نصر الله الوحيد الذي يمتلك تأثيرا على الاسرائيليين بعد عبد الناصر
نشر بتاريخ: 12/07/2010 ( آخر تحديث: 14/07/2010 الساعة: 11:31 )
بيت لحم- معا- اكدت بحث اكاديمي نشره اليوم الاثنين، ضابط كبير في قسم الاستخبارات التابع لهيئة الاركان الاسرائيلية العامة، ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، "الزعيم العربي الوحيد الذي يؤثر بالجمهور الاسرائيلي من خلال خطاباته وذلك منذ اكثر من 30 عاما".
واختص البحث الاكاديمي الذي اعده الجنرال احتياط "رونين" الذي يعمل حاليا بوظيفة ضابط الاستخبارات في قيادة المنطقة الوسطى، وشغل فيما مضى مناصب رفيعة وهامة في قسم الابحاث التابع للاستخبارات العسكرية "امان"، بدراسة خطابات حسن نصر الله التي ألقاها خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان وتأثير تلك الخطابات على الجمهور الاسرائيلي، وذلك ضمن رسالة الماجستير التي قدمها لجامعة حيفا.
وجاء في الدراسة ان الخطابات ونتيجة للتهديدات الاسرائيلية شكلت بالنسبة لنصر الله الطريقة الوحيدة التي تمكنه من ايصال رسائله الى جهات مختلفة، واصفا الخطابات العشرة التي ألقاها نصر الله خلال الحرب بالعملية الهجومية الموحدة التي نفذها حزب الله الى جانب اطلاق الصواريخ، كما وصف الامين العام لحزب الله بالزعيم العربي الوحيد الذي امتلك قدرة تأثير على الجمهور الاسرائيلي منذ وفاة الزعيم المصري جمال عبد الناصر.
وأكد معد الدراسة "رونين" أن بلاغة واهمية خطابات نصر الله جاءت من المضمون الذي احتوته، وخاصة المتعلق بمفهوم نصر الله لتطورات الحرب ولو عملت اسرائيل على دراسة تلك الخطابات في وقتها لربما اختلفت طريقة وماهية القرارات التي اتخذتها.
واظهرت الدراسة المصطلح المركزي الذي استخدمه نصر الله في جميع خطاباته وهو كلمة "صمود" وهذا المصطلح قصد منه تعزيز الموقف اللبناني في الحرب بثلاثة مفاهيم "الوحدة، التضامن، وضع حزب الله ومقاتليه ووضع الطائفة الشيعية"، وبخلق حالة ردع بمواجهة اسرائيل رأى نصر الله بهذه العناصر "الصمودية" مفتاحا للنجاح والفوز بالحرب ذلك كما خلصت الدراسة الاسرائيلية.
وركز نصر الله في خطاباته على اظهار جوانب وحالات ضعف الجيش الاسرائيلي فتفاخر بمفاجأة اطلاق الصاروخ باتجاه السفينة الحربية وحاول خلق حالة من الردع ضد أية عملية اسرائيلية برية، كما شخّص الضعف الاسرائيلية بالخشية من الخسائر الاقتصادية والبشرية جراء اطلاق الصواريخ حيث قال في احد خطاباته "الاسرائيليون يهتمون بالدم والمال".
واقتبس الضابط "رونين" اجابة نصر الله لمراسل الجزيرة الذي قابله يوم 22/7 حين سأله عن مفهومه للنصر حيث قال: "اذا نجحنا في الدفاع ننتصر، إن النصر من وجهة نظرنا هو استمرار المقاومة وعدم الرضوخ لشروط مذلة، طالما بقيت الصواريخ تضرب الصهاينة وتلحق بهم الاذى فهذا هو النصر".
وخلص معد الدراسة "رونين" في نهاية عملية تحليلية الى القول بان مقاومة حزب الله بقيت على حالها حتى اليوم الاخير من الحرب، كما صمدت الوحدة الوطنية اللبنانية، وفيما يتعلق بالشروط المذلة فان الجواب ليس قاطعا حيث اضطر نصر الله للموافقة على نشر الجيش اللبناني والقوات الدولية في جنوب لبنان رغم معارضته لذلك في بداية الحرب، والحديث للدراسة الاسرائيلية.