الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال مهرجان- الجهاد: لا يمكن مقايضة رفع الحصار بتمزيق الوطن

نشر بتاريخ: 16/07/2010 ( آخر تحديث: 17/07/2010 الساعة: 08:53 )
غزة -معا- اختتمت بعد عصر اليوم الجمعة، فعاليات المخيمات الصيفية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بتنظيم مهرجانٍ حاشد شارك فيه زهاء عشرة آلاف شبل وزهرة على أرض ميناء غزة.

وتحدَّث خلال المهرجان الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الذي اعتبر أن هذا الجهد المتواضع - الذي يقف في مقابل ملايين الدولارات التي تنفق من أجل أن يعيش الشباب والشابات الفلسطينيات في تيه- يهدف لتعليم الأشبال والزهرات كيف يتمسكون بدينهم وأخلاقهم ووطنيتهم ومبادئهم مقابل من يحيكون المؤامرات من أجل أن يتحلل أبناؤنا وبناتنا من قيمنا.

وشدد د.الهندي على أن هؤلاء الأشبال والزهرات سيلقنون من يتربص بهم الدوائر، درساً مفاده بأن مراهنتهم على طمس تاريخنا وعقيدتنا وأخلاقنا ستبوء بالفشل.

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إلى أن تسمية هذه المخيمات باسم "شهداء أسطول الحرية" جاء تخليداً لأولئك الأحرار الذين ركبوا البحر، وجاؤوا لرفع الظلم عن غزة المحاصرة، مؤكداً أن هؤلاء الذين لم يصلوا إلينا وصلوا إلى قلوب كل الأحرار في العالم وسكنوا فيها لأنهم عرفوا طريقهم وحددوا هدفهم.

وأضاف في السياق:" إن المشاركين في رحلة أسطول "الحرية" كانوا على استعداد أن يدفعوا حريتهم ودمهم من أجل هذا الهدف النبيل، لأنهم كانوا يدركون أنهم يخوضون المعركة ضد الظلم وضد الإرهاب، ناهيك عن إدراكهم أن حصار القطاع سياسي بامتياز، لذلك رفضوا الذهاب إلى أسدود أو الذهاب إلى العريش -كما يفعل البعض- لأن المعركة ليست معركة إدخال بعض المواد الغذائية لغزة ولكنها معركة الحرية ضد الظلم ..".

ولفت د.الهندي في معرض كلمته إلى سياسات جاءت لطمس دم الأحرار، قائلاً:" بدأت تحركات هنا وهناك من أجل أن يوحوا للعالم أن هنالك مسيرة سياسية، وجاء راعي المفاوضات غير المباشرة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل ولم يحقق شيئاً"، منتقداً في ذات الوقت الذين قالوا إنهم لن يذهبوا للمفاوضات في ظل الاستيطان ليذهبوا بعد ذلك إليها ويقوموا بلحس هذا التعهد.

وحذَّر د.الهندي بشدة من الشروع في مفاوضات مباشرة مع كيان الاحتلال، منبهاً إلى خطورة منح الجامعة العربية غطاءً لتلك المسألة، وكأن فلسطين مستباحة وشعبها الذي قدم التضحيات عبر سنوات طويلة دفاعاً عن الأمة ومقدساتها لا علاقة له بهذه المفاوضات.

ودعا د. الهندي إلى الحوار الداخلي من أجل الوصول لبرنامج وطني يحافظ على الثوابت ويحمي المقاومة.

كما دعا إلى تمتين الوحدة الداخلية وصون الحريات، مطالباً في الإطار ذاته بالإفراج عن كل المعتقلين من حزب التحرير الإسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذين شدد على حقهم في التظاهر والتجمع.

كما وحذَّر عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي من انتشار الأفكار المسمومة، وخصَّ بالذكر تسريب وسائل الإعلام الاسرائيلية أخباراً عن ما تسمى "خطة ليبرمان" والتي دعا فيها إلى التخلي عن غزة وجعلها كياناً منفصلاً، مؤكداً أن حركته لا يمكن أن تقايض رفع الحصار عن القطاع بتمزيق الوطن.

وفي ختام حديثه شدد د. الهندي على أن دم شهداء أسطول "الحرية" لن يذهب هدراً، مطيِّراً التحية لهم ولذويهم.

