الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة أكاديمية تظهر مدى المشكلات التي تعاني منها زوجات الاسرى

نشر بتاريخ: 18/07/2010 ( آخر تحديث: 18/07/2010 الساعة: 14:14 )
نابلس - معا - اظهرت دراسة اجراها الباحث والاكاديمي عرفات صبحي طالب ذوقان وحصل بموجبها على درجة الماجستير وعنوانها (المشكلات الاجتماعية والنفسية لزوجات الأسرى الفلسطينيين وتصور لبرنامج مقترح لمواجهتها من منظور العلاج الأسري في خدمة الفرد) وجود عدة مشكلات اجتماعية لزوجات الأسرى وذلك من جامعة حلوان المصرية.

وجرت الدراسة بإشراف كلاً من أ.د/ جمال شكرى محمد عثمان أستاذ خدمة الفرد بكلية الخدمة الاجتماعية- جامعة حلوان وأ.د/ عبد الناصر عوض احمد جبل أستاذ خدمة الفرد بكلية الخدمة الاجتماعية- جامعة حلوان.

وحسب الباحث فان مشكلة الدراسة التي عالجها انطلقت من اعتبار الأسرة دعامة أساسية من دعائم البناء الاجتماعي فهي كمنظمة اجتماعية ترتكز عليها بقية منظمات المجتمع الاجتماعية الأخرى وينظر إلى الأسرة على أنها الوسيط الذي من خلاله يتحقق للفرد إشباعته الطبيعية والاجتماعية بصورة مشروعة.

وهي مؤسسة اجتماعية نجدها في كل المجتمعات البشرية وهي تتأثر بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها المجتمع وتعتبر الأسرة من أهم الجماعات الإنسانية وأعظمها تأثيراً في حياة الأفراد والجماعات، فهي الوحدة البنائية الأساسية التي تنشأ عن طريقها مختلف التجمعات السكانية حيث تقوم بالدور الرئيسي في بناء المجتمع.

ونوه الى ان قضية الأسرى الفلسطينيين لا تمثل معاناة ومشكلات الأسرى فقط لأن عواقب الاعتقال لا تقتصر على المعتقل فقط بل تمتد لتشمل أسرة المعتقل وما يترتب عليها من ضغوط اقتصادية واجتماعية ونفسية.

هذا و قد تضررت الكثير من العائلات الفلسطينية لغياب الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن، والذي يشكل اختلالاً كبيراً في نظام العائلة الفلسطينية، بالإضافة إلى القلق الذي تعيشه العائلة على حياة المعتقل في فترة الاعتقال من تهديد نفسي وجسدي وقد يودي بحياته أو يحصل على حكم عالي.

فالأسرة لا يمكن أن تؤدي وظائفها والأب الذي يمثل السلطة الضابطة غائب عنها ونتيجة لغياب هذه السلطة تظهر العديد من المشكلات التي تتمثل في عدم تقدير كل فرد في الأسرة للمسؤوليات الجديدة التي ظهرت ومنها الكثير من الخلافات بين الأبناء وانشغال كل منهم بالمشكلات الفرعية دون تفكير في مستقبل الأسرة وعدم قدرة الزوجة في أغلب الأحيان على القيام بدور الأب، مما قد يؤثر على طبيعة العلاقات داخل الأسرة بالإضافة إلى ظروف العمل التي قد تلجأ إليه الزوجة بعد سجن العائل ما قد يفقدها إلى حد كبير السيطرة على الأبناء.

