اختتام مؤتمر البتراء الثاني للحائزين على جوائز نوبل بالاعلان عن مبادرات في الفقر والصحة والتعليم ومنع الانتشار النووي
نشر بتاريخ: 23/06/2006 ( آخر تحديث: 23/06/2006 الساعة: 01:35 )
عمان-معا-اختتمت في البتراء اليوم فعاليات المؤتمر الثاني للحائزين على جوائز نوبل بإعلان المنظم المشارك للمؤتمر ايلي ويزيل عن عدة مبادرات في المحاور التي
ناقشها المؤتمر وهي الفقر والتمكين الاقتصادي والصحة والتعليم ومنع الانتشار
النووي.
وقال ويزيل إن مبادرة الحائزين على جوائز نوبل تؤكد دور هؤلاء العلماء في
الاستجابة لحالات الطوارئ على الصعيد الإنساني وفي مجال حقوق الإنسان وتسعى للاستفادة من المعرفة التي يتمتع بها المكرمون في مجالات اختصاصهم.
وأضاف إن المؤتمر أوصى بإشراك الحائزين على جائزة نوبل في مراجعة المناهج
المدرسية الإسرائيلية والفلسطينية لتزال منها ثقافة الكراهية وعدم التسامح تجاه
الآخر.
وكان ويزيل قد وجه سؤالا بهذا الخصوص يوم أمس إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وظهر اليوم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت.
يشار إلى انه شكلت لجان من المؤتمرين تختص بمتابعة كل محور من مجالات البحث التي ناقشها المؤتمر.
ففي مجال التعليم خلصت لجنة التعليم التي كان مقررها التربوي جف غرينفيلد إلى
إنشاء شبكة من الباحثين تربط بين معاهد بحثية ومراكز معرفة في العالم النامي من
ناحية وبين حملة جوائز نوبل من ناحية أخرى في مجالات الصحة والطاقة والمياه
والبيئه.
ودعت توصيات اللجنة إلى التركيز على تدريس العلوم والرياضيات في المدارس لدورها في تعزيز التفكير النقدي لدى الأجيال الشابة.
وفي هذا الإطار أشادت اللجنة بمبادرة التعليم الأردنية، ليس لان الأردن هو
المضيف كما قال غرينفيلد، بل لأنها تزيد التمويل الحكومي وتربط القطاعين الخاص
والعام بما يحقق الدعم لتعليم المعلمين والإصلاحات التعليمية الأخرى بحيث أصبحت
مثالا يحتذى في المنطقة لتعزيز الاقتصاد المعرفي وتأهيل الطلاب والمدرسين
للمنافسة في السوق.
وفي مجال الصحة طالب أعضاء اللجنة المختصة بتسريع عملية تطوير المطاعيم
وتوزيعها على الفئات المستهدفة وإعطاء الأولوية للطب الوقائي الذي لا يكلف شيئا
مقابل الطب العلاجي لاسيما في الإمراض الصعبة مثل السرطان مشيرين في مشاوراتهم إلى ضرورة توفر بنية تحتية مدنية ملائمة للقيام بعمليات التطعيم ضد الأمراض وخاصة في الدول الفقيرة.
وأوصوا بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات ونظام الموضع الجغرافي في جمع
المعلومات عن الأمراض وأماكن وجود المصابين بها لاستخدامها كقاعدة معلومات
لعلاج الأمراض والسيطرة عليها.
وطالبوا بتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتخفيض كلفة معالجة الملاريا
التي تقتل ملايين البشر خاصة في إفريقيا وتوزيع العقاقير المضادة لها آخذين
أعمال بيل غيتس الخيرية في مجال مكافحة الأمراض في آسيا وإفريقيا كمثال يحتذى
للقطاع الخاص وأغنياء العالم.
وكان البروفيسور جيفري ساكس رئيس معهد الأرض في جامعة كولومبيا قد أشار في
الجلسة العامة يوم أمس إلى الكلفة الضئيلة لناموسية يمكن من خلالها الوقاية من
مرض قاتل ومكلف مثل الملاريا ومع ذلك لا يستطيع الفقراء الحصول عليها مطالبا
بالتبرع ولو بدولار لتوفير هذه المستلزمات البسيطة للطب الوقائي.
وفي مجال الفقر والتمكين الاقتصادي أشار أعضاء اللجنة المعنية بذلك والتي كان
مقررها نائب رئيس الوزراء التايلندي سوراكيارت ساثيراتاي إلى أن أكثر من نصف
سكان العالم يعيشون على اقل من دولارين يوميا، ثلثهم في إفريقيا، بما يعنيه هذا
من معاناة إنسانية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي وتعطل تحقيق العالم
لأهدافه التنموية للألفية الثالثة التي اقرها زعماء العالم عام 2000 في الأمم
المتحده.
وطالبوا بتشكيل لجنة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة مؤلفة من حملة جوائز نوبل
وقادة عالميين وشخصيات أردنية توصي بالطرق المناسبة لتحقيق الالتزامات في
مواعيدها.
وأشاروا إلى أن اللجنة ستسعى إلى تعزيز الشراكات بين المؤسسات العلمية والعامة والخاصة، وسيتم استكشاف آفاق إنشاء صندوق للتخفيف من الفقر سيكون له نشاطات تشمل الأردن أيضا.
وكان أعضاء لجنة التمكين الاقتصادي قد اقروا مبدأ المساعدة الذاتية أي أن تساعد
الدولة نفسها في التخفيف من الفقر مع قيام شراكات فيما بين الدول النامية، أي
تعاون دول الجنوب معا، وبين دول الشمال المتقدم والجنوب النامي.
وأكدوا الدور المحوري للمرأة في مكافحة الفقر وضرورة تمكين الفقراء من الوصول
إلى رأس المال لتحسين ظروفهم المعيشية وايجاد فرص عمل لهم من خلال ما يعرف
بتمويل المشاريع الصغيرة مطالبين في حواراتهم بإيصال المساعدة للمجتمعات
الفقيرة مباشرة لأنها أكثر نفعا في تخفيف الفقر من إيصالها إلى الحكومة
المركزيه.
وفي محور منع الانتشار النووي أشار أعضاء لجنة هذا المحور إلى عدم فعالية
معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في مواجهة تهديدات الدول غير الملتزمة بها،
مطالبين الدول المسؤولة التي لديها مشروعات سلمية للطاقة النووية بالحصول على
إمدادات موثوق بها واقتصادية من الوقود لتلبية حاجاتها من الطاقة النووية بدلا
من بناء مرافق لتخصيب اليورانيوم وغيره.
وأوضحت التوصيات أن هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال آلية لتوفير هذه المواد
ومراقبة استخدامها.
وطالبت التوصيات بمراقبة المفاوضات بين إيران وأعضاء مجلس الأمن الدولي لتحديد
الدور المناسب لحملة جوائز نوبل لضمان أن جهود إيران النووية هي للأغراض
السلمية فقط.