الطريق من غزة إلى الضفة يحتاج يومين وأشياء أخرى
نشر بتاريخ: 14/07/2010 ( آخر تحديث: 14/07/2010 الساعة: 10:55 )
غزة- معا "وين دانك يا جحا" هذا حال المواطنين في قطاع غزة الراغبين بزيارة اهلهم وذويهم في الشطر الاخر من الوطن "الضفة الغربية" فبدل ان تكون وجهتهم معبر بيت حانون وتستغرق الرحلة ساعتين او اقل تكون وجهتهم القاهرة فالاردن فالضفة الغربية وتستغرق الرحلة يومين وعادة ما تكون نتائج هذه الرحلة العودة "بخفي حنين" بسبب الاجراءات المشددة على سفر الفلسطينين اسرائيليا او عربيا.
منى ابو دقة واحدة من بين الاف المواطنين الذين يتكبدون عناء السفر فبعد ان فشل الارتباط المدني في غزة من اصدار تصريح لها ولأطفالها الثلاثة – أكبرهم تبلغ من العمر سبع سنوات وأصغرهم سنة ونصف_ لزيارة أهل لم ترهم منذ اربع سنوات في الضفة الغربية قررت ابو دقة ان تطرق باب العالم العربي فخرجت عبر معبر رفح الى القاهرة ثم عمان أملا بالوصول الى أهلها.
وقالت أبو دقة لـ"معا": "بعد سنتين ونصف من انتظار الاذن الاسرائيلي انتابني اليأس وقررت أن اعبر الى الضفة الغربية عبر الاردن فغادرت القطاع الى مطار القاهرة بتاريخ 7-7-2010 حيث التقيت بالمندوبين الاردنيين الذين قاموا بفحص اوراقي حيث أنني احمل أنا وابنتي الكبرى كرت الجسور الأخضر الذي يمكنني من الدخول الى الأردن بسهولة " بحكم أننا نحمل هوية الضفة, مشيرة إلى أن الأمور كانت تسير بشكل جيد.
في مطار القاهرة كانت أول العراقيل- تقول أبو دقة- حيث طلب مندوب الملكية منها كرت الجسور الأخضر المخصص لأهالي الضفة الغربية, إلا أن طفلتها الصغرى ذات العام ونصف لم تحمل هكذا كرت بحكم أنها ولدت في غزة.
وتتابع أبو دقة أن مندوب الملكية أجرى اتصالات مع قيادة الملكية في عمان ومن ثم سمح لي بالصعود على متن الطائرة المتوجهة إلى مطار الملكة علياء بالأردن كما كان مقرراً.
وتسرد المواطنة أبو دقة معاناتها فتقول: "عندما حطت الطائرة في مطار الملكة علياء كانت ثاني العراقيل حيث تفاجأت في المطار بعدم السماح لي ولأطفالي بمغادرته واحتجاز جوازاتي مدة سبع ساعات وهي موعد الرحلة المغادرة إلى القاهرة حيث اصطحبني بعدها شرطي أردني وأوصلني لباب الطائرة وتم ترحيلي إلى القاهرة والسبب كما أبلغتني المخابرات الأردنية هو عدم امتلاك الطفلة ذات السنة والنصف لعدم ممانعة او كرت الجسور".
وتتابع أبو دقة "لم يخطر لي ان طفلة ذات سنة ونصف قد تحتاج الى عدم ممانعة"، مبينة أنها عادت إلى مطار القاهرة حيث احتجزت هناك لمدة يومين بانتظار أن يتم تزويدها بجوزات سفرها التي رحلت بدونها وبقيت أي الجوازات في المطار الأردني نتيجة خلل ما وان الملكية الأردنية في مطار القاهرة أبلغتها أن الجوازات ستصلها على متن الرحلة القادمة.
وأعربت المواطنة أبو دقة عن استهجانها لما حدث معها في الأردن الذي عرف ملكاً وحكومة وشعباً بمساندته ومناصرته الدائمة للحقوق الفلسطينية, خصوصاً وان هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها الأردن حيث دخلت إلى ما قالت عنه "وطنها الثاني" أكثر من ثلاث مرات في أوقات سابقة, من بينها مرتين وصلت عبره إلى الضفة الغربية.
وناشدت أبو دقة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ووزير الشئون المدنية حسين الشيخ بالتدخل حتى تستطيع زيارة والدتها المريضة التي ترقد في المستشفى عن طريق معبر بيت حانون "ايريز".