وتظهر أهمية الدراسة حسب الباحث بسبب قلة الدراسات في الخدمة الاجتماعية التي تتناول المشكلات الاجتماعية والنفسية لأسرى الحرب وعائلاتهم (أسرى، زوجة، أبناء) رغم أهمية هذه القضية وإن ظاهرة الأسر والاعتقال ظاهرة مستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي مما يستوجب دراسة تأثيراتها على الأسرة الفلسطينية. وارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين إلى أكثر من أحد عشر ألف أسير فلسطيني وتبين أن نسبة الأسرى المتزوجون 2700 أسير متزوج أي ما نسبته 30.9% من مجمل عدد الأسرى. (وزارة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين, 2008)
كما ان أسر الزوج يزيد من الضغوط النفسية والاجتماعية على الزوجة ويزيد من الأدوار الاجتماعية التي تشغلها فهي تقوم بدور الأم والأب معاً مما يزيد من الأدوار التي تقوم بها ومتطلبات هذه الأدوار.

واشار الباحث ان الهدف من الدراسة التعرف على المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه زوجات الأسرى الفلسطينيين. ووضع تصور مقترح لعلاجها من منظور العلاج الأسري في خدمة الفرد.

هذا وقد اعتمد الباحث ذوقان وهو محاضر في جامعة القدس المفتوحة-منطقة نابلس التعليمية في هذه الدراسة على المسح الاجتماعي وبالعينة لزوجات الأسرى الفلسطينيين في محافظة نابلس واللاتي تنطبق عليهن الشروط المحددة في المجال البشري وذلك اعتمادا على الإحصائيات المتوفرة لدى وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية لعام 2009.

كذلك استخدم الباحث المسح الاجتماعي "بالحصر الشامل " للأخصائيين الاجتماعين في محافظة نابلس لمعرفة الخدمات التي يقدمونها لمساعدة زوجات الأسرى وللاستفادة من خبراتهم للتوصل إلى تصور مقترح لمواجهة المشكلات الاجتماعية والنفسية لزوجات الأسرى الفلسطينيين وذلك من منظور العلاج الأسري في خدمة الفرد.

وطبقت الدراسة في محافظة نابلس بحيث شملت المدينة والقرى والمخيمات على عينة من زوجات الأسرى الفلسطينيين واللاتى يتعاملن مع برنامج تأهيل الأسرى والمحررين الفلسطينيين، ونادى الأسير الفلسطيني.

وأسفرت تلك الدراسة عن مجموعة من النتائج يمكن عرضها على النحو التالي:-
أولاً :المشكلات الاجتماعية لزوجات الأسرى حيث أظهرت نتائج الدراسة أن المشكلات الاجتماعية لزوجات الأسرى تتمثل في المشكلات الآتية :-
ا- اضطراب علاقة زوجة الأسير بأبنائها : حيث أظهرت النتائج أن زوجة الأسير زادت مسؤولياتها بعد اعتقال زوجها , وأن زوجة الأسير أصبحت تقوم بدور مزدوج هو دور الأب والأم معا , وأن زوجة الأسير تقوم بتربيه أبنائها على الاقتداء بابيهم , وان زوجة الأسير تتحمل بمفردها مسؤولية رعاية أسرتها .

ب - اضطراب علاقة زوجة الأسير بأهل الزوج : حيث أظهرت النتائج إلى وجود مشكلات متمثلة في أن زوجة الأسير تشعر بحساسية مفرطة للكلمات التي تسمعها من أهل زوجها يلي ذلك رفض أهل الزوج عمل الزوجة خارج البيت, وقلة مساعدة أهل زوجها لأسرتها مع طول فترة اسر زوجها .

ج - اضطراب علاقة زوجة الأسير بأهلها وأقاربها : حيث أظهرت النتائج أن الزوجات اللواتي يطلبن الطلاق غير مخلصات , وأن أهل الزوجة وأقاربها ينتظمون في زيارتها بعد اعتقال زوجها, في حين أن أهل الزوجة وأقاربها يقدمون لها ما تحتاجه من مساعدات بعد اعتقال زوجها.

د- اضطراب علاقة زوجة الأسير بالجيران والمجتمع المحلي : حيث أظهرت النتائج إلى وجود مشكلات متمثلة أن زوجة الأسير تفتخر بزوجها وتتحدث عن بطولاته أمام الآخرين, يلي ذلك أن دور المؤسسات الأهلية ضعيف في إشباع احتياجات اسر الأسرى, في حين أن زوجة الأسير أصبحت أكثر تحفظا على علاقاتها مع الجيران بعد اسر زوجها .

