مشاركون في ورشة عمل يحذرون من ظاهرة تناول الشباب للمواد المخدرة
نشر بتاريخ: 14/07/2010 ( آخر تحديث: 14/07/2010 الساعة: 20:07 )
غزة - معا حذر ممثلو منظمات أهلية وأطباء ومختصون نفسيون واجتماعيون من خطورة ظاهرة تناول الشباب للمواد المخدرة والآثار المدمرة لها على مختلف المستويات وتداعياتها على الفرد والأسرة والمجتمع.
وطالب المشاركون في ورشة العمل التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية بعنوان "الحد من تناول الشباب للمواد المخدرة"، بجمعية الثقافة والفكر الحر بمدينة خان يونس بالبدء بحملات منظمة لنشر الوعي بين قطاعات المجتمع الفلسطيني بمختلف شرائحه وقطاعاته وأجهزته بمدى خطورة هذه المشكلة، مؤكدين على ضرورة بذل كل الجهود من أجل الحد من ظاهرة تناول الشباب المواد المخدرة، وتفعيل وتشديد الرقابة الرسمية والأهلية على عملية صرف الأدوية المخدرة مثل الأترمال وغيرها.
ويأتي تنظيم هذة الورشة في إطار الحملة الأهلية للحد من ظاهرة تناول الشباب المواد المخدرة ضمن مشروع تعزيز الديمقراطية وبناء قدرات المنظمات الأهلية الذي تنفذه الشبكة بتمويل من المساعدات الشعبية النرويجية.
وقالت عبير ياغي منسقة المشروع أن الحملة الأهلية للحد من ظاهرة تناول الشباب المواد المخدرة تسعى إلى تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في تمكين الفئات المستهدفة وتعزيز قضية المناصرة والضغط لحمايتهم.
وأوضحت ان هذة الورشة تسعى الى جمع المعلومات والتعريف بهذة المشكلة الخطيرة وذلك للبدء في العمل تجاه إبراز هذة الظاهرة وحشد الطاقات من أجل مواجهتها .
وأشارت إلى أن الحملة تضم عدداً من المنظمات الأهلية التي تعمل في قطاعات مختلفة من محافظتي رفح وخانيونس وسيتم من خلالها مطالبة صناع القرار بتحمل مسؤولياتهم الكاملة تجاه التصدي لهذه الظاهرة .
وفي كلمته أكد منسق الحملة رئيس جمعية الفخاري للتنمية والثقافة د.طارق العمور خطورة تناول الشباب للمواد المخدرة، مشيراً إلى أن الإدمان على مخدر ما تدفع المدمن إلى الحصول عليه بأي وسيلة وزيادة جرعته من آن لأخر ، مع صعوبة الإقلاع عنه سواء للاعتماد النفسي عليه أو لتعود أنسجة الجسم عضويا عليه وعادة ما يعانى المدمن من قوة دافعة قهرية داخلية للتعاطي وسبب ذلك الاعتماد النفسي أو العضوي.
وأكد العمور أن هناك أبحاث ودراسات علمية أثبتت أن المخدرات تشل إرادة الإنسان وتذهب بعقله ، مضيفاً أن مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم أجمع وطبقاً لتقديرات المؤسسات العالمية يوجد حوالي 800 مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو مدمنين.
ومن ناحيته قال أخصائي الأمراض النفسية بوزارة الصحة المقالة أشرف عرام أن الإدمان حالة من الاعتماد النفسي والجسمي نتيجة تناول مادة مسكنة، بحيث تظهر اضطرابات نفسية وجسدية نتيجة نقص هذه المادة أو عدم توفرها في جسم المدمن يتبعها تدهور في قدرته على العمل والعلاقات الاجتماعية .
وتناول عرام أنواع الإدمان منها الاستعمال السيء للمواد إلى جانب الأعراض النفسية كالأرق، قلة النوم وغيرها، والأعراض الجسمية كالشعور بالآم المفاصل والعظام والعضلات.
وتطرق عرام إلى الأسباب المؤدية للإدمان منها الفراغ والملل والبطالة عند الشباب ، والجهل بمشكلة الإدمان وصحبة الأشرار ورفاق السوء التفكك الأسري، وهناك العديد من المشاكل، مضيفا أن وزراه الصحة لا يوجد لديها أماكن لعزل المدمنين ، ونقص في كميات العلاج، ونحاول بقدر الإمكان مساعدة هذه الشريحة وللأسف لا يوجد رقابة خاصة في الآونة الأخيرة على الأنفاق التي هي السبب الرئيس لانتشاره.
ومن ناحيتها قالت مديرة مركز صحة المرأة بجمعية الثقافة والفكر الحر فريال ثابت ان مشكلة المخدرات من اعقد المشاكل التي تواجه المجتمع البشري في الوقت الراهن، وهى ليست اقل خطورة من مشكلة العنف ،وتعتبر من أسلحة الدمار الشامل الذي يصيب الانسان ولا يكاد يفلت منها اى مجتمع سواء كان متقدما او ناميا.
وأشارت ثابت أن هناك طرق ووسائل عدة لمواجهة الإدمان ، منها الاكتشاف المبكر كخطوة مهمة لعلاج المدمنين والتعرف علي الاتجاهات والاستراتجيات لمحاربة الظاهرة وتدعيم العمل التطوعي، وذلك بالإضافة إلى الدور المهم لوسائل الإعلام في مواجهة هذه المشكلة.
وأشارت ثابت إلي دور المرأة باتجاه هذه الظاهرة وتضررها انها ليست المتضررة من الدرجة الاولي لكنها تدفع فاتورة المخدرات من الأمن الأسري والعنف الموجه ضدها بحيث تترك اثر عليها.
وخرجت ورشة العمل بتوصيات للحد من هذه الظاهرة، وفي مقدمتها اتخاذ التدابير والاجراءات الكفيلة بمنع صرف هذة المواد المخدرة وفرض رقابة صارمه عليها كذلك اكد المشاركون على ضرورة تنظيم حملات توعوية للشاب حوا مخاطر تناول هذة المواد المخدرة على المستويات الجسمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والقومية.
وتم التأكيد علي دور الأسرة وتفعليه في تهيئة الظروف الاقتصادية والصحية لتربية الأبناء علي أسس وأخلاقيات سليمة تحفظهم من مغبة الانزلاق في تعاطي المخدرات.
وكما شدد المشاركون على أهمية دور الاسرة في عملية التوعية إلي جانب المدارس، إضافة الي التطوير المستمر للتشريعات بما يجرم ، وزيادة عدد مكاتب مكافحة المخدرات في مختلف مناطق قطاع غزة ورفع كفاءة العاملين بها وتزويدهم بالإمكانات اللازمة لذلك.
واكدوا بضرورة تضافر الجهود الاهلية والرسمية من اجل مواجهة هذة الظاهرة على المستوى الوطني ووضع حلول تشارك كافة الجهات في تنفيذها.