من جانبه، أكد الشيخ أحمد المدلل، عضو قيادة الساحة بحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، أن إطلاق اسم "شهداء أسطول الحرية" على المخيمات الصيفية لحركته، كانت أمراً واجباً كونه يأتي كلمسة وفاء لأولئك الأبطال أحفاد القائد المسلم/ محمد الفاتح الذين دفعهم الواجب نحو غزة لمواجهة الصلف الصهيوني بكسر الحصار عن أهلها، وواجهوا بأجسادهم العارية إجرام الاحتلال فنالوا الشهادة وغرست أسماؤهم في صفحات التاريخ بماءٍ من ذهب.

وقال المدلل – في كلمته التي تحدث فيها نيابةً عن اللجنة المركزية لإدارة المخيمات الصيفية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- :" إن الفلسطينيين لا يمكن أن ينسوا تضحيات شهداء أسطول "الحرية""، مؤكداً أنهمن سيسيرون على نفس الدرب الذي ساروا عليه (درب الجهاد والمقاومة).

وبيَّن مسؤول اللجنة التنظيمية العامة لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، أن المخيمات الصيفية بدأت نشاطها على بركة الله وها هي تختتم اليوم بحمد الله وبفضله، وقد وفقنا بأن حققنا أهدافنا السامية المرجوة منها رغم قساوة الظروف وقلة الإمكانات.

وأشار المدلل إلى أن المخيمات انطلقت لتزرع الأمل والفرحة على شفاه أبناء وبنات فلسطين، ولتؤكد للعالم كله أن الفلسطيني لا يمكن أن ييأس أبداً لأن قلب فلسطين يتسع للأمل والألم و للفرح والحزن.

ولفت النظر إلى التميز والإبداع الذي شهد به الجميع لهذه المخيمات التي قدمت برامج ترفيهية ورياضية ودعوية وثقافية ويدوية كالرسم والنقش والتطريز.

وخاطب القيادي المدلل أشبال وزهرات حركة الجهاد الإسلامي قائلاً:" أنتم الأمل والشعلة والطلقة يا أبطال النصر القادم -بإذن الله- نرجو أن نكون قد حققنا أهدافنا المرجوة بتفعيل الإيمان الصادق والعقيدة الصحيحة في قلوبكم وأرواحكم، وأن ينعكس هذا الإيمان وهذه العقيدة على مناحي حياتكم كلها في تصرفاتكم وسلوكياتكم ومعاملاتكم وفي أخلاقكم لتكونوا الأجدر على حمل لواء الجهاد والاستشهاد، ولتكونوا القدوة لإخوانكم وأخواتكم وأصدقائكم والأقربين منكم".

وشكر المدلل كل من قام بدعم هذه المخيمات مادياً ومعنوياً، وكل من ساندها ووفر كل الإمكانيات اللازمة لإنجاحها، وخصَّ بالذكر الدكتور محمد الهندي، كما وشكر الطاقم التنفيذي لهذه المخيمات وفي مقدمتهم الأستاذ وليد حلس الموجه العام لها.

من جهته، أكد والد الشهيد التركي فرقان دوغان -أحد الشهداء التسعة الذين ارتقوا برصاص قراصنة البحرية الصهيونية على متن أسطول "الحرية"- أن ابنه و الذين كانوا معه على سفينة "مرمرة" تمكنوا من الوصول لهدفهم رغم أنهم لم يصلوا فعلياً إلى غزة المحاصرة, معللاً ذلك بأنهم تمكنوا من أن يلفتوا نظر العالم أجمع إلى المعاناة الإنسانية المريرة التي يعيشها أطفال وأهالي غزة جراء الحصار المفروض عليهم.

وقال دوغان - في كلمة له ألقاها نيابةً عن ذوي شهداء أسطول "الحرية" خلال المهرجان- :" سيكتب التاريخ بأن حادثة سفينة "مرمرة" الزرقاء كان مهماً بالنسبة للأمة جمعاء لأنها ستكون شرارة البداية لاستنهاض الأمة وصحوتها من غفوتها."

وشدد أحمد دوغان على أن ابنه فرقان أراد هو وأصحابه أن "ينقلوا الحرية إلى أهل غزة, وأن يكسروا الحصار الظالم المفروض عليها"، مستدركاً بالقول:" لكنهم تفاجئوا بالهجوم الدموي الهمجي, الذي قامت "إسرائيل" من خلاله بقتل ابني مع أبرياء آخرين تهمتهم الوحيدة أنهم ينقلون المساعدات الإنسانية لشعب مظلوم ومحاصر".

وختم حديثه قائلاً :" صحيح أن ابني لم يصل إلى غزة المحاصرة , إلا أنه استطاع أن يرتقي شهيداً من أجل قضية مقدسة من أجل القدس والأقصى، ومن أجل حرية إخوانه ورفع الحصار الظالم عنهم".