الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيت لحم-افتتاح ورشة عمل حول التعليم الجامع لذوي الاعاقة البصرية

نشر بتاريخ: 14/07/2010 ( آخر تحديث: 14/07/2010 الساعة: 13:30 )
بيت لحم- معا- نظمت جمعية بيت لحم العربية للتأهيل مساء امس وشركاؤها مؤسسة CBM والمجلس الدولي لتعليم الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية ICEVIتحت رعاية معالي وزير التربية والتعليم العالي لميس العلمي، ووزير الشوؤن الاجتماعية ماجدة المصري حفل افتتاح ورشة العمل حول التعليم الجامع لذوي الاعاقة البصرية في الضفة الغربية-فلسطين في فندق سانتا ماريا في بيت لحم.

وافتتح الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني ودقيقة صمت على ارواح الشهداء والقى بعدها موسى درويش نائب رئيس مجلس الامناء في جمعية بيت لحم العربية للتاهيل كلمة ترحيبية بالحضور واشار الى مجالات عمل المؤسسسات الشريكة ودورها الريادي في تحسين نوعية الحياة للاشخاص ذوي الاعاقة في العالم وعن التعاون المثمر بينها وبين الجمعية العربية للتاهيل والتي تعمل منذ عقود على استهداف الأشخاص ذوي الإعاقة على اختلاف اعاقاتهم في برامجها وخدماتها ضمن نظرةٍ شمولية، جاهدةً إلى تطوير آلياتها وأساليبها مستعينةً بالتجارب والتقنيات العالمية التي من شأنها تحسين الظروف الحياتية للأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى الفردي والأسري والمجتمعي.

والقت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري كلمة اكدت بها على اهمية هذه الورشة والتي تهدف الى مزيد من التمكين والدمج للاشخاص ذوي الاعاقة عموما وللاشخاص ذوي الاعاقة البصرية خصوصا.

واكدت الوزيرة بان هذه القضية هامة نتيجة للاتساع النسبي للاشخاص ذوي الاعاقة البصرية في الاراضي الفلسطينية وهذا يتطلب تعاوناً بناءً وشراكة حقيقة بين مختلف الوزرات ذات العلاقة والمؤسسات الحكومية مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

وتطرقت المصري لدور الوزارة في العمل من خلال مبدأ الحماية الاجتماعية مع الفئات المهمشة على اساس الحقوق وليس بمفهوم الاحتياج او الاحسان.

وتحدثت عن انجازات الوزارة في تطبيق القانون الفلسطيني للاشخاص ذوي الاعاقة واقرار تعديلات على قانون الاعفاء الجمركي والعمل على استصدار بطاقة المعاق وتحويل مدرسة العلائية للمكفوفين لمركز مصادر في مجال الاعاقة البصرية.

واكدت انه لا بد من وذلك بالعمل سويا مع وزارة التربية والتعليم لتعديل النظام التعليمي بحيث يمكن جميع فئات المجتمع من الحصول على التعليم دون عوائق ودون تمييز وان يكون جامعاً وللجميع.

والقى جهاد زكارنة وكيل وزارة التربية والتعليم العالي كلمة اكد بها على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص التي تنتهجه الوزارة اضافة الى دورها في اقرار مبدأ التعليم للجميع.

وقال" اننا نتطلع الى ان تخرج هذه الورشة بتوصيات عملية وان ترسم سياسات وطنية شاملة فيما يتعلق بالاشخاص ذوي الاعاقة البصرية". مؤكدا بان هذه الجهود ستتكلل بالنجاح اذا كان هناك شراكة حقيقة وتنسيق بين جميع الاطراف المعنية من اجل انجاح هذا البرنامج".

بدوره تمنى محمد طه نائب محافظ بيت لحم ان تخرج بخطة وطنية شاملة للاشخاص ذوي الاعاقة البصرية على وجه الخصوص وان يحقق البرنامج الذي يجري العمل على اعداده النتائج المتوقعة.