ثانيا :المشكلات الاقتصادية لزوجات الأسرى حيث أظهرت نتائج الدراسة أن المشكلات الاقتصادية لزوجات الأسرى تتمثل في:-
ا- أن ارتفاع الأسعار مع ثبات الدخل اثر على الوضع الاقتصادي لزوجة الأسير وأسرتها .
ب- أن الراتب الذي تأخذه زوجة الأسير من وزارة الأسرى غير كاف لسد احتياجات أسرتها .
ج- أن مصرفات الزوج الأسير في الأسر تستنزف دخل الأسرة .
د- تضعف قدرة زوجة الأسير على توفير احتياجات أسرتها لتأخر صرف معاش زوجها الأسير.

ثالثا :المشكلات الصحية لزوجات الأسرى حيث أظهرت نتائج الدراسة أن المشكلات الصحية لزوجات الأسرى تتمثل في :-
ا- أن النوم لم يعد يشعر زوجة الأسير بالراحة بعد اسر زوجها
ب- قلة الخدمات الصحية المقدمة من السلطة الوطنية لأهالي الأسرى
ج- أن زوجة الأسير أصبحت اقل طاقة وحيوية من قبل بعد اسر زوجها .
د- أن زوجة الأسير أصبحت تشعر بالصداع والدوار بعد اسر زوجها .
ه- خدمات التامين الصحي للأسرى لا تفي بالحاجة .

رابعا : المشكلات لنفسية لزوجات الأسرى حيث أظهرت نتائج الدراسة أن المشكلات النفسية لزوجات الأسرى تتمثل في المشكلات الآتية :-
ا- مشكلة القلق عند زوجة الأسير :-
حيث أظهرت نتائج الدراسة أن مشكلة القلق عند زوجة الأسر تتمثل في : أن زوجة الأسير ينتابها القلق على زوجها الأسير نتيجة لما يمارسه الاحتلال من تعذيب بحق الأسرى , وأن زوجة الأسير يزداد قلقها على أبنائها مع طول فترة اسر زوجها , وأن زوجة الأسير يزداد قلقها على زوجها الأسير عندما تمنع من زيارته.

ب - مشكلة الخوف عند زوجة الأسير :-
حيث أظهرت نتائج الدراسة أن مشكلة الخوف عند زوجة الأسير تتمثل في: أن زوجة الأسير تشعر بالخوف بسبب ممارسات الاحتلال , وأن زوجة الأسير تشعر بالخوف من المستقبل المجهول لزوجها الأسير, وخوف زوجة الأسير على مستقبل أبنائها .

ج- مشكلة الشعور بالنقص عند زوجة الأسير :-
حيث أظهرت نتائج الدراسة أن مشكلة الشعور بالنقص عند زوجة الأسير تتمثل في : أن زوجة الأسير تشعر بالحزن على اسر زوجها , وأن زوجة الأسير تفتقد صحبة الزوج في المشكلات التي تواجهها , وأن زوجة الأسير لا تجد نفسها سعيدة في الأفراح والمناسبات بعد اسر زوجها .

د- مشكلة الميل إلى الوحدة والانعزال عند زوجة الأسير :-
حيث أظهرت نتائج الدراسة أن مشكلة الميل إلى الوحدة والانعزال عند زوجة الأسير تتمثل في : أن زوجة الأسير تشعر بالإحباط لأسر زوجها ورفيق حياتها, وأن اسر الزوج زاد من شعور الزوجة بالفراغ والوحدة , في حين أن زوجة الأسير أصبحت تميل إلى العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين بعد اسر زوجها .
وكذلك توصلت الدراسة لتصور لبرنامج مقترح من منظور العلاج الأسرى فى خدمة الفرد للتخفيف من حدة المشكلات الاجتماعية والنفسية لزوجات الأسرى.