاء المعمورة الذين تواجدوا في ملعب سوكر سيتي لحضور المباراة النهائية.
وتضمنت قائمة كبار الشخصيات كلا من ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا، وكوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، و جورج ويا أفضل لاعب في العالم لسنة 1995، وروجيه ميلا ولوكاس راديبي ورافائيل نادال ومارسيل ديسايي ونعومي كامبل.
وكان كابتن المنتخب الهولندي جيوفاني فان برونكهورست قد أوضح في وقت سابق من الأسبوع الحالي: "آمل من كل قلبي أن يكون مانديلا حاضراً، سيكون أمراً رائعاً جداً. لقد قابلته مرتين سابقاً وكان أمراً مؤثراً ومميزاً جداً بالنسبة لي، وسيكون أمراً عظيماً أن أرفع الكأس أمامه."