وقدم نزار بصلات رئيس الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينين ورقة عمل تطرقت لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والتشريعات والسياسات، مشيرا الى ان هناك تحول حقيقي في ظل الحكومة الحالية فيما يتعلق بدمج الاشخاص ذوي الاعاقة في المدارس الحكومية الا ان الطريق لا يزال طويلا امام تحقيق دمج كامل للاشخاص ذوي الاعاقة في التعليم لان عملية الدمج تتطلب اعداد الطلاب والمعلمين وزيادة اعداد غرف المصادر، وهذا يتطلب تعاونا بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني لتلبية كافة احتياجاتهم المختلفة ولا بد من بذل المزيد من الجهود في هذا الاطار.

وقدم لاري كامبل من المجلس الدولي للاشخاص لذوي الاعاقة البصرية ورقة عمل تحت عنوان ما هو التعليم الجامع برؤية اوسع، مؤكدا انه بيئة داعمة لكل المتعلمين خصوصا اولئك الذين يعانون من التهميش في مجتمعاتهم يركز به على نقاط القوة وليس على نقاط الضعف في الشخص المتعلم ويلبي احتياجات الاشخاص ذوي الاعاقة في الوصول الى التعليم النوعي كحق اساسي مبني على نهج حقوق الانسان وليس من منطلق الاحسان.

والقت تانيا كيرن من مؤسسة CBM كلمة المنظمين للورشة واوضحت ان الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة تؤكد على المساواة في الوصول إلى التعليم ولكن توجهات المجتمع التي تنظر الى الاشخاص ذوي الاعاقة على انهم اساس المشكلة وانهم لا يستطيعون الاندماج في التعليم كافراد متساويين ولان االنظام التعليمي غير جامع ولا يتوافق مع احتياجاتهم.

واختتمت كيرن حديثها بالقول ان هناك فرصة سانحة لتطوير هذا البرنامج الوطني كون وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية هي من تقود الجهود لتطبيق التعليم الجامع بما يتلائم مع الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة بمشاركة العديد من المؤسسات والخبرات المحلية والدولية والناشطين في قضايا الاعاقة والتي تدل على الالتزام القوي والرغبة في انجاح هذا البرنامج.

وخلال حفل الافتتاح قدمت فرقة حكايا من مركز غراس الثقافي فقرة دبكة من التراث الشعبي الفلسطيني بالاضافة الى عرض مسرحي " ناس من ورق" لمسرح الحارة حول الصعوبات التي يواجهها الاشخاص ذوي الاعاقة في تقبل الاهل والمجتمع لهم والحصول على الحقوق الكاملة في الاندماج في التعليم والعمل ومختلف نواحي الحياة المجتمعية. يتحدث العمل المسرحي عن 3 شخصيات و 3 قصص تروي تجارب مختلفة تحاول كل شخصية من خلالها نقل رسالة للجمهور عن معاناة الاشخاص ذوي الاعاقة وحقهم في المشاركة الفاعلة في المجتمع.

وحضر حفل الافتتاح بعض رؤوساء البلديات في المحافظة، ومدير التربية والتعليم، وعدد من القناصل، وممثلو السفارات لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، ووكالات التنمية الدولية، والمؤسسات الدولية المانحة العاملة في الاراضي الفلسطينية، والعديد من مؤسسات المجتمع المدني، ومدارس المكفوفين في الضفة الغربية، واهالي الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية.

يذكر ان هذه الورشة تهدف الى تطوير برنامج وطني للتعليم الجامع لذوي الاعاقة البصرية كجزء لا يتجزأ من المبادرة العالمية "التعليم للجميع"، وتحديد اصحاب المصلحة، والادوار والمسؤوليات واقرار الجدول الزمني، وخطة العمل، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الشوؤن الاجتماعية، والمدارس الخاصة لذوي الاعاقة البصرية، وغيرهم من الجهات المعنية.